اعتقال «بزي».. صفعة أمريكية على وجه نظام الملالي
منذ مطلع العام الجاري، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تضييق الخناق المالي على رقبة «حزب الله» اللبناني المدعوم إيرانيًّا، وبعد عامين من إعلان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عن مكافأة مالية تقدر بعشرة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن «محمد إبراهيم بزي» أبرز ممولي الحزب، تمكنت السلطات الرومانية مساء 24 فبراير 2023، من اعتقاله لدى وصوله إلى مطار بوخارست، نظرًا لكونه مدرجًا على لائحة الإرهاب الأمريكية منذ 2018.
ضربة للملالي
ويمثل اعتقال «بزي» ذي الثمانية وخمسين عامًا، ويحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية؛ ضربة للحزب اللبناني وأنشطته بالداخل والخارج، خاصة مع استمرار وزارة الخزانة الأمريكية في فرض عقوبات على قيادات الحزب وخاصة أذرعه المالية منذ مطلع العام الجاري، كان آخرها في أواخر يناير الماضي، بفرضها عقوبات على كل من الخبير المالي اللبناني «حسن مقلد» ونجليه «ريان وراني»، وشركة الصرافة «سيتيكس» التابعة لهم.
وفي مطلع يناير الماضي أيضًا، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن مكافأة مالية تقدر بنحو عشرة ملايين دولار للحصول على معلومات عن رجلي الأعمال اللبنانيين «علي سعادة»، و«إبراهيم طاهر»، بتهمة تمويل أنشطة للحزب المصنف «إرهابيًّا» في دول جنوب وغرب أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وبموجب هذا الاعتقال سترحل السلطات الرومانية «بزي» إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، وفقًا لما أعلنه المدعي العام الأمريكي في بروكلين «بريون بيس»، قائلًا: «أعتقد محمد بزي أن بإمكانه نقل مئات آلاف الدولارات سرًا من الولايات المتحدة إلى لبنان دون أن تنتبه له أجهزة إنفاذ القانون.. لكنه كان مخطئًا".
من هو؟
«محمد إبراهيم بزي» من مواليد أغسطس 1964 في بنت جبيل جنوب لبنان، ويحمل الجنسية البلجيكية أيضًا، كونه رجل أعمال، فهو يمتلك حصصًا في شركات (مجموعة خدمات الطاقة البلجيكية «جلوبال تريدينج جروب»، وشركة المنتجات البترولية «يورو أفريكان جروب» ومقرها جامبيا، وثلاث شركات مقرها الشرق الأوسط)، وهي شركات مدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية وفقًا لما أعلنه موقع برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، ويعتبر من الممولين الرئيسين الذين دعموا أنشطة تجارية لـ «حزب الله» اللبناني في كل من لبنان والعراق وأيضًا بلجيكا وغرب أفريقيا، ولذلك أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية في 17 مايو 2018، قرارًا بتصنيفه "إرهابي عالمي" بموجب القرار رقم 13224.
صفعة قوية
يوضح «أسامة الهتيمي» الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن عملية اعتقال "بزي" تعد صفعة قوية لحزب الله اللبناني، إذ يفقد بهذا الاعتقال أحد دهاة مموليه الذي تمكن عبر أكثر من أربع سنوات أن يتفلت من الرقابة الأمريكية ويمارس أنشطة ويواصل دعمه للحزب الذي يمر بأزمة مالية.
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أنه في المقابل لا يمكن أن الجزم بأن هذا الاعتقال سيكون له أثر مصيري على أنشطة الحزب فهو يخوض ومنذ عقود معركة مع العديد من القوى يدرك على إثرها أنه سيتعرض هو وممولوه لملاحقات مكثفة، الأمر الذي دفع الحزب ومنذ مرحلة مبكرة إلى تنويع مصادر تمويله وابتكار طرق تحايلية معقدة، فضلًا عن إيجاد كيانات اقتصادية علنية وسرية ستعمل على تفادي انزلاقه في مأزق خطير، كما أن الحزب الذي هو أهم ذراع إيرانية في المنطقة والعالم لن يعدم امتلاك العديد من الأوراق ومعه إيران والتي سيتم تفعيل بعضها ثأرًا لإقدام أمريكا على اعتقال «بزي».
وأضاف الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن اعتماد «حزب الله» في تمويله المالي على رجال الأعمال اللبنانيين، جعله محط أنظار الإدارة الأمريكية، ولهذا ركزت سياستها على كبح أنشطة الحزب، وفرض عقوبات على أبرز مموليه من رجال الأعمال، مثل محمد إبراهيم بزي وعبدالله صفي الدين، وأدهم طباجة وعلي يوسف شرارة.





