تعاون «صومالي ــ إيطالي» في مكافحة الإرهاب.. هل تبحث روما عن الأرض المفقودة؟
يسعى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لإيجاد دعم دولي وإقليمي لمكافحة الإرهاب في البلاد، بعد إطلاقه العملية العسكرية ضد التنظيمات المسلحة وبخاصًة حركة الشباب، في مايو 2022.
ووفقًا لموقع "الصومال الجديد"، بحث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الذي بدأ الأربعاء 8 فبراير الجاري زيارة لإيطاليا استغرقت ثلاثة أيام، مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا التعاون المشترك في عدة مجالات، أبرزها الاقتصاد والاستثمار والأمن والتجارة والتعليم.
وعلى مدار يومين، أجرى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لقاءات مع كبار المسؤولين الإيطاليين، بالعاصمة روما، ووفق بيان نشرته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، الخميس 9 فبراير 2023، فإن رئيس الجمهورية، ناقش مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية، إضافةً إلى مناقشة آخر المستجدات وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
ونقلت الوكالة الصومالية عن رئيسة الوزراء الإيطالية، دعم بلادها للصومال في المجالات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، بالإضافة إلى العمليات العسكرية ضد الإرهابيين لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار.
استعادة الأرض المفقودة
وشددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في بيان مقتضب عبر موقع التواصل «تويتر» على أن الالتزام في القرن الأفريقي يشكّل أولوية، فيما رأت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء أن زيارة شيخ محمود الرسمية إلى إيطاليا تأتي بعد يومين من زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وتعكس ما أسمتها الوكالة «محاولة إيطاليا استعادة الأرض المفقودة في الصومال وفي منطقة القرن الأفريقي».
وجاءت زيارة الرئيس الصومالي عقب زيارة نائب وزير الدفاع الإيطالي إلى العاصمة الصومالية مقديشو، حيث افتتح أقسامًا جديدة في مستشفى الجيش الصومالي، متعهدًا بدعم الصومال في معركة القضاء على الإرهاب.
ويرى مراقبون أن زيارة حسن شيخ محمود تأتي إلى روما، تأتي وسط توجه جديد للسياسة الخارجية الإيطالية باستعادة دور نافذ في القرن الإفريقي بعد سنوات من الفتور وغياب عن المنطقة التي تشهد حاليًّا تنافسًا قويًّا بين محاور القوى الدولية الكبرى.
ومطلع فبراير 2023، ناقش الرئيس الصومالي مع وفد من الحكومة الإيطالية في مقديشو سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وخاصة التعاون في المجالات الأمنية ومحاربة الإرهاب.
وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية والحكومة الإيطالية وقعتا في نوفمبر 2021، العديد من اتفاقيات التعاون لبدء مرحلة جديدة للصداقة بين البلدين.
ويذكر الحكومة الإيطالية أسهمت في تدريب أكثر من 2800 ضابط شرطة صومالي، وأعطت منحًا دراسية للأطباء البيطريين.
أجندة الرئيس الصومالي
يقول الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير في شؤون الدراسات الإفريقية، إن الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود منذ لحظة توليه الأولى للحكم في الصومال كان لديه أجندة يسعى إلى تحقيق بنودها.
وأضاف "رشوان" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن ملف مكافحة الإرهاب، يعتبر أحد التحديات الكبرى للرئيس الصومالي، وخاصًة حركة الشباب الإرهابية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، موضحًا أن "شيخ محمود" يلعب على تعدد العلاقات الدبلوماسية لبلاده وهو ما ظهر خلال زيارته مع إثيوبيا.
أفريقيا كعكة الموارد
وتابع الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير في شؤون الدراسات الإفريقية، قائلا: إن الجانب الإيطالي يسعى إلى الحضور مرة أخرى في القارة الإفريقية، وخاصًة بعد أزمة الطاقة والنفط الموجودة حاليًا في العالم أجمع، ويرجع ذلك التواجد نظرًا لنفوذ إيطاليا السابق في الصومال وإثيوبيا كذلك الحال، مشيرًا إلى أن التعاون الأمني بين روما ومقديشو يتمثل في تدريب القوات الأمنية والشرطية الصومالية وكذلك الدعم اللوجسيتي، وكذلك الدعم بالأسلحة الإيطالية وكيفية التدريب عليها لمواجهة حركة الشباب، معتبرًا في ختام تصريحه لـ"المرجع" أن القارة الإفريقية هي "كعكة العالم" خلال الفترة المقبلة، من حيث الموارد الطبيعية والبترول والغاز الطبيعي وللدول الأوروبية أو للولايات المتحدة.





