جرائم لا تسقط بالتقادم.. البرلمان الألماني يعيد إبادة «داعش» للإيزيديين إلى الواجهة
الأحد 29/يناير/2023 - 08:04 م
محمد شعت
استمرارًا لتعقب جرائم تنظيم داعش التي ارتكبها في العراق، قرر البرلمان الألماني مؤخرًا اعتبار جرائم التنظيم الإرهابي بحق الإيزيديين «جرائم إبادة جماعية»، حيث إن التنظيم قتل ما يزيد على 5000 شخص من أتباع الطائفة الإيزيدية، ولا سيما في عام 2014، حيث كان يهدف إلى إبادة هذه الأقلية التي تقيم بشكل رئيسي في منطقة سنجار شمال العراق.
القرار دعا أيضًا إلى ضرورة استمرار الدعم لعمليات محاسبة التنظيم على هذه الجرائم، مشيرًا إلى أنه من واجب المجتمع كله في ألمانيا، أن يخلق اهتمامًا بالإبادة الجماعية بحق الإيزيديين وتذكيرًا بها في الوعي العام، لافتًا إلى أن ألمانيا أكبر عدد من أبناء الطائفة الإيزيدية في الشتات، ومن المهم لهؤلاء أن يقرروا مصير حياتهم، مشيرًا إلى أن هذه المجموعة، تعد جزءًا من المجتمع الألماني.
ترحيب عراقي
الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، رحب بقرار البرلمان الألماني الذي اعتبر جرائم عصابات داعش الإرهابية ضد الإيزيديين إبادة جماعية، وكتب في تغريدة على "تويتر": «نرحب بإقرار البرلمان الألمانى عدّ ما حصل لأبناء شعبنا من الإيزيديين على يد داعش الارهابي إبادة جماعية ضد الإنسانية».
ودعا الرئيس العراقى «المجتمع الدولى إلى ضمان معاقبة مرتكبيها وبذل الجهود للكشف عن مصير باقي المختطفين وعدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلًا وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم ومنازلهم». وذلك في محاولة عراقية لاستكمال الخطوات الدولية التي تتعقب جرائم التنظيم، واتخاذ مسارات جدية لمعاقبة عناصر التنظيم.
كما رحب الرئيس مسعود بارزاني، بقرار البرلمان الألماني "بوندستاج" تصنيف جرائم داعش ضد الكورد الإيزيديين "إبادة جماعية، وكتب الرئيس مسعود بارزاني على حسابه في تويتر إن قرار بوندستاغ المتعلق بالاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الكورد الإيزيديين "محل تقدير واعتزاز بالغ"، وأضاف: «نجدد إعرابنا عن امتناننا لألمانيا وندعو حلفاءنا الغربيين الآخرين إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، لتصنيف هذه الفظائع على أنها أعمال إبادة جماعية».
تحركات مستمرة
تأتي الخطوة الألمانية في إطار التحركات التي قد تقود إلى استصدار قرار أممي لتعقب عناصر التنظيم ومحاسبتهم، خاصة أن قرار البرلمان يقود إلى اتخاذ خطوات أخرى أكثر فعالية، خاصة أن وثيقة البرلمان الألماني تنص على سلسلة من المطالب موجهة للحكومة الألمانية من ملاحقات قضائية في حق مشتبه فيهم في ألمانيا، ودعم مالي، فضلًا عن جمع أدلة في العراق، وصولًا إلى إعادة بناء تجمعات سكنية إيزيدية مدمرة.
كما جاء في النص: «أن الهدف الأساسي لتنظيم داعش كان القضاء التام على المجتمع الإيزيدي»، مضيفًا «أكثر من 5000 من الإيزيديين تعرضوا للتعذيب والقتل الوحشي على يد التنظيم، خصوصًا في عام 2014». وأشار إلى أن الرجال الإيزيديين «أُجبروا على تغيير (ديانتهم)، وفي حال الرفض، تم إعدامهم أو ترحيلهم على الفور وتحويلهم إلى عبيد يعملون بالسخرة».
وقال النائب المحافظ مايكل براند من على منبر البرلمان الألماني: «يجب ألا يكون هناك مكان واحد على هذا الكوكب يشعر فيه هؤلاء المجرمون بأمان»، وفي نوفمبر الماضي دان القضاء الألماني جهاديًّا عراقيًّا بتهمة ارتكاب "مجازر إبادة" في حق الأقلية الإيزيدية، في سابقة عالمية رحبت بها الفائزة بجائزة نوبل للسلام الإيزيدية نادية مراد التي اعتبرتها اعترافًا بالفظائع التي ارتكبها تنظيم "تنظيم داعش".
وجاء قرار البرلمان الأوروبي بالتزامن مع تحركات رئيس مجلس القضاء الأعلى بالعراق فائق زيدان، مع كريستيان ريتشر المستشار الخاص لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم داعش "يونيتاد" إجراءات الفريق خلال عام 2022 وخطة عمل الفريق للعام الحالي 2023 .
وكانت الحكومة العراقية قد دعت المجتمع الدّولي في عام 2017 إلى مد يد العون في ضمان مُحاسبة أفراد تنظيم داعش على جرائمهم التي اقترفوها في العراق، واستجاب المُجتمع الدّولي لهذا النداء من خلال قرار مجلس الأمن رقم 2379 (2017) الذي تمّ تبنيه بالإجماع.
وتضمن القرار مطالبة الأمين العام تكوين فريق للتحقيق يترأسه مُستشار خاص، لدعم الجهود المحلية لمُحاسبة تنظيم داعش من خلال جمع الأدلة الجنائية وتخزينها وحفظها في العراق سيما عن الأفعال التي قد ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية والإبادة الجماعية، والتي ارتُكبت داخل العراق.
وبموجب هذا القرار، قام الأمين العام بإنشاء فريق التحقيق التابع للأُمم المُتّحدة لتعزيز المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، وتم تعيّين المُستشار الخاص كريستيان ريتشر لقيادة الفريق اعتبارًا من تاريخ 31 مايو 2018.





