أجناد القوقاز.. كيف يتنقل عناصر الجماعات المسلحة من سوريا إلى أوكرانيا؟

أثار ظهور عبدالحكيم الشيشاني، أحد قيادات ما يسمى أجناد القوقاز في سوريا، على جبهات القتال في أوكرانيا حالة من الجدل حول كيفية وأسباب انتقال عناصر الجماعات المسلحة الأجانب في سوريا للمشاركة في الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، ومن الجهة التي سهلت له المرور عبر الحدود السورية حتى الوصول إلى أوكرانيا.. السطور التالية تلقي الضوء على هذه المسألة.
تسجيل مصور
ظهر رستم آزييف، المعروف باسم عبدالحكيم الشيشاني في السابع من يناير
الجاري، خلال تسجيل مصور نشره جهاز المخابرات الأوكرانية لمقاتلين شيشانيين تضمن
آزييف أو عبدالحكيم الشيشاني قائد جماعة أجناد القوقاز، على جبهات مدينة باخموت شرقي
أوكرانيا.
وكان موقع «المونيتور»، وفق وسائل
إعلام سورية أكد أن «عبدالحكيم الشيشاني»
غادر إدلب إلى أوكرانيا في يناير 2022، بالإضافة إلى 25 عنصرًا من جماعته، بعد التنسيق
مع مجموعات عسكرية من كتيبة «الشيخ منصور» الشيشانية، التي تقاتل إلى جانب القوات الأوكرانية
ضد الروس.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جلب الإسلاميين من إدلب إلى
أوكرانيا، فقد رصدت تقارير دولية أنه في عام 2015، تم إحضار مجموعة تتكون من (45 شخصًا)
ولكن تم طردهم في 3 أشهر.
تاريخ عبدالحكيم
شارك عبدالحكيم قائد أجناد القوقاز في العديد من العمليات المسلحة داخل
الأراضي السورية، إلى جانب جماعة جند الأقصى،
وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام). ولم يمنعه الخلاف بين هذه الجماعات وتنظيم داعش
من مساعدة العديد من عناصر التنظيم الأجانب في الهروب من إدلب.
تورط في اختطاف مواطن بريطاني في إدلب مقابل فدية، واضطر إلى الاعتذار عن
ذلك رسميًّا وقد ألقت هيئة تحرير الشام القبض على شخصين من مجموعته، وسُمح لشخص واحد
على الأقل بالخروج بعد عدة سنوات بعد دفع رشوة كبيرة.
الرحلة إلى أوكراني
لم يوضح جهاز المخابرات الأوكراني كيف تمكن عبدالحكيم من دخول البلاد،
بجواز سفر أوكراني، لكن التقارير تشر إلى أنه وصل في أكتوبر 2022م، وبعد 3 أشهر
ظهر على جبهات القتال على خط المواجهة في كييف، إلى أن أُعلن عن ظهوره مؤخرًا.
أما الرويات من داخل سوريا فتشير إلى أن عبدالحكيم الشيشاني ورفاقه، خرجوا
من الشمال السوري، ودخلوا الأراضي التركية، وأن الشيشاني قد اعتقل، كما ذكرت بعض
الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بنشر الأخبار عن الجماعات الشيشانية
أن السلطات التركية اعتقلت «الشيشاني» بسبب تصريح لرجل الأعمال إريك جافاروف (الذي
تم اعتقاله مؤخرًا في هولندا) حول ابتزاز الأموال، وواجه «الشيشاني» المحاكمة مرتين
في اسطنبول، وتم الإفراج عنه بعد ستة أشهر، وأُسقطت جميع التهم، وأفرج عنه بداية
أكتوبر 2022م، إلى أن ظهر بعدها بأسبوع في الأراضي الأوكرانية.
دور تحرير الشام
ويشير مراقبون إلى أن أهم أسباب انضمام هؤلاء المسلحين الأجانب لجبهات
القتل في أوكرانيا والهروب من سوريا هو التضييق عليهم من قبل هيئة تحرير الشام في
مناطق نفوذها، وأن هناك جهات من داخل الجماعات المسلحة في الشمال السوري تساعدهم
في التسلل عبر الحدود حتى الوصول إلى الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي أثار حالة من
الغضب بين الجماعات المسلحة من هيئة تحرير الشام، مما دفع الهيئة مؤخرًا للدفاع عن
نفسها ضد هذه الاتهمات.
ونفت الهيئة وجود سياسة ممنهجة تجاه المهاجرين والمقاتلين الأجانب، معتبرة أنهم «لا يزالون في صف الثورة ومع مشروعها ومع قيادتها».