تطبيق الحدود سرًّا.. «طالبان» تتلون لنيل الاعتراف الدولي
السبت 12/مارس/2022 - 05:18 م
مصطفى كامل
في محاولة لتطبيع العلاقات مع دول العالم، وتأمين حصول حكومتها على الاعتراف الدولي، تخفي حركة طالبان الأفغانية تشددها بعدم تطبيق الحدود الدينية بحذافيرها كما فعلت في تسعينيات القرن الماضي.
منذ تأسست الحركة الأفغانية على يد زعيمها الأول الملا عمر في مدينة قندهار جنوب أفغانستان عام 1994، تؤكد طالبان أن هدفها الأول والأخير هو تطبيق الشريعة الإسلامية، بحسب رؤيتها الذاتية.
وأثناء حكمها لأفغانستان في تسعينيات القرن الماضي، طبقت كافة الحدود الاسلامية مثل قطع يد السارق وجلد الزاني، لكنها لم تبادر بعد سيطرتها على كابول في أغسطس الماضي إلى تطبيق هذه الحدود مرة أخرى بشكل عام إلا جزئيا، في محاولة لانتزاع اعتراف العالم بحكومتها.
التلون والتماهي
في كلمة ألقاها خلال اجتماع عقد في كابول بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاتفاق الدوحة، قال نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر: «أرادت طالبان منذ نشأتها إرساء الأمن والسلام في أفغانستان من خلال تطبيق شرع الله، وقد ضحّت بالغالي والرخيص في هذا السبيل، ونجحت في المرحلة الأولى في إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإسلامي، وستكرر ذلك في باقي المراحل، ونطلب من الشعب الأفغاني أن يتعاون معنا».
يعتبر نشطاء أفغان أن الحركة في الوقت الحالي، تحاول التلون لنيل الاعتراف من المجتمع الدولي، وأن عدم تطبيق حدود القصاص بشكل عام هو محاولة لتطبيع العلاقات مع دول العالم، وتأمين حصول حكومتها على الاعتراف الدولي، أما عقائدها فلم تتغير وستطبق كل الحدود بعد اعتراف العالم بحكومتها.
وبخلاف العاصمة كابل، بدأت طالبان في تطبيق الحدود الإسلامية في بعض الولايات، ولكن بنسبة ضئيلة ودون الإدلاء بتصريحات رسمية حول تلك المسألة، وكان آخرها تطبيق عقوبة الجلد في حق شاب وفتاة زعمت طالبان أنهما أقاما علاقة غير شرعية في ولاية غور غرب أفغانستان.
الجلد بالاشتباه فقط!
وقال الناطق باسم مكتب المدعي العام المحلي في ولاية غور، صميم مهاجر، في تصريح صحفي أدلى به يوم تطبيق الحكم في 23 فبراير الماضي، إن طالبان اعتقلت الشاب والفتاة داخل مستشفى خاص بالمدينة، من دون أن يتوفر دليل على أنهما ارتكبا أي فعل غير شرعي، لكن مجرد بقائهما معًا في المستشفى اعتبر جريمة دفعت المحكمة إلى تطبيق حد التعزير عليهما، وهو 39 جلدًا في حق كل واحد منهما. وحصل ذلك على مرأى من عشرات من سكان المدينة، كي يتعظ الجميع.
أما الناطق باسم الحكومة المحلية في ولاية غور، عبد الواحد حماس، فقد قال في بيان: مجرد وجودهما في مكان واحد من دون أن يكون بينهما علاقة شرعية جريمة، والشريعة الإسلامية أوجبت حد التعزير، لذا ثبت جريمتهما المتمثلة في البقاء في مكان واحد من دون وجود شخص ثالث معهما.
وعشية حادث ولاية غور بيوم واحد، طبقت طالبان حد الزنا على شاب في مدينة ترينكوت على مرأى من مئات الناس في الدوار الرئيسي بالمدينة، وهو موقع تجمعات عام.
وقال ولي جان، أحد سكان مدينة ترينكوت، الذي حضر الواقعة: أحضرت قوات طالبان شابًّا في سيارة عسكرية بعدما جمعت الناس من كل مكان. وخاطب المسلحون الناس عبر مكبرات الصوت بأن الشاب ارتكب الزنا في مديرية شور، وجرى نقله إلى مدينة ترينكوت لتطبيق الحد. أما الحاضرون فتساءلوا فيما بينهم حول مصير الشخص الثاني في القضية.





