التخادم «الحوثي ــ القاعدي» يفضح علاقة نظام الملالي بالتنظيم الإرهابي
رغم محاولات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، نفي أي صلة لها بتنظيم "القاعدة بشبه الجزيرة العربية"، إلا أن الأخير كشف عن تلك العلاقة، بالإعلان عن إجرائه صفقة لتبادل الأسرى مع الجماعة الانقلابية، تم بمقتضاها الإفراج عن اثنين من عناصره مقابل سجينين حوثيين؛ وهو الأمر الذي دفع "الحوثي" مساء 19 فبراير 2023، للكشف عن تلك الصفقة التي حاول بكل الطرق إبقاءها سرًّا.
صفقة تبادل
البداية كانت بإعلان جماعة «أنصار الشرعية» أحد أفرع تنظيم القاعدة باليمن في بيان لها عبر قناة «مهند المجاهد» التابعة لمؤسسة «الملاحم» (ذراع التنظيم الإعلامي) في 14 فبراير الجاري، عن صفقة تبادل مع الحوثيين تمَّ بموجبها الإفراج عن مسلحيها، «القعقاع البيحاني» و«موحد البيضاني».
وشدد البيان على أن تنظيم "القاعدة" سيكثف جهوده لإطلاق سراح باقي الأسرى في السجون الحوثية، وهو ما أكده أيضًا موقع "سايت انتلجينس جروب" المتخصص في الحركات المسلحة.
وعقب إعلان تنظيم "القاعدة"، خرج رئيس لجنة الأسرى في ميليشيات الحوثي «عبد القادر المرتضى» في 19 فبراير الجاري، ليؤكد الصفقة، كاشفًا بأن الحوثيين أجروا صفقة تبادل قبل أيام، أفرج فيها عن ثلاثة من عناصر الحوثي مقابل أسيرين من القاعدة، كما كشفت وسائل إعلام يمنية أن تلك الصفقة وقعت بعد مفاوضات بين القيادي من القاعدة «عبدالله علوي»، ومن الحوثي «محمد سالم النخعي».
أكاذيب حوثية
وقد وجه "الحوثي" منصاته الإعلامية عقب إعلان بعض وسائل الإعلام عن صفقة تبادل الأسرى، للترويج لمزاعم بأن عناصر تنظيم القاعدة الذين شملتهم الصفقة تابعين للحكومة الشرعية، وحاولت تلك المنصات إثبات أن الشرعية والتحالف هما مَن يدعمان تنظيم القاعدة ويستفيدان من جرائمه بالأراضي اليمنية، إلا أن ما يدحض تلك الأكاذيب، هو أن القوات الجنوبية بالتعاون مع رجال القبائل وقوات التحالف العربي، كثَّفت خلال الفترة الأخيرة من هجماتها لدحر الإرهاب في الجنوب الذي يتمركز بها عناصر "القاعدة" وبعض عناصر حزب الإصلاح الإخواني، الذين يعرقلون أيضًا جهود "الرئاسي اليمني" لمواجهة الإرهاب بالبلاد واستعادة المناطق اليمنية.
دلالات التوقيت
يرى مراقبون أن إبرام الميليشيا الحوثية هذه الصفقة وإفراجها عناصر من القاعدة في هذا التوقيت تحديدًا، يهدف إلى دفع التنظيم لتهديد جهود القوات الجنوبية في الجنوب، بل ولإشغال تلك القوات بقتال القاعدة، حتى يتسنى لمسلحي الحوثي شن هجمات في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة.
بالإضافة لذلك فإن تلك الصفقة تأتي بالتزامن مع جهود إقليمية ودولية لإعادة تجديد الهدنة الأممية التي انقضت في أكتوبر الماضي، جراء رفض ميليشيا الحوثي الموافقة على تجديدها للمرة الرابعة، ووضعها شروطًا كي تعود لطاولة المفاوضات مع المجلس الرئاسي اليمني، وعليه فإن هذه الصفقة ـــ وفق المراقبين ـــ هي محاولة حوثية لعرقلة أية مفاوضات لتسوية الأزمة اليمنية التي دخلت عامها التاسع، وللضغط على "الشرعية" للاستجابة لمطالبهم.
تخادم بين الميليشيا والتنظيم
يوضح المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» أن تلك الصفقة تأتي في إطار التخادم بين الميليشيا الحوثية وبين تنظيم "القاعدة" في اليمن، وبدا هذا واضحًا من خلال الصفقات الأخيرة التي تمت، ولا تزال تتم، ومن ضمنها إفراج الميليشيا الحوثية عن أخطر عناصر التنظيم، وتشكيل غرف عمليات مشتركة لإدارة العمليات الإرهابية في المناطق المحررة.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن المناطق المحررة تأثرت كثيرًا بهذا التخادم الحوثي القاعدي، ونتيجة لذلك وقعت العديد من العمليات الإرهابية، واغتيلت قيادات أمنية وعسكرية، وهذا العمل يُعَدّ تتويجًا للتعاون بين إيران وتنظيم القاعدة الذي يعيش غالبية قياداته في إيران.





