ad a b
ad ad ad

مبادرة «باتيلي» لحلحلة الأزمة الليبية.. وصاية أم وساطة؟

الأربعاء 08/مارس/2023 - 02:23 م
المرجع
مصطفى محمد
طباعة

دفعت الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، إلى مجلس الأمن الدولي، المشهد الليبي نحو دائرة جديدة من الجدل، إذ أعلن باتيلي اعتزامه تشكيل لجنة توجيه رفيعة المستوى، مع اعتماد إطار قانوني وجدول زمني ملزم لإجراء الانتخابات في 2023.


وصاية أم وساطة؟


ولم يقدم المبعوث الأممي تفاصيل حول مبادرته لكنه وعد بتشكيل لجنة توجيهية رفيعة المستوى في محاولة منه لإنهاء مأزق بدأ قبل عام ويهدد بتجدد الصراع في ليبيا، الأمر الذي أكد مراقبون، أنه قد يحول الأمر إلى وصاية وليست وساطة على ليبيا لإنهاء الوضع المتأزم داخليًّا ومأزق الحكومتين المتنازعتين.


ومن جهتها، أعلنت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي، وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب، رفضهما مبادرة، عبدالله باتيلي.


وأكد البرلمان الليبي في بيان له، أن إحاطة المبعوث الأممي تضمنت مغالطات بشأن إخفاق مجلسي النواب والدولة في إقرار القاعدة الدستورية، معتبرًا ذلك تناقضًا مع فقرات في الإحاطة نفسها أقرت بصدور التعديل الدستوري الذي جرى بالتشاور مع مجلس الدولة، وهو ما عبر عنه رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم المؤسسات الليبية في الاضطلاع بمهامها، خاصة المتعلقة بإقرار التشريعات الانتخابية.


ترحيب دولي بمبادرة باتيلي


وفور تقديم رئيس بعثة الأمم المتحدة عبدالله باتيلي إحاطته وخطته حول ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي، رحب السفير الألماني ‏ لدى ‎ليبيا ميشيل أونماخت، بها، مؤكدًا دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي لإجراء الانتخابات في ليبيا خلال العام الجاري.


وتعليقًا على مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا «عبد الله باتيلي» لمجلس الأمن الدولي بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، العام الجاري، أكد محمد قشوط الباحث في الشأن الليبي، في تصريحات لـ«المرجع» أن مجلسي النواب والدولة من أهم أسباب الأزمة الليبية.


وأوضح الباحث، أن إحاطة المبعوث الأممي «عبدالله باتيلي» مدفوعة برغبة أمريكية وغربية لجر الشعب الليبي نحو وصاية تصل لحد سن القوانين لإجراء إنتخابات وفق رغبتهم وليس رغبة الليبيين، متابعًا: «من يريد فتح باب الوصاية علينا، فعليه الإدراك بأنه إذا منحناهم حق فرض القوانين فلن يتراجعوا حتى يحشروا أنفسهم في الإنتخابات لاختيار الرئيس الذي يرونه مناسبًا لهم».


إعادة تشكيل الأزمة الليبية


يؤكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فى القاهرة «أحمد عليبه»، في دراسة له بعنوان: «هل يتحول دور البعثة الأممية في ليبيا من «الوساطة» إلى «الوصاية؟»، أن مبادرة باتيلي، تعيد تشكيلًا للأزمة الليبية بصورة أخرى، بدلًا من حلها، لافتًا إلى أنه من المتصور أن دفع العملية السياسية الليبية يحتاج إلى مبادرة لإنقاذها، لكن إنقاذ أي عملية سياسية يتطلب دورًا أكثر فاعلية للوساطة، وحوارًا للتقريب ما بين الأطراف، بينما يبدو أن المبعوث الأممي، كان يجري الحوارات مع مختلف الأطراف في إطار الاستماع فقط، ليقرر هو بنفسه لاحقًا ما الذي يتعين عمله بدون الرجوع لتلك الأطراف، وهو ما يؤكد فرضية «الوصاية».

 

"