التحولات الخطيرة لليمين المتطرف تؤجج العنف في بريطانيا

تشهد أوروبا تحولات خطيرة إزاء اتجاهات نشاط اليمين المتطرف نحو العنف، فعلى مدار الشهور القليلة الماضية وقعت هجمات يمينية متفرقة، أثارت التساؤلات حول مستقبل الأجنحة المسلحة في التيار وكيفية استعداد الأجهزة الأمنية لمجابهتها، إلى جانب التساؤلات المثارة حول الدوافع التي أسهمت في تطور العنف لدى اليمين المتطرف.
ويُعد ملف الهجرة واللاجئين من أبرز الملفات الشائكة لدى اليمين المتطرف، إذ يرفض التيار قبول المهاجرين في المنطقة ويطالب بترحيلهم بل ويطلق الشائعات حول خطورتهم على العرق الأبيض.

معارك فنادق اللاجئين في بريطانيا
وفي هذا السياق، صنعت جماعات اليمين المتطرف في بريطانيا قصة حديثة للهجوم على الفنادق التي يتواجد بها طالبو اللجوء في البلاد، إذ استغلت مقطعًا مصورًا لا يتعدى الثلاثين ثانية بدأ في التداول مطلع فبراير 2023 يتواجد به رجل في العشرينيات من عمره يسأل فتاة عن رقم هاتفها بداخل أحد الفنادق، لترد الفتاة بأن عمرها 15 عامًا فقط، وأن ذلك يعرضه للسجن.
وعن طريق هذا الفيديو الذي نشرته جماعات اليمين المتطرف على نطاق واسع وسط أتباعها استطاعت تشكيل احتجاجات غاضبة أمام فندق (The suits hotel) في كنوسلي بمقاطعة ميرسيسايد شمال غرب انجلترا، منددة بأن الفندق به طالبي لجوء يهددون الفتيات أصحاب البشرة البيضاء.
ونشرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية صورًا وفيديوهات تفيد بحرق المحتجين عربات الشرطة أمام الفندق تنديدًا بسماحهم بتواجد اللاجئين، مرددين هتافات بأن البريطانيين مفتقدون وسائل التدفئة بينما تنفق الدولة على المهاجرين.
وقالت الصحيفة إن المجموعة اليمينية التي تطلق على نفسها "بريطانيا أولا" مارست دورًا خطيرًا في تأجيج هذا العنف، كما سبق لها واحتشدت أمام فندق آخر في أغسطس 2020 وهو (coventry hill) للأسباب ذاتها والمتعلقة بتواجد طالبي اللجوء بداخله.
فيما
نشطت خلال الاحتجاجات الأخيرة مجموعة يمينية تدعى "جماعة الوطنية البديلة
البيضاء" استطاعت نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مع عبارات تأجيج
المشاعر كاحتياج الأوروبيين في الوقت الحالي لمصادر طاقة وغيرها من
الاحتياجات في ظل الأزمة الناتجة عن الصراع العسكري الدائر بين روسيا
وأوكرانيا بينما تعطيه الحكومات للاجئين.

دور الشائعات والإنترنت في تطور اليمين المتطرف
تظهر بريطانيا بشكل خاص كإحدى الدول الأوروبية التي ظهر بها التحول النوعي الخطير لليمين المتطرف نحو العنف، ففي نوفمبر 2022 نفذ شخص يُدعى "أندرو ليك" هجومًا بقنابل حارقة ضد مركز دوفر للهجرة قبل أن يقتل نفسه متسببًا في وقوع إصابات بين العاملين في المركز.
وتمثل الهجمات الأخيرة تهديدًا خطيرًا لأمن المنطقة يستقطب إليها العناصر المتطرفة والتي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتغذية الأيديولوجيات العنيفة، ما يعني خروج أجيال مدربة فكريًّا وعمليًّا على تنفيذ الاعتداءات العنيفة، وذلك عبر مقاطع مصورة تستخدم كوسائل تعليمية لصناعة القنابل والمتفجرات ومهاجمة عناصر الأمن، إذ انتشرت خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، فيديوهات تعليمية في هذا الصدد، ما أسهم في مضاعفة الأزمة، فيما تشير الاحتجاجات أمام فنادق اللاجئين إلى دور الشائعات ومواقع الإنترنت في تطور اليمين المتطرف في المنطقة.