مدارس سرية للفتيات في أفغانستان من أجل التغلب على قرارات طالبان
تعتبر حركة طالبان تعليم المرأة وعملها من الأمور التي لا فصال في رفضها بشكل قاطع مهما كانت الأسباب، أو التبعات التي قد تنعكس على مصالح الحركة وعلاقاتها مع العالم، فهي ترفض مشاركة المرأة أو ظهورها بشكل مطلق، وهو ما عرضها لمشكلات كثيرة مع المنظمات الأممية والإغاثية التي تعمل على أراضيها، والتي تسمح للمرأة بالعمل ضمن فرقها المنتشرة في البلاد، وقد لجأ بعض الأفغان لإنشاء مدارس سرية لتعليم الفتيات نتيجة منهج الحركة المتشدد ضد المرأة.
تصريحات مستفزة
منذ صعود حركة طالبان إلى السطلة وهي تتعامل مع ملف تعليم الفتيات بصورة غير موجودة في أي من دول العالم، رغم أن الحركة قد أبدت مرونة شكلية في بداية وصولها إلى السلطة مع هذا الملف، ولكن يبدو أنه كان عبارة عن تهدئة ما، حتى تجد الفرصة المناسبة للتعامل معه بما يتوافق مع توجهاتها.
وقد أظهر قيادات الحركة موقفهم الثابت من هذه القضية للدرجة التي دفعت وزير التعليم في حكومة طالبان الملا ندا محمد نديم في ديسمبر 2022م للتصريح بأنه يرفض إلحاق الفتيات بالتعليم الجامعي قائلًا: «لو ألقوا علينا قنبلة ذرية لن نتراجع، مستعدون لعقوبات توقع علينا من جانب المجتمع الدولي».
فالمرأة بهذه الصورة محرومة بشكل بات من الالتحاق بالتعليم الجامعي، وهو ما دفع مجموعة من السيدات لتثقيف أنفسهن ذاتيًّا وأنشأن مكتبة سرية في العاصمة الأفغانية كابول، على نفقتهن الخاصة بهدف تعزيز ثقافة المرأة وتوعيتها في منطقة بول سورخ، ولكن الحركة لم تتركهن لشأنهن، إذ مارست عليهن ضغوطًا، وصلت في النهاية إلى إغلاق المكتبة منتصف مارس الجاري.
مدارس سرية
وعلى غرار مكتبة المرأة السرية في كابل، ظهرت مدارس سرية أخرى للفتيات في أفغانستان، والغريب أن تقارير محلية أفادت- وفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن مدارس البنات السرية زادت في أفغانستان بصورة ملحوظة مؤخرًا للتغلب على قرارات الحركة المناهضة لتعليم الفتيات.
وأشارت التقارير إلى أن بعض أعضاء الحركة يرسلون بناتهم لهذه المدارس لمواصلة تعليمهن، وهو ما يعكس إدراكهم لأهمية تعليم الفتيات، لكن العناد والمكابرة هو الذي يدفع الحركة إلى الاستمرار في منهجها الرافض لتعليم الفتيات.
وتنتشر هذه المدارس داخل المنازل وفي منشآت سرية تحت الأرض في العاصمة كابول وفي بعض المدن الرئيسية الأخرى، والتي أسست خصيصًا للتغلب على تلك الأزمة التي يبدو أنها ستستمر طويلًا.
وكانت الحركة قد سمحت لأول مرة منذ وصولها للسلطة بإعادة فتح المدارس الثانوية للبنات الثلاثاء 22 مارس الجاري، لكنها تراجعت عن القرار بعد ساعات فأصدرت قرارًا آخر في اليوم التالي بإغلاق هذه المدارس مرة أخرى.
الهروب إلى الخارج
ويلجأ العديد من الفتيات إلى الهروب خارج أفغانستان من أجل استكمال تعليمهن، ولا يقتصر الأمر على الطالبات وحدهن لكن أيضًا وصل الأمر إلى هروب أساتذة الجامعات خاصة السيدات منهن بسبب التضييق الذي تمارسه الحركة على الجميع منذ وصولها للسلطة، وحسب تقارير رسمية محلية فإن أكثر من 1200 من أساتذة الجامعات معظمهم من جامعة كابل وننغرهار وهرات وقندهار ومزار شريف، غادروا أفغانستان بسبب موقف طالبان من تعليم الفتيات ومنعهن من استكمال تعليمهن الجامعي.





