ad a b
ad ad ad

من القمع إلى التصفية.. وزير أفغاني يكشف توجهات طالبان نحو قتل المعارضين

الإثنين 27/مارس/2023 - 02:36 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لم تخف حركة طالبان توجهاتها العنيفة والإقصائية منذ عودتها للسلطة مرة أخرى في أغسطس 2021م، رغم إعلان قياداتها عن تحولات في منهجها، نحو قضايا معينة، لكن تصرفاتها على أرض الواقع تخالف هذه التحولات، في العديد من الملفات بدءًا من السياسة، ومرورًا بالاقتصاد، والحريات، ثم الخطاب العنيف ضد معارضيها، الذي يصل إلى التصفية الجسدية والإعدام خارج القانون.

من القمع إلى التصفية..
قتل الحريات

صباح الأحد 12 من مارس 2023، ظهرت تسجيلات مرئية لوزير التعليم العالي في الحكومة الأفغانية المؤقتة التابعة لحركة طالبان ندا محمد نديم، قال فيها : «إن كل من ينتقد حركة طالبان ينبغي أن يقتل»، وأضاف: «يجب قتل من يزعزع النظام بالنطق أو القلم أو الأفعال، كل من ينتقد طالبان بالكتابة والكلام والإعلام يُقتل».

جاءت تلك التهديدات خلال حديث الوزير عن تعليم الفتيات وإصرار الحركة على منعهن من حقوقهن في التعليم، بعد الانتقادات المحلية والعالمية ضد توجهات الحركة ضد النساء، وتنظيم عدد من الاحتجاجات في مدن أوروبية خلال مارس الجاري للمطالبة بحقوق النساء في التعليم والعمل.

 وتزامن مع هذه التصريحات مع إغلاق مكتبة المرأة في كابول صباح الإثنين، وأكد المسؤولون أن سبب الإغلاق هو القيود التي فرضتها حركة طالبان على التعليم والعمل ضد المرأة.

وكانت مجموعة من السيدات أنشأن هذه المكتبة على نفقتهن الخاصة، بعد وصول طالبان إلى السلطة بهدف تعزيز ثقافة القراءة وتوعية النساء في منطقة بول سورخ في كابول لكنهن تعرضن لضغوط كثيرة من الحركة بهدف إغلاقها.

تهديدات سابقة

ولم تكن هذه التهديدات الأولى لوزير التعليم الأفغاني، إذ سبقتها تصرحات أخرى أكثر تشددًا مع ملف المرأة في ديسمبر الماضي، وقال في تعليقه على قرار منع التعليم الجامعي على النساء: «لو ألقوا علينا قنبلة ذرية لن نتراجع، مستعدون لعقوبات توقع علينا من جانب المجتمع الدولي».
(بسم الله محمدي)
(بسم الله محمدي)
منهج إقصائي

وحول هذه التصريحات، يقول الدكتور محمد السيد، الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية، إن منهج طالبان الإقصائي وتوجهها العنيف ضد معارضيها ليس جديدًا بل كلها الأمور كانت متوقعة، فهناك ثوابت لا تتخلى عنها طالبان وهي منهجها الحركي الجماعاتي مهما ظهرت في ثوب السياسة أو الحكومة.

وأشار إلى أن ذلك ظهر بصورة واضحة من اليوم الأول لاستيلائها على السلطة في أغسطس الماضي، رغم محاولاتها التودد للجميع، لكن تشكيل الحكومة كشف أن الحركة لن تتخلى عن منهجها، فلم تستعن طالبان بأية شخصية من المكونات السياسية الأفغانية، وأسندت جميع الحقائب الوزارية لقيادتها ومنهم شخصيات لا تزال على قوائم الإرهاب، وثبتت علاقاتهم بالجماعات الأخرى خاصة تنظيم القاعدة، وعلى سبيل المثال وزير الداخلية سراج حقاني القيادي الأبرز في شبكة حقاني الجناح المسلح للحركة، الذي تبين احتضانه لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي قتل في منزل تابع له في العاصمة كابول في يوليو الماضي.

وأضاف: كما أن دستور الحركة نفسه يحمل داخله، إقصاء جميع المذاهب الإسلامية، والاعتماد فقط على مذهبها الفقهي والعقدي المتمثل في المذهب الحنفي والعقيدة الماتريدية.

الإعدام والاغتيالات

وكانت الحركة قبل أيام قليلة من استيلائها على السلطة بدأت سلسلة من استهداف مسؤولين حكوميين كبار في حكومة أشرف غني، منها محاولة اغتيال (بسم الله محمدي)، القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، في العاصمة الأفغانية كابول، الثلاثاء 3 أغسطس 2021م، وبعدها بثلاثة أيام أعلنت الحركة، في 6 أغسطس 2021م، اغتيال «داوا خان مينابال» رئيس المركز الإعلامي التابع للحكومة الأفغانية، قرب أحد المساجد بالعاصمة كابول، قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة النزاع في أفغانستان.

وبعد وصول الحركة إلى السلطة بدأت سلسلة من الملاحقات لمسؤولين وموظفين في الحكومة السابقة، وصلت إلى الإعدام خارج إطار القانون وممارسة الاختفاء القسري، مما دفع وزارة الخارجية الأمريكية وعددًا من الدول الأوروبية لإصدار بيان مشترك في نوفمبر 2021م يندد بتلك التصرفات.
"