اصطياد الدب وحصار التنين.. فرنسا تغير استراتيجيتها في إفريقيا لمواجهة روسيا والصين
الإثنين 13/مارس/2023 - 07:09 م

أحمد عادل
تعمل فرنسا على تغيير استراتيجيتها تجاه القارة الإفريقية، واستغلال حضورها في عقد علاقات ثنائية مع دول القارة، وإعادة ترتيب الأوراق وعدم خسارة ذلك الحضور، لصالح أي من روسيا والصين.
ذلك التغيير، ذكره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خطاب ألقاه الاثنين 27 فبراير 2023، حيث قال إن عمليات باريس العسكرية في إفريقيا يجب أن تكون في خدمة العلاقات الثنائية، مؤكدًا أن على باريس التحلي بالتواضع تجاه القارة الإفريقية.

علاقات متوازنة
وأضاف
ماكرون، أننا نعمل على تبني علاقة متوازنة مع الدول الإفريقية ككل،
ومستعدون لدعم إنشاء عملة مشتركة لأغلب دول القارة، كشفًا أن ستكون هناك
نهاية للقواعد العسكرية التقليدية في إفريقيا، لافتًا إلى خفض ملموس مرتقب
في عدد العسكريين الفرنسيين الموجودين في إفريقيا.
وأوضح أن استراتيجية الدولة، ستتمثل في أكاديميات تجمع الجيوش الفرنسية والأفريقية، والتي ستحل محل القواعد العسكرية في القارة.
فرنسيون في النيجر
وفي
عام 2022، سحبت فرنسا قواتها من مالي بعد أن بدأ المجلس العسكري هناك
العمل مع متعاقدين عسكريين روس، بعد أن قضى فترة طويلة يحارب الإرهاب في
منطقة الساحل الإفريقي.
وفي
يوليو 2022، توجه مسؤولون فرنسيون إلى النيجر لإعادة تحديد استراتيجية
باريس لمحاربة الإرهابيين في منطقة غرب إفريقيا، مع استكمال انسحابات آلاف
القوات الفرنسية من مالي، وتزايد المخاوف بشأن تهديدات العناصر المسلحة
لدول غرب إفريقيا الساحلية.
وبحلول
صيف 2023، ستسعى فرنسا التي تستكمل سحب قواتها من الأراضي المالية، إلى
صياغة استراتيجية جديدة لإعادة الانتشار عبر النيجر بهدف محاربة الإرهاب
في المنطقة، في ظل الهواجس الدولية من انتشار تهديدات العناصر الإرهابية
وتهجير السكان من بيوتهم، والتي تفاقمت بعد خروج 2400 جندي فرنسي من مالي،
مركز تنظيمي القاعدة وداعش.

في موجهة الصين وروسيا
من
جانبها، قالت الدكتورة أميرة محمد عبدالحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن
تطورات منطقة الساحل الإفريقي خلال الفترة الأخيرة، دفعت فرنسا إلى تغير
الفلسلفة التي تنتهاجها باريس إزاء القارة ككل.
وأكدت
أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تلك الاستراتيجية التي تتبعها فرنسا،
تمثلت في تقديم الدعم للقوات المحلية، ولكنها ليست في الصفوف الأولية، وكذلك
توفير الدعم اللوجستي لهم.
وأضافت
خبيرة الشئون الإفريقية، التحديات الأمنية التي واجهت فرنسا في أفريقيا
خلال الفترة الأخيرة نتيجة للتواجد الروسي والصين والحاضر بقوة، جعلها تغير
نمط التفكير في القارة، مع عدم خسارة باريس لحضورها ونفوذها في منطقة
الساحل.
ومن
جانبه، قال الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير في شؤون الدراسات الإفريقية،
إن فرنسا اتخذت مسارًا آخر بعد الرفض الشعبي الموجود ضدها في منطقة الساحل
الإفريقي، وهو فتح آفاق جديدة مع الدول الإفريقية بعقد اتفاقيات ثنائية مع
الدول.
وأكد
رشوان في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تلك الاتفاقيات تتمثل في مجال الطاقة
والبترول وخلافه من الثروات الطبيعية، المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي.
وأضاف
الخبير في شؤون الدراسات الإفريقية، أن فرنسا تنتهج الشكل البراجماتي مع
دول الساحل، أي الاستفادة من دول المنطقة، بتلك الاتفاقيات مع الحكومات
بشكل سهل، دون التدخل في شؤون دول المنطقة.