باستباقيات مكثفة.. سوريا والعراق تتحالفان لمنع داعش من العودة
منذ فترة تركز القوات الأمنية في سوريا والعراق على تحركات داعش في
حدود الدولتين وداخلهما، وتقوم بضربات استباقية لملاحقة التنظيم، ذلك في ظل
التحذيرات الدولية من احتمالات عودة تنظيم داعش مرة أخرى في سوريا والعراق.
استبقايات مكثفة
وكثفت الأجهزة الأمنية
تلك الضربات، للإحباط الاستباقي لأي محاولة من قبل التنظيم في العودة .
وفي السياق ذاته، حذر
مايكل كورولا، قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، مما سماه بالجيش الحقيقي
لداعش في سجون شمال وشرق سوريا والعراق.
وكان قد أكد في بيان
نشرته القيادة المركزية الأمريكية، أنه في حال تحرير المحتجزين بالسجون من عناصر
التنظيم فإنهم سيشكلون جيشًا يمثل تهديدًا حقيقيًّا على المنطقة بالكامل.
عمليات عراقية
بدأت القوات العراقية منذ
قرابة أسبوعين، بشن حملات أمنية مكثفة للغاية، أودت بحياة ما يقرب من 30 قيادي داعشي،
واستهدفت العمليات أوكار التنظيم في الأنبار والموصل وصلاح الدين ونينوي .
وكانت آخر العمليات
الاستباقية ضد داعش، عملية "فرسان الحق"، التي شنتها الأجهزة على
التنظيم في محافظة الأنبار غرب العراق، وكبدت التنظيم خسائر بشرية فادحة.
وفي السياق ذاته، كان قد أعلن
عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، عن مقتل 22 عنصرًا وقياديًّا من
تنظيم داعش، نتيجة عملية فرسان الحق، وكان من بينهم ما يُسمى بـ "والي
الفلوجة "، المدعو برزان حسين علي، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأوضح الساعدي، خلال
مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أنه بعد رصد المعلومات حول عناصر التنظيم ونقاط تمركزه
من قبل المخابرات، تم التخطيط للعملية التي تمت على مرحلتين، الأولى كانت عملية
إنزال جوي في منطقة قريبة من وجود الإرهابيين بالأنبار، والأخرى كانت تحرك القطعات
بشكل سري.
وأكد المسؤول العراقي، أن
مهمة نقل القطاعات استمر لـ 6 ساعات متواصلة، وقطاعات الإنزال الجوي كانت مدربة
وعلى مستوى عالٍ، خاصة أن المنطقة التي كان يختبئ بها الداعشيون صعبة وخطرة، فضلًا
عن ارتداء أغلب الإرهابيين أحزمة ناسفة.
خسائر داعشية
من جهته أكد المحلل
السياسي العراقي، سلمان البرعي، أن الضربات الاستباقية التي تفعلها القوات الأمنية،
أتت بثمارها في الفترة الماضية، خاصة أنها كبدت التنظيم خسائر بشرية كبيرة في
صفوفه وألقت القبض على عدد كبير من قيادات التنظيم، هذا فضلًا عن القيادات الذين
قُتلوا.
وأوضح البرعي لـ«المرجع»، أنه على الرغم من الضربات
الاستباقية ونتائجها المثمرة، فإن التنظيم لا ينتهي في العراق، وما زال خطر العودة
موجودًا، لأن التنظيم يحتاج أيضًا لانعدام الاستقرار السياسي والأمني في العراق، لأن
الفوضى وعدم الاستقرار في أي دولة يجعلها بيئة خصبة للإرهاب.
وأشار المحلل السياسي،
إلى أن العلاقات السياسية القوية الحالية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية،
سيكون لها دور إيجابي في مكافحة ارهاب داعش .
إرهاب في سوريا
كثف تنظيم داعش خلال الأشهر
الثلاثة الماضية، عملياته الإرهابية على سوريا، على الرغم من العمليات العسكرية
التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إذ وثق المرصد السوري
لحقوق الإنسان منذ مطلع العام الجاري ، 38 عملية نفذها التنظيم في مناطق متفرقة
بالبادية، وكانت تتم عبر كمائن وهجمات مسلحة للتنظيم، أفضت إلى مقتل 54 من عساكر
الجيش السوري، و14 من ميليشيات إيران في سوريا، بالإضافة إلى مقتل 91
مواطنًا مدنيًّا من بينهم امرأة.
وأكد المرصد، عمليات
التنظيم تمركزت بشكل رئيسي في بادية حمص الشرقية، وبادية محافظة دير الزور، وبدرجة
أقل نسبيًّا بباديتي حماة والرقة".
وفيما يخص المواجهة
الأمنية من قبل قوات قسد، فنجحت قسد في اعتقال 210 من عناصر التنظيم ، خلال عملية
استمرت عدة أيام في الرقة شرق سوريا، بحسب التحالف الدولي.
وأوضح الناشط السياسي
السوري، رؤوف خلف، أن تنظيم داعش في الفترة الماضية، وضع لنفسه خططًا جديدة تمكنه
من العودة وبقوة في سوريا، مستغلًا الظروف الأمنية المتدهورة الحالية التي تمر بها
سوريا، فالتنظيم دفع أموالًا طائلة لجميع عناصره في مخيم الهول، ليقوموا بنشر
الفوضى حتى يتمكن من شن هجمات إرهابية على قوات سوريا الديمقراطية، ويثبت وجوده،
فضلًا عن قيامه بتسهيل عمليات تهريب داخل المخيم.
وأضاف خلف لـ "المرجع"، أن السجون السورية الموجودة في مناطق نفوذ قسد، عبارة عن مخزن إرهابي كبير لا بد من التخلص منه، لأن أغلب من في تلك السجون دواعش ويقدرون بالآلاف، فهم عبارة عن قنبلة موقوتة ويمثلون خطرًا على المنطقة.





