قيود طالبان ضد الأفغانيات تصل إلى حياكة الملابس

عادت الأفغانيات لاختبار ظروف صعبة تحت حكم حركة طالبان، إذ استبدت الحركة بالنساء عبر مجموعة إجراءات تقيدية فرضتها ضدهن وتعمل على تجديدها من فترة لأخرى.

العقيدة المتشددة التي يتبناها عناصر طالبان تلقي بظلالها على المكتسبات التي حققتها النساء في الأعوام التي توسطت حقبتي الحركة، ونظرًا لكون المرأة نصف المجتمع فهي مؤثرة بشكل أو بآخر على اقتصادات البلاد، ما يطرح التساؤلات حول آثار قيود طالبان ضد الأفغانيات على اقتصاد المجتمع.

طالبان تقيد عمل الخياطين الذكور

نقل موقع «طلوع نيوز» قرارات شفهية وجهها عناصر طالبان المسؤولون عن قطاع يسمى «الفضيلة والرذيلة»، للخياطين الذكور تفيد بمنعهم من حياكة ملابس النساء، ما دفع بعض العاملين في المجال للتعبير عن غضبهم بمنطقة شاريكار عاصمة إقليم باروان، مؤكدين أنهم يواجهون أزمة اقتصادية حادة على خلفية اضطرارهم لإغلاق محلاتهم.

وعبر الخياطون عن استيائهم من قرارات طالبان التي تهدد قطاع الملابس وتحرمهم من الكسب المادي عبر المجالات التي اعتادوا على العمل بها في ظل أزمة معيشية خانقة تواجه البلاد خلال المرحلة الأخيرة، إذ بات  هؤلاء  غير قادرين على  تغطية نفقاتهم الخاصة.

فيما أشار «طلوع نيوز» إلى تأكيد نقابة الخياطين في مقاطعة باروان على أن الكثير من العاملين بالمجال فقدوا وظائفهم نتيجة ضغوط طالبان، ومنهم من  اضطر لمغادرة البلاد.

من جانبها نفت «طالبان» أن تكون السبب في انهيار هذا القطاع، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية بحكومة الحركة، حكمة الله شميم أن الرجال يمكنهم صنع ملابس النساء ولكن المحظور هو أخذ  قياسات النساء اللائي يحضرن لمحلات الخياطة.

 سلطة أفغانستان الجديدة تستبد بالنساء

يقول مايكل جوكلمان، الكاتب في مجلة السياسة الدولية، نائب رئيس البرنامج الآسيوي في مركز ويلسون الدولي للأبحاث في واشنطن، فى تصريحات لـ«المرجع» إن حركة طالبان أصبغت خطاباتها في بدايات سيطرتها على الحكم ، بإشارات رمزية حول احترام حقوق النساء وسمحت للفتيات الصغيرات بالذهاب لمدارسهن، وعبرت عن نيتها ترك الحرية للأفغانيات لاختيار  تخصصات عملهن ولكن  الإيديولوجية الأساسية للحركة طغت على الموقف.

وأشار الباحث إلى  أن ملف العلاقة بين الحركة والنساء سيؤثر على اعتراف الغرب بها، لأنه سيحتاج مؤشرات حقيقية حول ملف حقوق الإنسان  والنساء بشكل خاص.

وكانت حركة طالبان قد فرضت سلسلة من القيود ضد النساء خلال الفترة الماضية، ففي 16 فبراير 2023 قدمت طالبات الطب التماسًا لقيادات حركة طالبان من أجل السماح لهن بحضور الامتحانات النهائية، وفي أكتوبر 2022 قررت الحركة منع الفتيات من دراسة الإعلام والصحافة، وكذلك الهندسة المدنية والاقتصاد في الجامعات، وفرضت عليهن رغبات دراسية إجبارية كالأداب.

وعلقت مؤسسة الأزهر الشريف في مصر على تشدد طالبان تجاه عليم الفتيات إذ أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بيانًا لمطالبة الحركة بفتح المجال أمام تعليم الفتيات، مشددًا على أن حرمان الأفغانيات من التعليم يخالف صحيح الشريعة الإسلامية.