استغلال الأحداث.. مستقبل أذرع القاعدة خلال العام 2023
وفي الوقت الحالي، نشهد تصاعدًا لنشاط تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية، للتوسع والتمدد في الأراضي اليمنية، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، ومطلع عام 2023، نفذ مسلحو القاعدة سلسلة من الهجمات لاستهداف القوات الجنوبية في عدة محافظات يمنية وخاصة الواقعة بجنوب اليمن حيث يستقر التنظيم الإرهابي، وهذه محاولة من قبل الأخير للتصدي لعملية «سهام الشرق» التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي بنسختيها الأولي في أغسطس الماضي والثانية في يناير الجاري، لدحر الإرهاب في جنوب اليمن.
وعليه، فإن تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وجد في اليمن بيئة خصبة للتمركز بها، مستغلًا الأوضاع والصراعات التي يشهدها هذا البلد العربي، الذي يعاني منذ أكثر من 9 سنوات من حرب، خاصة بعد أن فشلت الهدنة الأممية الموقعة بين مجلس القيادة الرئاسي اليمني وميليشيا الحوثي، بعد رفض الأخيرة الموافقة على تجديدها للمرة الرابعة بعد انقضائها مطلع أكتوبر الماضي، ولذلك من المتوقع أن يواصل تنظيم القاعدة خلال الفترة المقبلة نشاطه في الأراضي اليمنية طالما لم تتم تسوية الأزمة اليمنية.
في يونيو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة نجاح قواتها في استهداف «أبو حمزة اليمني» القيادي بتنظيم «حراس الدين» (فرع القاعدة في سوريا منذ 2018)، كما أعلن الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي، وضع التنظيم الموالي للقاعدة وزعيمه «سامي العريدي» على لوائح الإرهاب، جراء تهديده للأمنين الإقليمي والدولي، وهو ما كشف عن وجود هذا التنظيم وتأثيره داخل الأراضي السورية خاصة بعد أن فك ارتباطه بجبهة تحرير الشام بعدما أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة، وعليه فإن عودة «حراس الدين» إلى الظهور داخل الأراضي السورية لن يتوقف على الأقل خلال الفترة المقبلة، إذ أن تنظيم القاعدة بجميع فروعه، يستغل في الوقت الراهن انشغال واشنطن بمحاربة « تنظيم داعش» الإرهابي في دول المنطقة وخاصة سوريا، والعراق.
القاعدة في أفريقيا
خلال النصف الثاني من العام الماضي، تنامى نشاط أفرع تنظيم القاعدة في دول القارة الأفريقية، إذ شنت «حركة شباب المجاهدين» (فرع القاعدة في الصومال شرق أفريقيا منذ إعلان ولائها للتنظيم في (2009) سلسلة من الهجمات الإرهابية لاستهداف القوات الأمنية والعسكرية الصومالية خاصة بعد وصول الرئيس الصومالي «حسن شيخ محمود» إلى الحكم في مايو الماضي وإعلانه عن إستراتيجية لمكافحة الإرهاب.
وبالتوجه إلى دول الساحل الأفريقي، نجد «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم "القاعدة" منذ تأسيسها عام 2017، والمكونة من اتحاد واندماج عدد من الميليشيا الإرهابية (أنصار الدين، كتيبة ماسينا، القاعدة في المغرب الإسلامي)، ومنتشرة في (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، فقد شنت هذه الجماعة الارهابية خلال العام الماضي سلسلة من الهجمات، ومن المتوقع أن تتزايد خلال العام 2023، بسبب أمرين، أولهما، هشاشة الأوضاع الأمنية داخل هذه البلدان الأفريقية التي تعد ساحة لتمدد الإرهاب بها، إذ تستغل الجماعات الإرهابية الثروات الطائلة بهذه البلدان للسيطرة عليها لتمويل أعمالها الإرهابية، أما الأمر الثاني، فهو انسحاب عدد من القوى الدولية لقواتها من بعض البلدان الأفريقية خلال العام الماضي، فعلى سبيل المثال، سحبت فرنسا، قوة برخان الفرنسية من دولة مالي في أغسطس الماضي، وقواتها من أفريقيا الوسطى في أكتوبر الماضي.





