الانتخابات التركية 2023.. احتمالات فوز أردوغان وخطة التحالف السداسي المعارض
الأربعاء 01/فبراير/2023 - 03:32 م

محمود محمدي
تستعد تركيا لاستحقاقين انتخابيين في منتصف العام الجاري؛ حيث لمّح رجب طيب أردوغان الرئيس التركي الحالي، إلى أن الانتخابات الرئاسية والنيابية ستجرى عقب انتهاء شهر رمضان.
ومن المتوقع أن تكون هذه الانتخابات حاسمة؛ نظرًا لأهميتها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى انعكاساتها السياسية والاقتصادية والأمنية سواء داخل تركيا أو على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ثلاثة ائتلافات رئيسية
وفيما يخص الانتخابات، يضم المشهد التركي حاليًا ثلاثة ائتلافات رئيسية؛ والتحالف الأول هو تحالف الشعب الذي يضم «حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الاتحاد الكبير».
وأعلن التحالف -الذي تأسس في مطلع عام 2018، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا- أنه تم التوافق بين عناصر التحالف على أن يكون أردوغان هو المرشح الرسمي للتحالف في الانتخابات المقبلة.
الائتلاف الذي يدخل عامه السادس، لديه رؤية وهدف واضح من الانتخابات، وهي استمرار المشاريع التركية التي بدأت خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن الائتلاف أثبت نجاحه في مواجهة بعض الأزمات التي لاحقت تركيا في الفترة الأخيرة.
ورغم أن التحالف أعلن مبكرًا عن دعمه للرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة، وأن ذلك يجسّد التناغم والانسجام بين عناصر التحالف؛ فإن هناك تحديات كثيرة أمام نجاح مخططاته وقد يكون لها تأثير كبير في نسبة حظه بالفوز في الانتخابات.
ويأتي على رأس تلك العقبات، أن المعارضة تستدل على منافاة حزب العدالة والتنمية الحاكم لمبدأ تداول السلطة؛ وكذلك تعامل النظام الحالي مع ملف اللاجئين وإشكاليته التي تعدّ نقطة فاصلة في الانتخابات.
وضمن تلك العقبات أيضًا يأتي الملف الاقتصادي؛ حيث إن تركيا تعاني مؤخرًا من تدهور الأوضاع الاقتصادية بوجه عام، مع انهيار في بعض القطاعات خاصة بعد جائحة «كوفيد-19».
التحالف السداسي
يتكون تحالف «الطاولة السداسية» من 6 أحزاب وهي: حزب الشعب الجمهوري الذي يعدّ حزب المعارضة الرئيسي ويقوده كمال كاليتشدار أوغلو، والحزب الجيد بقيادة ميرال أكشينر، كما يضم التحالف 4 أحزاب صغيرة وهي: «حزب السعادة، بقيادة تمل كرم الله أوغلو، والحزب الديمقراطي، بقيادة غوليتشكين يوصال، وحزب الديمقراطية والتقدم، بقيادة علي باباجان، وحزب المستقبل، بقيادة أحمد داود أوغلو».
التحالف السداسي يسعى إلى خلق حالة من التأثير في الاستحقاقين الانتخابيين المقبلين في تركيا، حيث سيستفيد التحالف من القاعدة الشعبية لكل حزب في التحالف، ما يجعل من فرصة فوزه أكبر إلى حد كبير.
إضافة إلى ذلك، فإن التحالف السداسي يزيد من فرص فوزه من خلال تكسير شعبية الائتلاف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم؛ وذلك عبر الضغط بالأوراق التي فشل التحالف الحاكم في التعامل معها، وعلى رأسها الغضب الشعبي من الفشل في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين، وكذلك الفشل الحكومي في إدارة ملفات الاقتصاد ما أدى إلى ضعف وتأخر الحالة الاقتصادية التركية.
ورغم توافق الأحزاب في التحالف السداسي على إسقاط أردوغان في الانتخابات المقبلة، وإعادة نظام الحكم البرلماني بدلًا من الرئاسي الذي أقرّه أردوغان بنفسه في 2018، لكن هذا التحالف ليس متوافقًا على الصعيد الفكر والسياسي والأيديولوجي بين الأحزاب الستة.
وقد يفشل التحالف في استقطاب الناخب التركي في الانتخابات المقبلة، ليس لضعف الأحزاب المكونة للتحالف، ولكن لحداثة الائتلاف وقلّة خبراته في إدارة شؤون البلاد، وفرصة نشوب الاختلافات بين عناصر التحالف أيضًا.
إلى ذلك، فإن التحالف الذي نشأ في العام الماضي 2022، ليس لديه مرشّح توافقي يمثله في الانتخابات المقبلة، لوجود خلافات حول الشخصيات المطروحة للاختيار بين الأحزاب المكونة للتحالف.
تحالف خارج الخدمة
ضمن قائمة المنافسة، يأتي أيضًا تحالف «العمل والحرية» الذي تم تدشينه منذ نحو 4 أشهر، وتحديدًا في أواخر شهر سبتمبر عام 2022، ويتكوّن هذا التحالف من 6 أحزاب كردية ويسارية، وهي: «حزب الشعوب الديمقراطي، وحزب العمال التركي، وحزب العمل، وحزب الحرية الاجتماعية، والحركة العمالية، واتحاد المجالس الاشتراكية».
وعن وزن هذه الأحزاب وقدرتها على خلق تأثير في الاستحقاقات المقبلة، فإن حزب الشعوب الديمقراطي، هو المكوّن الوحيد ضمن الائتلاف الذي له وزن في الشارع يمكن أن يخلق تأثيرًا في نتيجة الانتخابات.
ورغم ذلك، فإن حزب الشعوب الديمقراطي متهم بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني المحظور، وهذا الأمر دفع المحكمة الدستورية إلى تجميد حسابات الحزب مؤقتًا؛ بناءً على طلب مقدّم من المدعي العام التركي بكر شاهين.