ad a b
ad ad ad

اصطياد الرؤوس.. دوافع استهداف واشنطن قادة «القاعدة» في اليمن

السبت 08/أبريل/2023 - 07:32 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

ركزت الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة على تحجيم نشاط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال أمرين، إما وضع مكافآت مالية للحصول على معلومات بشأن قيادات التنظيم، أو شن غارات جوية تستهدف أبرز رؤوسه.


وتحاول واشنطن من خلال تلك الإجراءات إحداث أزمة داخل التنظيم بمقتل قياداته، ومن ثم سيأخذ وقتًا لإعادة ترتيب صفوفه.


استهداف قيادات «القاعدة»


كانت آخر عملية استهداف شنتها واشنطن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في 31 يناير 2023، إذ قتل خلالها «حسان الحضرمي» أبرز خبراء المتفجرات والعبوات الناسفة بالتنظيم، وشقيقه (المرافق الشخصي له) إثر غارة جوية بطائرات المسيرة في محافظة مأرب النفطية شمال شرقي اليمن.


وشن سلاح الجو الأمريكي أواخر العام المنصرم سلسلة من الغارات على مواقع تمركز قيادة تنظيم القاعدة، وتحديدًا بالمحافظات اليمنية الجنوبية (شبوة، أبين، حضرموت، مأرب)، كان آخرها في 29 نوفمبر الماضي، إذ استهدفت غارة بالطائرت بدون طيار بعض المعاقل التي يختبئ بها قادة التنظيم مدينة مأرب شمال شرقي اليمن.


وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، منتصف ديسمبر الماضي، مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن القيادي «أبو أيمن المصري» وهو أحد قادة تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، والذي لطالما ظهرت أنباء تفيد بمقتله إلا أن واشنطن تنفي ذلك، وتعلن بين الفترة والأخرى عن المكافأة المالية لمن يتوصل لأية معلومات عنه.


استهداف متواصل


يقول هشام النجار، الباحث في الإسلام السياسي، إن استهدافات قادة القاعدة هي من جملة برنامج تعقب وملاحقة قيادات التنظيم المركزي في العالم الذي يتبنى الإرهاب العابر للحدود، ولا يزال فرع اليمن وفيًّا لهذا النهج، لكن يقلل من قيمة الجهد المبذول أن القاعدة ليس وحده بالمشهد؛ حيث يناور ويمتص الضربات من خلال علاقات وتنسيق غير مباشر وغير منظور مع الحوثيين، فضلًا عن إخوان اليمن.


ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن واشنطن تعي أن أي استقرار وتمدد ومكسب يحرزه الحوثيون في اليمن يستفيد منه تنظيم القاعدة الذي قد يرفع شعارات زائفة يطبق عكسها تمامًا على الأرض، لأن تحركاته الميدانية وانسحاباته من بعض المناطق وضح أنها تمت بالتنسيق مع الحوثيين لإحراز مكاسب ومصالح متبادلة، ما يعني أن أي تهاون وغض طرف دولي عن ممارسات ومكاسب ونفوذ للحوثيين يصب بشكل غير مباشر في مصلحة القاعدة الذي يلعب بالأوراق المتاحة على الأرض، ويستفيد من القوى النافذة والمسيطرة على مناطق واسعة في الساحة اليمنية.


وأضاف الباحث في الإسلام السياسي، أن سياسة استهداف قادة القاعدة وإن نجحت في بعض الساحات فهي لا تكفي في الساحة اليمنية التي تحتاج لمعالجات شاملة على الأرض أكثر دقة وتشابكًا، تتضمن تقليص نفوذ الحوثيين للحدِّ الأدنى، والعمل على تكريس تسوية سياسية عادلة وعاجلة.

الكلمات المفتاحية

"