المسلحون ينهبون مساعدات ضحايا الزلزال.. كارثة فبراير تُنعش خزائن الإرهاب
تتزايد مخاوف الدول المانحة للمساعدات الإغاثية والإنسانية، من فرص سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها، ومن ثم إعادة بيعها للمدنيين أو تحويلها لعائلاتهم والمجهود العسكري التابع لهم.
وخلال فبراير الجاري، وعقب الزلزال الذي ضرب سوريا، صرح فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين السوري بأن المساعدات التي كانت تدخل المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، كانت تُباع للناس بالمال، لافتًا إلى أنّ مخطط بعض الدول الداعمة للإرهابيين، هو أن تدخل المساعدات إلى هؤلاء المسلحين فقط، مضيفًا أنّ الدولة السورية مستعدّة للسماح بدخول المساعدات لكل المناطق، شرط ألّا تصل إلى الجماعات الإرهابية.
بيع مواد الإغاثة للناس!
وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن الجماعات الإرهابية تبيع مواد الإغاثة للناس مقابل النقود، وهو ما دفع السوريين وجهات الإغاثة والمانحين الدوليين، لا سيَّما الغرب إلى البحث عن طرف موثوق به للقيام بالدور الإنساني في مناطق شمال سوريا بحيادية ونزاهة.
ووفقًا لوسائل إعلام سورية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة، إنه يتعذر نقل المساعدات إلى الأماكن التي تسيطر عليها ما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام" وهي فصيل مسلح بالشمال السوري، وهي التي أكد أحد عناصرها في يوم حدوث الزلزال لوكالة "رويترز"، أن جماعته لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة، وأن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.
ويذكر أن مندوب سوريا السابق، لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، أكد في يناير 2016 أن التنظيمات الإرهابية تسرق المساعدات الإنسانية وتستخدم المدنيين دروعًا بشرية في المناطق التي تسيطر عليها، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية تسطو على قوافل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الحكومة السورية والمساعدات التي تقدم بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وخلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على بعض المناطق في سوريا، عمد إلى السطو على المساعدات؛ التي تأتي من المنظمات الإغاثية وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، لتوزيعها على الفقراء، زاعمًا أنها من ديوان الزكاة الذي أنشأه، وذلك بعد أن يضع شعاره عليها.
وفي 2014، اعتاد تنظيم "داعش" الإرهابي في ميزانيته وتمويله، على اقتطاع جزء من المساعدات الإنسانية لصالحه، وذلك في المناطق التي كانت تخضع لسيطرته.
الإرهاب ينهب أقوات الناس
تقول ليلي موسى، مؤسسة "مجلس سوريا الديمقراطية" في مصر، إنه لطالما كانت تلك التنظيمات الإرهابية المرتهنة لقوى إقليمية بالدرجة الأولى، تقتصر وظيفتها على العبث بأمن واستقرار المنطقة وإشاعة الفوضى واللاستقرار، بما يخدم تمرير المشاريع الإقليمية في المقام الأول، وما تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية منذ بداية الأزمة السورية، وخاصة الآن هو استغلالها كارثة الزلزال للمتاجرة بآلام الشعب السوري.
وأكدت "موسى" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هذه التنظيمات تعرف تمامًا أنه بمجرد استتباب الأمن والاستقرار، فلن يكون هناك استمرارية لوجودها، وحتى بالنسبة إلى الدولة المرتهنة لها مجرد الانتهاء من مهامها سيكون مصيرها مزبلة التاريخ.
وأضافت أن كارثة الزلزال فرصة ذهبية لتلك التنظيمات التي تعتاش على جهد وكدح الشعب السوري، وبالتالي الاستيلاء على المساعدات الدولية، وفرض الإتاوات على التحويلات المالية للمنكوبين، واستمرار التسلط على رقاب الشعب المنكوب.





