ad a b
ad ad ad

الأزمة المالية تُعرّي استراتيجيات حزب الله في لبنان

الأربعاء 08/مارس/2023 - 08:26 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
يمرُّ لبنان بأزمة اقتصادية طاحنة، ويرى العديد من اللبنانيين والمحللين أن حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيًّا، سب كبير في تلك الأزمة، خاصة أن الجماعة الإسلاموية لها حصة مالية كبيرة في القطاعين العام والخاص في البلد. 

وفي الوقت الذي يُعَدّ حزب الله فيه أهم ذراع عسكرية تابعة للنظام الإيراني ومُنفّذ لأجندة طهران التوسعية سواء في المنطقة العربية أو في أماكن أخرى من العالم، تظّل الأزمة الاقتصادية العائق الأكبر أمام هيمنة وسيطرة الحزب على لبنان كي يتخذها منطلقًا لتنفيذ الأجندة المذكورة سلفًا.

طهران تتخلى عن رضيعها

ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية في بلاد الأرز، حدث ما كان يتوقعه العالم كله إلا قادة حزب الله، وهو تخلي طهران عن رضيعها اللبناني، وعدم مساندته ماليًّا؛ ما زاد من الاستياء في الشارع من سياسات حسن نصر الله المتزعم لحزب الله.

وتلك السياسات التي تريد أن تحكم لبنان بالعصا، وجدت في وجهها نارًا من الفاعلين السياسيين الذين يُمَثّلون المجموعات الدينية الرئيسية في لبنان، وهم طوائف السنة والدروز والمسيحيين.

أوضاع اقتصادية صعبة

إلى ذلك، قال كريم إيميل بيطار، مدير قسم العلوم السياسية في جامعة «سان جوزيف» في بيروت، إن حزب الله تمكّن من بسط نفوذه ومد أذرعه في لبنان بالكامل، إلا أنه اليوم يمر بأوضاع صعبة؛ بسبب الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية، وهذا الفشل رمى بظلاله على القاعدة الشعبية للحزب في البلاد، بالإضافة إلى توتر وضعف العلاقات مع الشركاء السياسيين لنصر الله.

وأضاف «بيطار» في تصريحات له أن خطابات حسن نصر الله لم تعد شعبوية مثل السابق، وليس لها المردود الإيجابي من اللبنانيين، مشيرًا إلى أن هناك حالة من التعالي في قيادة حزب الله؛ ما يؤدي إلى الوقوع في أخطاء كبيرة يعاني بسببها لبنان.

وأشار إلى أن الاستمرارية في الأوضاع المتدهورة خاصة الاقتصادية منها، سيؤدي إلى زيادة المناهضة اللبنانية لحزب الله، بالإضافة إلى ارتفاع الأصوات المناهضة للحزب داخليًّا.

بدوره، قال فهد المضحكي في مقال له بصحيفة "الأيام" البحرينية، إن ما يحدث في لبنان أسقط الهالات عن كل الزعماء، بدون أي استثناء لأي زعيم أو أي رمز، مؤكدًا أن هناك من يسعى لإضفاء رمزية حوله ليكون فوق الدولة.

وفي تقرير لها، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية، إن حزب الله هو المعطل الحقيقي لحلّ الأزمة في لبنان، موضحة أن الحزب هو المستفيد الأول والأبرز من استمرار الأوضاع في لبنان على ما هي عليه حاليًّا؛ لأن النظام الحالي يضع حسن نصر الله فوق النظام والدولة.
"