مصير طالبان ومستقبل أفغانستان.. الاستبداد والإرهاب يعجلان بنهاية حكم الحركة
السبت 24/يونيو/2023 - 04:30 م
طالبان
مصطفى كامل
مصير مجهول ينتظر حركة «طالبان» الحاكمة لأفغانستان، خلال الأيام المقبلة، في ظل الانقسامات الداخلية والاخفاقات التي أحدثتها الحركة بعدم الإيفاء بوعودها التي قطعتها فور وصولها للحكم، إذ بات حكمها أكثر صرامة عن ذي قبل، بل أكثر استبدادًا وتشددًا، إضافة إلى التعنت الذي تستخدمه بكثرة مؤخرًا تجاه الشعب الأفغاني، ما يؤكد تأخر المجتمع الدولي في الاعتراف بالحركة الأفغانية كسلطة فعلية لأفغانستان، حيث إن الحركة لا تستطيع أن تفي بوعودها، وباتت عاجزة عن إدارة الدولة والخروج من الوضع الاقتصادي المنهار ما يجعلها ستفشل في تفكيك المأزق المعقد في الداخل الأفغاني.
مصير غامض
عادت حركة «طالبان» الأفغانية، إلى ما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي، حيث باتت أكثر صرامة واستبدادًا وتشددًا عما كانت عليه وقت استيلائها على مقاليد الحكم، حيث تواصل تشديد موقفها ضد المرأة بقواعد صارمة، ضد رغبات الجماهير المحلية والمقاطعات التي أيدت عودتها إلى السلطة، إضافة إلى عدم تمكن حكومة الحركة من السيطرة على التفجيرات المتزايدة أو تحجيم الهجمات الإرهابية المتزايدة في الداخل وعلى الحدود، من قبل تنظيم «داعش خراسان»، الذي يواصل زيادة وجوده في بعض المناطق النائية في أفغانستان.
ووفقًا لتقرير صادر عن موقع «نيوز درام»، فإن زعيم الحركة المدعو هبة الله آخندزاده، الذي لا يزال يحتفظ بقبضته المتشددة على كافة عمليات صنع القرار في أفغانستان وأيضًا «طالبان»، يستمر برفقة فريقه في التصعيد المستمر للخلافات مع قادة الحركة المعتدلين كعبد الغني برادار، وشاهين سلطان، مؤكدًا أن «طالبان» ستفقد سيطرتها على السلطة في أفغانستان، لأنها محاصرة الآن بين تنظيم «داعش خراسان» والولايات المتحدة وحلفائها، ومن غير المرجّح أن تسيطر طالبان على موطئ قدم متزايد وأنشطة ذات صلة بالإرهابيين في خراسان عبر أفغانستان؛ بحسب محللين سياسيين أفغان.
وبحسب التقرير، فإن الزيارات العديدة لمسؤولي الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى كابول، والدوحة التي تلعب دورًا في هذا الملف، إذ يُنظر لها على أنها جسر بين النظام الأفغاني الحاكم والولايات المتحدة، وهناك حاجة ملحّة لتحقيق مزيد من التغييرات الجوهرية.
عجز إداري
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية «هشام النجار»، لفت إلى أن حركة «طالبان» الأفغانية، تعيش في مأزق كبير، ومعقد، إذ لا تستطيع أن تفي بوعودها التي سبق وتعهدت بها حال وصولها لحكم أفغانستان للإدارة الأمريكية وقت إبرام اتفاق السلام، بشأن مختلف الملفات، ليست فقط المتعلقة بحقوق المرأة والحريات وحقوق الأقليات، بل أيضًا في علاقات الحركة بالإرهاب والتنظيمات الأخرى كـ«القاعدة».
وعن مصير الحركة وحسمه خلال الأيام المقبلة، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الحركة الحاكمة لأفغانستان، عاجزة عن إدارة الدولة والخروج من الوضع الاقتصادي المنهار الذي جعل أفغانستان تعيش أقسى أزمة إنسانية على مستوى العالم، حيث يسود الجوع والفقر والتشرد علاوة على أن «طالبان» تواجه تهديدات مسلحة لسلطتها فهناك «داعش خراسان» ونفوذه المتعاظم، إضافة إلى وجود حركة المقاومة الوطنية التي يقودها أحمد شاه مسعود، في الشمال، والتي تحرز تقدمًا ملحوظًا ولافتًا، فقد نفذت عملية أسرت خلالها 13 من عناصر «طالبان».
مأزق معقد
وفيما يتعلق بتفكيك المأزق المعقد في الداخل الأفغاني، أشار «النجار»، إلى أنه من من المستبعد أن تنجح الحركة في تفكيك هذا المأزق لعدة اعتبارات أهمها الانقسامات الداخلية فهي ليست جناحًا واحدًا وليست موحدة، فهناك فصيل «حقاني» النافذ والأكثر تشددًا في الحركة والذي يهيمن على الوزارات والمؤسسات المهمة منها كـ«الأمن والمخابرات والجوازات» وجزء كبير من الثروة وهو الفصيل الذي يبقي على علاقات الحركة بـ«القاعدة» ويتبنى الخط المتشدد حيال غالبية الملفات علاوة على عدم مقدرة دبلوماسية الحركة على إحراز أي تقدم ملموس في فك عزلتها الدولية.
نشاط إرهابي
ويتزامن هذا الأمر في وقت يسعى فصيل إرهابي آخر يكمن على الحدود الأفغانية في تعزيز مكانته في أفغانستان والدول المحيطة بها، حيث يؤكد فرزاد رامزاني بونيش، الخبیر والباحث الإيراني في الشؤون الأفغانية في مقال له جاء تحت عنوان «هل يقود حكم طالبان في أفغانستان إلى تعزيز مكانة داعش؟»، تحركات «طالبان» في الوقت الحالي في المجالات الأمنية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية تؤدِّي دورًا محوريًّا في هزيمة ولاية خراسان في أفغانستان أو صعودها.





