يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

النازحون من جحيم بوكو حرام.. هكذا يعيش 300 ألف لاجئ في ديفا

الأربعاء 01/فبراير/2023 - 05:32 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

يسود مناخ من العنف شمال ووسط البلد الأكثر اكتظاظًا في أفريقيا، بسبب انتشار العصابات الإجرامية والإرهابية التي صعّدت هجماتها وعمليات الخطف والابتزاز خاصة في محيط بحيرة تشاد بكل من نيجيريا والنيجر، الأمر الذي يؤدي دائمًا إلى عمليات نزوح جماعي من السكان المحليين من مناطق سيطرة هذه الجماعات إلى المناطق الأكثر أمنًا، وتقدر أعداد النازحين في هذه المناطق بمئات الآلاف من السكان.. السطور التالية تلقي الضوء على أبرز هذه المناطق.


منطقة ديفا


تعتبر منطقة ديفا واحدة من أكبر المناطق التي تستقبل النازحين في النيجر، وهي إحدى مناطق النيجر الثمانية، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، وتحدها منطقة أغاديس من الشمال ونيجيريا من الجنوب وتشاد من الشرق ومنطقة زيندر من الغرب. وعاصمتها  مدينة ديفا. كما تصل مساحتها لنحو 140 ألف كيلومتر مربع.


تستضيف المنطقة حاليًا 300 ألف نازح من عمليات العنف أمام جماعة بوكو حرام، وتعد واحدة من أكبر مناطق استقبال اللاجئين، وفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجين بالأمم المتحدة.


تاريخ من الدم


تستقبل المنطقة بصورة دائمة الفارين من عنف بوكو حرام ليس في النيجر وحدها، ولكن أيضًا من نيجيريا المجاورة ومحيط بحيرة تشاد، ففي 28   نوفمبر 2014 أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هجومًا لـ«بوكو حرام» على مدينة دمساك في شمال نيجيريا أسفر عن مقتل 50 شخصًا وأجبر 3 آلاف شخص على الأقل على الفرار إلى منطقة ديفا في النيجر المجاورة التي تشهد تدفقات يومية من اللاجئين الذين يعبرون إلى ديفا عن طريق القوارب لعبور نهر كومادوغو يوبي الذي يفصل بين البلدين، كما يحاول من لم يتمكنوا من الوصول إليها عبر القوارب إلى السباحة للوصول إلى بر الأمان. وقال السكان المحليون في المنطقة إنهم شاهدوا أشخاصًا يغرقون بينما كانوا يحاولون عبور النهر.


وتشير التقارير المحلية إلى أن الكثير من النازحين يصابون برصاص جماعة «بوكو حرام» التي تطاردهم وصولًا إلى ضفاف النهر.


عبء على المدينة


وتمثل تدفقات اللاجئين عبئًا على مدينة ديفا الفقيرة التي سبق واستقبلت في مايو 2013م ما يقرب من 100 ألف نازح من نيجيريا حينما أعلنت السلطات هناك حالة الطوارئ في ثلاث ولايات شمالية عقب هجمات بوكو حرام. كما لجأ إليها 30 ألف شخص آخرون خلال شهرين فقط في بداية عام 2014م.


زيادة الأعداد


وظلت ديفا تستقبل مئات النازحين بصورة شبه يومية إلى أن وصل عدد اللاجين إليها عام 2017م إلى 240 ألف نازح ولاجئ، اضطر غالبيتهم  إلى النزوح من مكان إلى آخر من جراء أعمال العنف.


مخاطر


ويتعرض اللاجئون في هذه المنطقة لهجمات مستمرة من جماعة بوكو حرام داخل المخيمات، الأمر الذي يضطرهم إلى الانتقال من مكان إلى آخر حيث يعيشون في أوضاع أمنية صعبة للغاية داخل المخيمات التي تفتقر إلى الطعام والمياه والبنية التحتية الملائمة للمعيشة، وسط عجز عن الوصول إلى الموارد الطبيعية بسبب النزاع على ضفاف بحيرة تشاد.


ففي ديفا، أدّت الإجراءات الأمنية التي وضعتها السلطات بسبب النزاع إلى تدمير الأنشطة التجاريّة. لا يزال الاتجار ببضائع مثل السمك وبعض الخضراوات ممنوعًا، شأنه شأن التنقل على دراجة ناريّة وهي أنشطة مهمة جدًّا لكسب المعيشة والقوت اليومي.


أزمات إنسانية


ورغم وجود عدد كبير من المنظمات الحقوقية والإنسانيّة والهيئات الإغاثية في منطقة ديفا، وعلى رأسها الأمم المتحدة، فقد أدّت الإجراءات الأمنيّة وبعد المسافات إلى تعطل الحصول على الرعاية الصحيّة، وتشهد عمليات الإغاثة هناك تحديًا يوميًّا فيضطر السكان إلى دفع المال للحصول على استشارات طبيّة ولإجراء فحوص مختبرية وللحصول على الأدوية. غير أنّ السكان الأكثر حاجة عاجزون عن تحمل تكاليف هذه الخدمات.

"