ad a b
ad ad ad

ترسيخًا لثقافة التنوع.. الحكومة العراقية تشارك الصابئة المندائيين احتفالاتهم

الجمعة 14/أبريل/2023 - 09:13 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

شارك رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أبناء الطائفة المندائية احتفالاتهم بـ"عيد الخليقة"، حيث أكد السوداني حرصه على مشاركة أبناء الطائفة احتفالاتهم بـأعيادهم، مشيرًا إلى اعتزازه بالمكوّنات العراقية ورعايتها.


ووفقًا لبيان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية "واع"، فإن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، شارك احتفالات أبناء طائفة الصابئة المندائيين بـ(عيد الخليقة)، وحضر احتفالية أُقيمت بالمناسبة، بحضور رئيس الطائفة في العراق والعالم الريشما ستار جبار حلو، والنائب عن كتلة الصابئة أسامة البدري، ووجهاء الطائفة وجمع من أبنائها.


وأكد السوداني خلال الاحتفال، اعتزازه بالمكوّنات العراقية، وحرص حكومته على رعايتها، وأنها ترجمت ذلك في برنامجها التنفيذي في مشاريع وبرامج ستُسهم في ترسيخ التنوع الذي يُعد مصدر فخر للعراق ومصدر قوة وازدهار.


تعزيز روح المواطنة


المحلل السياسي العراقي الدكتور غازي فيصل، يقول في تصريحات خاصة لـ"المرجع" أنه من المؤكد أن مسألة احترام حقوق التنوع الثقافي للأعراق وللأديان والقوميات المختلفة في العراق هو جزء من الموروث الحضاري والثقافي للتعايش والشراكة والتضامن داخل مكونات الشعب العراقي المختلفة عبر التاريخ.


وأوضح المحلل السياسي العراقي أن دستور 2005 أكد أيضًا أهمية احترام حقوق الأقليات الدينية والثقافية والعرقية والقومية، والحقوق الثقافية تذهب إلى الحق باستخدام اللغات واللهجات الخاصة والأنشطة الثقافية المختلفة والطقوس الدينية وحريتها وغيرها، مشيرًا إلى أن مشاركة رئيس الوزراء العراقي في الاحتفالات تأتي في خذا الإطار التاريخي للموروث الثقافي للحضارة العراقية التعددية.


وشدد المحلل العراقي على أن المشاركة هي  تأكيد على الجانب الدستوري الذي أكد على ثقافة التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية عموما، وهذه التعددية هي التي تعزز روح المواطنة وحقوق المواطن وتعزز أيضًا شراكة المواطنيين سياسيًّا واقتصاديًّا لتحقيق التوازن والتوزيع العادل للثروات، ومازال هناك جهود كبيرة بالانتظار لتحقيق هذه الأهداف الكبرى.


من هم الصابئة المندائيون؟


الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، وتمتد جذورها لأكثر من ألفي عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، وتُعد الديانة الصابئية من الديانات غير التبشيرية، فلا يسمح لأحد بالدخول لدينهم أو الخروج منه إلى دين آخر.


يعيش المندائيون على أرض العراق وتوزعوا في محافظات بغداد والبصرة وميسان وسوق الشيوخ والناصرية، ويمتهن المندائيون صناعة الذهب والفضة والحدادة والنجارة ويصنعون القوارب وآلات الحصاد، كانت تلك المهارات حكرًا على الصابئة المندائيين لفترة قد تمتد إلى ما قبل العصر العباسي.


وتشير تقارير إلى أن أعداد الصابئة المندائيين في العراق بعد عام 2003 تراجع لأكثر من النصف، ويبلغ تعدادهم حاليًّا 20 ألف نسمة.


ووفق تصريحات صحفية لرئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم، فإن أكثر من 70% من الصابئة المندائيين غادروا العراق، مشيرًا إلى أن غالبية المغادرين توجهوا صوب أستراليا.


وتحتفل طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم بما يعرف لديهم بعيد الخليقة أو "البرونايا"، ويستمر خمسة أيام.


وتقيم المئات من العوائل المندائية العراقية طقوس الاحتفال عند نهر دجلة، وتُقام صلاة الصبح والتعميد في الماء الجاري كما تُنحر الذبائح وتقدم الصدقات للمحتاجين.

"