ad a b
ad ad ad

استهداف العلم برصاصات الجهل.. الحوثيون يجازفون بأرواح أطفال اليمن

السبت 18/فبراير/2023 - 05:56 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين الانقلابية، المدعومة إيرانيًّا بالترويج للخرافات والمجازفة بأرواح الأطفال عبر تركهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين، وذلك على خلفية إقامة الجماعة ندوة بصنعاء منتصف هذا الأسبوع تحارب اللقاحات الطبية التي تُعطى للأطفال وتزعم أنها غير فعالة وغير آمنة، واصفة إياها بأنها "مؤامرة غربية" هدفها التجارة والتربح.

واعتبرت ميليشيات الحوثي، في ندوة أقامتها مؤخرًا تحت عنوان "اللقاحات ليست آمنة ولا فعالة" أن جرعات اللقاحات التي تُعطى للأطفال بغرض تحصينهم من الأوبئة والأمراض الفتاكة هي مؤامرة هدفها القضاء على المسلمين، ومحاربة الطب القرآني.

تصرفات طائشة

من جهتها، أعربت وزارة الصحة اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا، في بيان رسمي لها عن إدانتها واستنكارها لما وصفتها "التصرفات الطائشة" للحوثيين.

واعتبرت الحكومة أن رعاية مثل هذه الندوات والفعاليات المبنية على التدليس والخرافات، هى مغامرة بمستقبل أطفال اليمن، وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب.

وأكد بيان الحكومة، أن واجب وزارة الصحة هو نشر الرسالة الإعلامية الصحية السليمة، وإيصال المعلومة الدقيقة، لافتًا إلى أن العمل الوقائي المانع لظهور الأمراض والأوبئة وأهمها اللقاحات، هو أفضل وسيلة لمواجهة الأمراض.

وأشارت إلى أن الوزارة طالبت باتخاذ خطوات جادة في سبيل الضغط على الحوثيين لتلافي الوضع قبل حلول الخطر الذي يتهدد ملايين الأطفال في اليمن.

كما عبرت عن استنكارها لهذا السلوك الصادم المنافي للعقل والعلم والمنطق، مؤكدة أن هذا الترويج للأفكار الظلامية التي لا تقيم اعتبارًا لسلامة اليمنيين وحياة ومستقبل أطفالهم، كارثة يجب أن يتصدى لها الجميع.

توظيف الخرافات الحوثية

من جانبه، أكد الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، أن الخرافة تعد واحدة من أهم الوسائل التي تعتمد عليها أذرع إيران في تجنيد الأتباع ودفعهم لخوض العديد من المعارك التي يتم الترويج لها، باعتبارها شكلًا من أشكال الجهاد، وهو أمر يتسق مع إرث ثقافي طويل وممتد تاريخيًّا من الخرافات التي على أساسها تم بناء كيان مذهبي يسعى إلى بسط نفوذه على العالم الإسلامي.

وأضاف "الهتيمي"، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تلك الأساطير التي كان ولم يزل يدعيها الحوثيون بشأن مقاتليهم على جبهات القتال في الحرب ضد الشرعية في اليمن، نموذج يجسد بجلاء مدى قدرتهم على توظيف الخرافة في الانقلاب على الوضع في اليمن، إذ لم تتردد وسائل الإعلام الحوثية في الحديث عن مقاتلين ماتوا لفترة زمنية دخلوا خلالها الجنة والتقوا بمن يحبون ثم عادوا للحياة مرة أخرى ليرووا ما رأوه أو عن مشاركة الثعابين والعقارب لهم في القتال، وغير ذلك مما ينطلي بكل أسف على البعض ممن خضعوا بعقولهم وعواطفهم لهذا الابتزاز الفج.

استهداف العلم برصاص الجهل

وقال الباحث في الشأن الإيراني، إنه ليس من المستغرب أن تشمل الخرافات الحوثية أيضًا، البديهات الصحية والطبية المتعارف عليها في العالم كله والمتعلقة مثلا بأهمية اللقاحات والأمصال، ودعاوى الحوثيين أنها مجرد فكرة غربية هدفها الاستثمار والتجارة والاستهداف العدواني للشعوب، رغم ما ثبت بالتجارب العلمية من أن تلك اللقاحات كانت سببًا مباشرًا في القضاء على العديد من الأمراض والأوبئة المتفشية في العالم كله، والتي قضت على الملايين من البشر، ما يكشف إلى أي مدى يسعى هؤلاء الانقلابيون للانتصار في معركتهم بأية وسيلة حتى لو كان ذلك عبر إلغاء العقل تمامًا وتعريض الشعوب لويلات الأمراض والأوبئة الفتاكة، وهو ما بدأ يظهر بالفعل حيث تشير التقديرات إلى عودة بعض الأمراض التي كانت قد اختفت تمامًا منذ سنوات مثل شلل الأطفال.

وتابع أن قادة الحوثيين ولا أتباعهم لا يلتفتون إلى هذا التناقض الشديد الذي يقعون فيه، إذ في الوقت الذي يهاجمون فيه منظمة دولية تقوم بدورها كمنظمة الصحة العالمية بسبب موضوع اللقاحات، نجدهم في الوقت نفسه يعيبون على المنظمة عدم منح الحوثيين ما يحتاجونه من محاليل لمرضى الفشل الكلوي، ما يكشف أن الأمر لا يعدو عن كونه توظيفًا سيئًا للخرافة.

واعتبر البحث المصري في الشأن اليمني، أن مثل هذه الدعاوى محاولة حوثية للفت النظر بعيدًا عن حالة الفشل التي منيت بها الجماعة الانقلابية، فقد أصبح معلومًا لكل المتابعين مدى التردي الذي وصلت إليه المناطق التي يسيطرون عليها بقوة السلاح المدعوم إيرانيًّا، كما أنهم يحاولون أن يترفعوا على العزلة الدولية التي باتوا محاصرين بها كونهم جماعة تمارس الإرهاب.

الكلمات المفتاحية

"