ad a b
ad ad ad

بعد تجميد أموال «صالح» و«الحوثي».. تركيا تحاول اصطياد النفوذ في مياهٍ عكرتها الحرب

الخميس 18/أبريل/2019 - 04:40 م
«صالح» و«الحوثي»
«صالح» و«الحوثي»
علي رجب
طباعة

في استمرار البحث عن موضع قدم داخل اليمن، تدير تركيا لعبة الخطاب السياسي مجددًا بما يتماشى مع دعم جماعات الإسلاموية داخل اليمن، وخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وميليشيا الحوثي الإرهابية. 


فكثير من قادة إخوان اليمن يقيمون في تركيا، وكذلك هناك علاقة بين الأتراك والحوثيين لا تبعتد عن وساطة قطرية إخوانية لنسج علاقة بين الأتراك وميليشيا الحوثي.


وقد جاء تجميد حكومة رجب طيب أردوغان أرصدة 5 يمنيين بينهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وقادة ميليشيا الحوثي، وذلك تطبيقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

 

 

 

 

«تركيا» و«الحوثي»
«تركيا» و«الحوثي»
بين «تركيا» و«الحوثي»

نشرت الجريدة الرسمية اليوم الخميس 18 أبريل 2019، قرار تجميد أرصدة الرئيس اليمني الراحل إضافةً إلى 5 شخصيات أخرى، بموجب قرارات مجلس الأمن 2140، و2216، و2402، و2456.


وضمّت القائمة إضافةً كل من القائد العسكري في ميليشيا الحوثي عبد الخالق الحوثي، والقائد الثاني في الميليشيا يحيى الحكيم، وزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، ونجل صالح العميد أحمد علي عبدالله صالح.


القرار التركي الذي نشرته الجريدة الرسمية اليوم، هو امتداد قرار صدر للمرّة الأولى العام 2016، بأن أرصدة الأشخاص المذكورين المودعة في البنوك والمؤسسات المالية التركية، إضافةً إلى أموالهم الموجودة في خزائن مؤجرة لدى الأشخاص الحقيقيين والاعتباريين، تُجّمد لغاية 26 فبراير 2020، وبالتالي فإنّ جميع المعاملات المتعلقة بتلك الأصوال مرتبطة بإذن من وزارة الخزانة والمالية.


وكان محققون عينتهم الأمم المتحدة، قد أبلغوا مجلس الأمن بأنهم يشتبهون في أن صالح كون ثروة تصل إلى 60 مليار دولار.


القرار التركي يحمل في ظاهرة دعم للحكومة الشرعية، ومواجهة الحوثيين، ولكن على الصعيد الآخر ما يحدث على الأرض يشير إلى عكس ذلك فهناك حضور  حوثي في تركيا، ومخططات تركية في اليمن.


ففي نوفمبر الماضي، نظم منتدى «حركة الشباب الزينبية» التركي، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة بإيران وحزب الله اللبناني، بتصريح من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام قنصلية المملكة السعودية بإسطنبول تظاهرة للمطالبة بوقف الحرب، اعتبرها مراقبون أنها تمثل مظهرًا من مظاهر التنسيق بين حكومات تركيا وإيران وقطر والإخوان في استهداف المملكة العربية السعودية، في ظل التقدم العسكري لقوات المقاومة اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.


وقال محمد عبدالسلام المتحدث باسم مليشيات الحوثي، على «توتير»: «الشكر والتقدير والتحية للشعب التركي الشقيق على وقفته المشرفة، وتضامنه الواسع، أمام القنصلية السعودية في إسطنبول»


ولم يتوقف الأمر عند تظاهرات الدعم وعقد الصفقات السريَّة؛ حيث كشفت صحيفة «العرب» اللندنية عن تزايد وتيرة الدعم القطري الإعلامي والسياسي والمالي المقدم للحوثيين في الآونة الأخيرة، وأرجعت ذلك إلى الخوف من خسارة المتمردين لمواقعهم، مما يربك أجندة قطر التي تتقاطع مع الدور الإيراني في اليمن.
وزير الخارجية التركي
وزير الخارجية التركي
قطر ومحاولات التقريب

فيما قال خبراء: إن النظام القطري يعمل على التقريب بين تيارات سياسية يمنية متباينة فكريًّا وأيديولوجيًّا لمعاداة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، موضحةً أن هذا التحالف يتكون من التيار الإخواني الموجودة قياداته في تركيا ويمثله الشيخ القبلي حميد الأحمر والناشطة الإخوانية توكل كرمان، إضافةً إلى التيار المنبوذ شعبيًّا من الحراك الجنوبي بزعامة فادي باعوم، الذي يقيم في الضاحية الجنوبية ببيروت.


كما تعمل هيئة الإغاثة التركية «İHH»  في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي، ما يشكل دعم مباشر من حكومة أردوغان لميليشيا الحوثي، وشبه اعتراف  بالميليشيا.


وقد وزعت الهيئة التركية خبز لـ5 آلاف شخص، فضلًا عن تقديم أغذية وأدوية لمدة 3 شهور لـ 400 مريض سرطان وكلى في مركز العناية بالمرضى المدعوم من قبل الهيئة، بحسب البيان.


كذلك حظى الحوثيين بدعم سياسي من أنقرة؛ حيث خرج وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو،  في نوفمبر 2018، ليتحدث عن الأوضاع في اليمن، منتقدًا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بعد أيام من سماح السلطات التركية بتنظيم مظاهرة مناهضة للسعودية أمام قنصليتها في مدينة إسطنبول، وهو ما يراه المراقبون تحركًا تركيًّا لاستعراض العضلات ومحاولة للاستفادة من الأوضاع في المنطقة لصالح تركيا.
كامل الخوداني
كامل الخوداني
مساعٍ تركية مشبوهة

قال وزير الخارجية التركي أمام برلمان بلاده: «في الوقت الحالي، لا نرى أن سياسات المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة لمحاصرة الجميع في اليمن صحيحة، فالكثير من الناس يموتون من الجوع والأمراض، ونحن لا نبقى صامتين حيال ذلك»، حسب تعبيره.


وهو ما اعتبره مراقبون  مساعي تركية للقفز على الملف اليمني؛ من أجل الحصول على أوراق  تدعم أنقرة في «ابتزازها» لدول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.


من جانبه رأى  القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني أن: «الحديث عن قرارات الحكومة التركية نوع من إثبات الحضور في الملف اليمني، في ظل  سياسية أردوغان؛ للتغلغل داخل الدول العربية ونشر الفوضي، بدعم جماعات الإسلام السياسي كجماعة الإخوان وميليشيا الحوثي».


وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن: «الحديث عن تجميد حسابات قادة الميلشيا  تضليل أردوغاني للرأي العام اليميني والعربي؛ حيث إن تركيا تقدم الدعم المادي والسياسي لميليشيا الحوثي، وهناك رحلات بين الدوحة وأنقرة وبيروت وطهران تشكل خريطة لدول الداعمة للحوثي».


وتابع القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام أن: «اليمنيين يدركون جيدًّا المخطط التركي القطري الإيراني في اليمن، وهم أكثر وعيًا بإدارة الصراع وإنهاء طيور الظلام داخل اليمن ليستعد مكانته في دعم الأمن القومي العربي في مواجهة المخططات التركية الإيرانية التي تستهدف الدول العربية».
"