ad a b
ad ad ad

باريس وطهران.. صفقات سياسية وهدنة معلقة

الإثنين 20/فبراير/2023 - 08:57 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

رغم التوترات الكبيرة بينهما شهدت الفترة الأخيرة انفراجة بين باريس وطهران تمثلت في الإفراج عن مواطنة فرنسية، رآها البعض لفتة من النظام للتراجع أمام الاحتجاجات، فيما اعتبرها البعض بمثابة صفقة بين طهران وباريس، خاصة أن الخطوة أتت بعد يومين من وصول السفير الفرنسي الجديد نيكولا روش إلى طهران.

وأفرجت طهران عن ناشطين إيرانيين وواحدة من سبعة مواطنين فرنسيين محتجزين لديها بعد وصول نيكولا روش، والذي طالب بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفرنسيين.

وأفرجت طهران عن السيدة الفرنسية ذات الأصول الإيرانية فريبا عادلخاه التي اعتقلتها في يونيو من عام 2019 وصدر الحكم القضائي الخاص بها في مايو 2020، حيث حُكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة تتعلق بالأمن القومي الإيراني.

وقالت الخارجية الفرنسية إن السفير نيكولا روش أبلغ الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أنه يتعين على بلاده الإفراج عن سبعة مواطنين فرنسيين في أقرب وقت ممكن، وأنه اعتبر ظروف اعتقالهم غير مقبولة، كما قالت منظمة مساعدة الرهائن العالمية إن طهران أطلقت سراح الفرنسية من أصول إيرانية من سجن إيفين شمال العاصمة الإيرانية طهران.

وكشفت لجنة دعم عادلخاه في بيان لها أنها تجهل ما إذا كانت فاريبا استردت جميع حقوقها أم لا، لا سيما حقها في السفر إلى خارج إيران والعودة إليها وكذلك إمكان ممارسة مهنتها.

وأضاف بيان اللجنة أن فاريبا لم تسترد أوراق هويتها وجواز سفرها والحاسوب الخاص بها ودفتر عناوينها ووثائقها الخاصة بها من السلطات الإيرانية. 
 
وقد تسبب ملف المعتقلين الفرنسيين السبعة في تدهور العلاقات بين باريس وطهران في الأشهر الأخيرة مع تصعيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأركان الحكومة الفرنسية ضد النظام الإيراني بإطلاق تصريحات معادية ورافضة لسلوكه القمعي ضد المحتجين.

وعقب هذه الخطوة انطلقت في فرنسا مظاهرات کبيرة قدرت بعشرة آلاف من المواطنين الإيرانيين المقيمين في فرنسا للاحتجاج ضد نظام الملالي ونهجه في التعامل مع معارضيه.

فبالتزامن مع إحياء ذکرى إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، انطلقت مسيرة حاشدة وسط العاصمة الفرنسية باريس، حمل المشاركون بها لافتات ورددوا شعارات حماسية عبروا من خلالها عن دعمهم للانتفاضة الشعبية في إيران، وطالبوا بإسقاط نظام ولاية الفقيه، في خطوة اعتبرت تصعيدًا قد يقود لمزيد من تدهور العلاقات بين طهران وباريس.

من جانبه أكد الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي، أن الموقف الفرنسي من النظام الإيراني غير حاسم ففي الوقت الذي تطلق فيه القيادات الفرنسية تصريحات معادية للنظام الإيراني وممارساته القمعية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن التوتر بين إيران وعدد من الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا في الأشهر الماضية، بعد قمع إيران للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، ولكن الموقف الفرنسي لم يكن في قوة الموقف الكندي مثلًا، فضلًا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر تشددًا، إذ لم تتم ترجمة الانفعالات الفرنسية إلى عقوبات ضاغطة. 

وتابع الباحث في الشؤون الإيرانية أن الموقف الفرنسي من طهران لا يمكن أن يوصف بالحازم، وذلك لاعتبارات عديدة منها رغبة باريس في إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك مصالح اقتصادية ودبلوماسية وسياسية عديدة.

وأضاف أنه لايمكننا اعتبار الإفراج عن المواطنة الفرنسية بعد ثلاث سنوات سجنًا في إيران كافيًا في ظل استمرار سجن الفرنسيين الآخرين لدى الجمهورية الإيرانية التي تعتقل أيضًا عشرات الغربيين في سجونها، ويصفهم أنصارهم بأنهم أبرياء، وتستخدمهم طهران كأداة للمساومة والضغط على دولهم، لكن إطلاق سراح فاريبا منح الأمل للفرنسيين الستة الآخرين المسجونين في إيران، علمًا بأن هوية أحدهم لا تزال مجهولة حتى اليوم، وكذلك يسهم في تقريب وجهات النظر بين طهران وفرنسا رغم أنه لا يجب المبالغة بشأن مدى تأثير هذه الخطوة.

جدير بالذكر أن الاحتجاجات الإيرانية دخلت شهرها الخامس دون أن تخمد جذوتها حتى وإن قلت وتيرتها في أماكن عديدة.


"