ad a b
ad ad ad

«كهرمان مرعش».. زلزال في جدار العلاقات التركية السورية

الإثنين 13/فبراير/2023 - 01:52 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

عقب اندلاع زلزال كهرمان مرعش، الذي ضرب جنوب تركيا شمال غربي سوريا في 6 فبراير الجاري، وبقوة (7.8 درجة على مقياس ريختر)، ونجم عنه آلاف الضحايا والمصابين فضلًا عن الانهيارات التي طالت المباني السكانية والتجارية بالبلدين المنكوبين؛ ومع تواصل العديد من الدول مع كل من رئيسي تركيا وسوريا لتقديم المساعدات للبلدين، باتت الأنظار تتجه نحو تأثير هذا الزلزال المدمر على احتمالية عقد لقاء بين الرئيسين التركي «رجب طيب أردوغان، والسوري بشار الأسد، خاصة أنه قبل وقوع هذا الزلزل كانت هناك مساعٍ من قبل بعض الدول للوساطة بين أنقرة ودمشق لعقد هذا اللقاء، إلا أنها لم تكلل بالنجاح.

 

لقاء «أردوغان» و«الأسد»


وتجدر الإشارة الي أن العلاقة بين سوريا وتركيا يسودها الفتور منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا 2011، إذ أن نظام الرئيس «الأسد» لطالما ناشد حليفه التركي بوقف دعم قوى المعارضة السورية، للموافقة على تطبيع العلاقات معه، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، ولكن مع وقوع الزلزل، توقع بعض المراقبين أن يؤثر ذلك على ديناميات العلاقة بين البلدين، ويمكن أن يغير من خريطة الصراع التي تشهدها الأراضي السورية من ناحية، وحل أزمة «اللاجئين السوريين» القابعين في الأراضي التركية من جهة أخرى، خاصة مع اقتراب الانتخابات التركية، وعليه، من مصلحة «أردوغان» حل هذه الأزمة لإحباط مساعي المعارضة لحشد الرأي العام ضده جراء أزمة اللاجئين بجانب واقعة الزلزال.

 

وفيما يخص اللقاء بين سوريا وتركيا، فقد كان هناك توجه من قبل روسيا لتسهيل عقد هذا اللقاء، ولذلك بعد الزلزل المدمر، نشر مركز البحوث والدرسات الروسية عبر صفحته الرسمية بموقع «التليجرام»، عدة رسائل، دعا فيه رئيسي البلدين المنكوبين، لاغتنام الفرصة الحالية وعقد لقاء بينهما، خاصة في ظل حالة التضامن العربي والدولي لكليهما، بل ورجح بعض المراقبين أن تكون المباحثات الهاتفية بين الرئيسين الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره التركي «أردوغان» عقب الزلزال، قد تناولت هذا الأمر.

 

فتح معبر حدودي


وأفاد البعض بأن أول التكهنات التي قد تؤدي على الأقل لحلحلة العلاقة بين نظام الأسد وتركيا، هو مناقشة الأخيرة لإمكانية «إعادة فتح  المعبر  الحدودي الواقع بين إقليم هاتاي التركي والجزء الذي تسيطر عليه الحكومة السورية من محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط لإرسال مساعدات الإغاثة من الزلزال مباشرة إلى هذه المناطق بعد عقد من العداء»، وفقًا لما أعلنه مسؤول تركي لوكالة «رويترز البريطانية» في 10 فبراير الجاري.

 

ويرجع التحول في الموقف التركي، بعد مناقشة سوريا للمجتمع الدولي بمد يد العون إليها لدعمها بعد هذا الزلزال وما تركه من آثار مدمرة، خاصة أنه حتى الآن طريقة وصول المساعدات تتم عبر معبر حدودي واحد فقط، في باب الهوى، وهو المعبر المفتوح بين تركيا ومناطق قوى المعارضة في شمال غرب سوريا.

 

ولكن على الجانب الآخر، فإن بعض الخبراء السياسيين، أفادوا بأن أزمة الزلزال لن تؤثر على مسار العلاقة بين تركيا والنظام السوري في هذا التوقيت، لاعتقادهم أن «أردوغان» حتى الآن لم يستجب لمطالب نظيره السوري بشأن المعارضة وعلى الجهة المقابلة لم يستجب الأخير لحل أزمة اللاجئين، وعليه استبعد وقوع أي تغير في هذه العلاقة أو فتح قنوات اتصال بينهما.

 


«كهرمان مرعش».. زلزال

براجماتية بحتة


وحول ذلك، أوضح الدكتور «محمد صادق إسماعيل» مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن السياسة التركية «براجماتية بحتة»، بمعني أنه لو تطلب الأمر بالنسبة لـ«أردوغان» لقاء نظيره السوري، فإنه سيفعل ذلك، خاصة إذا ارتبط ذلك برغبته في تحقيق مصالح في الشمال السوري والجنوب التركي.

 

ولفت «صادق إسماعيل» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن مسألة الزلزال نجم عنها، تنسيق دولي بين تركيا والنظام الدولي بشأن المساعدات الإنسانية للبلدين المنكوبين، وفي الوقت الراهن وصلت معظم المساعدات إلى تركيا ولم تصل لسوريا، وبناءً عليه تقوم أنقرة بتوزيعها للمناطق المنكوبة، وهذا الأمر هو قد يؤدي إلى حدوث تنسيق دبلوماسي مع سوريا، لتنظيم مسألة المساعدات.


"