ad a b
ad ad ad

رسائل الردع الأمريكية لإيران

الجمعة 14/أبريل/2023 - 10:13 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

منذ توقف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا بين إيران والغرب، ووصولها إلى طريق مسدود وفقًا لما أعلنه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «جوزيب بوريل» في منتصف سبتمبر 2022؛ لم تتوقف عمليات فرض العقوبات على إيران أو أذرعها أو الشركات التابعة لها بالخارج، أو شن ضربات على المسيرات الإيرانية المنتشرة فوق دول المنطقة.


في 15 فبراير 2023، أسقطت القوات الأمريكية مسيرة إيرانية، قالت إنها كانت تقوم بعملية استطلاع حول قاعدة عسكرية أمريكية بشمال شرق سوريا.


وأفادت القيادة المركزية للجيش الأمريكي «سنتكوم»، عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن قواتها اشتبكت مساء 14 فبراير الماضي، مع طائرة مسيرة إيرانية الصنع وأسقطتها، حيث كانت تحاول إجراء عملية استطلاع لموقع كونوكو، وهو قاعدة في شمال شرق سوريا.


الوكلاء في قبضة واشنطن


وهذه المرة، ليست الأولى التي تشن فيها واشنطن هجمات على وكلاء إيران المنتشرين في الأراضي السورية، ففي أواخر أغسطس 2022، نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية على منشآت تستخدمها جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.


وأفادت «سنتكوم»، وقتها، بأن تلك الضربة كان الهدف منها حماية القوات الأمريكية من هجمات أذرع إيران بسوريا.


وكشفت مصادر أن الضربة استهدفت مخزون الصواريخ الباليستية الإيـرانية.


وفي نوفمبر 2022، تعرضت قافلة أسلحة إيرانية في منطقة البوكمال شرق سوريا لضربات جوية، ووقتها وجهت إيران أصابع الاتهام إلى واشنطن، رغم أن بعض المصادر كشفت ضلوع إسرائيل في هذه الهجوم.


وتجدر الإشارة الى أن الهدف الأمريكي من الاستهداف المتواصل لإيران وأذرعها وخاصة في سوريا، يرجع إلى رغبة الإدارة الأمريكية في دحر أي محاولة من قبل نظام الملالي لتقويض الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» بقيادة واشنطن في سوريا.


ويرى مراقبون أن واشنطن تريد من خلال تلك الضربات المتكررة إيصال بعض الرسائل إلى النظام الإيراني، أولها، أن توقف مفاوضات الاتفاق النووي، جراء رفض هذا النظام الاستجابة للشرط الأمريكي الخاص بوقف دعمه لميليشياته الإرهابية بدول المنطقة؛ لا يعني أن القوات الأمريكية ستتوقف عن استهداف إيران وأذرعها بل العكس فإنها ستشن المزيد من الضربات وستفرض المزيد من العقوبات حتى يتم تحجيم نظام الملالي ويتوقف عن دعم وكلائه، بل ولإعاقته عن إنتاج صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وهذا بتضييق الخناق الاقتصادي عليه.


أما الرسالة الأخرى، فهى أن واشنطن تعي جيدًا أن إيران تحاول منذ سحب روسيا جزءًا من قواتها من الأراضي السورية جراء انشغالها بالحرب مع أوكرانيا، أن تملأ هذا الفراغ وتدفع بالقوات التابعة لها في سوريا، للانتشار مكان قوات موسكو، كما أن واشنطن تعلم أن إيران علاقتها جيدة بالنظام السوري الذي لن يعارض وجود قوات إيرانية في مناطق كانت تحت سيطرة قوات روسية، ولذلك تشن هذه الضربات بشكل متواصل لإعاقة المخطط الإيراني في الأراضي السورية.


تمدد داعش


يؤكد محمد عبادي، الباحث في الشأن الإيراني أن طهران تضغط من أجل السماح لداعش بالتمدد والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإجبارها على سحب قواتها من الأراضي السورية، حتى يتم ترك الساحة خالية أمام "داعش" من ناحية، وإيران وميليشياتها من ناحية أخرى.


وتابع الباحث في شؤون إيران في تصريحاته لـ«المرجع»، أن الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف المكافح للإرهاب يقوم بدور لافت لمحاولة احتواء التمدد الإيراني في سوريا، خاصة في صحراء البادية السورية شرق البلاد بهدف منعها من السيطرة على هذه المنطقة.

 

الكلمات المفتاحية

"