ad a b
ad ad ad

معًا ضد الإرهاب.. شراكة عسكرية بين الاتحاد الأوروبي والنيجر

الإثنين 10/أبريل/2023 - 10:28 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

يسعى الاتحاد الأوروبي، لإنهاء حالة الفوضى الأمنية التى تعيشها دول منطقة الساحل الإفريقي، جراء تمدد النشاط الإرهابي بصورة كبيرة، وذلك عن طريق إقامة شراكة عسكرية من شأنها الحد من انتشار الجماعات المتطرفة.


وأطلق المجلس الأوروبي، الأربعاء 22 فبراير 2023، بعثة شراكة عسكرية لسياسة الأمن والدفاع المشتركة في جمهورية النيجر.


وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، أن الإجراء اتخذ لدعم النيجر في حربها ضد الجماعات المسلحة، موضحًا أن الهدف من بعثة الشراكة، التي أُنشئت رسميًّا في ديسمبر 2022 بناءً على طلب السلطات في النيجر، هو تقوية قدرة قوات الجيش على التصدي للتهديدات الإرهابية، وحماية المدنيين، وضمان بيئة أمنية مستقرة  وفقًا لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.


وتقدم بعثة الاتحاد الأوروبي، الدعم لقوات الجيش في النيجر، عن طريق إنشاء مركز تدريب للفنيين في القوات المسلحة، وتقديم المشورة والتدريب إلى القوات المسلحة النيجرية، ودعم إنشاء كتيبة جديدة لدعم الاتصالات والقيادة.


تحقيق الاستقرار في الساحل


في مايو 2022، اقترح الاتحاد الأوروبي إرسال ثلاث عمليات تدريب أو مهام عسكرية إضافية إلى منطقة الساحل وغرب إفريقيا تنفيذًا لإستراتيجية تحقيق الاستقرار في الساحل ودول خليج غينيا.


وفي يوليو 2022 أطلق الاتحاد الأوروبي والنيجر خطة مشتركة للتصدي لتهريب المهاجرين ومنع تدفقهم إلى ليبيا، والذين يحاولون التسلل إلى السواحل أملًا في الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط.


وتعتبر منطقة الصحراء الكبرى، من أكثر طرق الهجرة خطورة وفتكًا في العالم، ووفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، تم توثيق أكثر من ألفي حالة وفاة في صفوف المهاجرين منذ العام 2014.


تدهور الأوضاع في النيجر


ومن جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الأفريقي، إن مهمة الشراكة العسكرية التي أعلنها الاتحاد الأوروبي مع النيجر، نتيجة واضحة لتدهور الأوضاع في الدولة الإفريقية بعد الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة، خاصة بعد سحب فرنسا قواتها من مالي نتيجة توتر العلاقات بين باريس والحكومة الانتقالية في مالي وأيضًا تخفيض الاتحاد الأوروبي لقواتها العسكرية في ذات المنطقة وتمركزها في منطقة الساحل الإفريقي .


وأكدت "شرارة" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الهجمات الإرهابية على المدنيين، ازدادت في الفترة الأخيرة، ما دعا السلطة في النيجر، إلى طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن كثيرًا من الدول الأفريقية تشهد مراحل انتقالية مهمة وتغير حكومات في ظل وجود إرهاب متأصل ، وسحب القوات الفرنسية وتخفيض قوات الأمن على الحدود سهل عملية انتقال العناصر الإرهابية بين البلدان المجاورة للنيجر، وهذا سيكون له أثر في زيادة الهجمات الإرهابية وكذلك تعميق الانقسامات داخل الدولة وهذا بالتحديد ما تخشاه السلطة.


النيجر شريك أساسي لأوروبا


وفي الإطار ذاته، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن الشراكة الجديدة بين الاتحاد الأوروبي والنيجر ستركز على إقامة مركز للمساعدة في تدريب قوات الجيش والأمن على مسائل الصيانة واللوجستيات، وإجراء تدريب متخصص للقوات.


وأكد "صابر" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الاتحاد الأوروبي يري أن النيجر شريكًا أساسيًّا في منطقة الساحل الإفريقي، في العديد من المجالات العسكرية، وبخاصة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يعمل على السيطرة على الطرق التي يسلكها المهاجرون في القارة الإفريقية قبل وصولهم إلى أوروبا، وبالتالي فإن موقع النيجر الجغرافي يجعل منها حجرًا أساسيًّا في ملف الهجرة الأوروبي، كونها في قلب القارة الإفريقية وتشترك حدودها مع كلٍ من الجزائر وليبيا.

 

الكلمات المفتاحية

"