ad a b
ad ad ad

منعًا لنشر الكراهية.. مطالبات بضبط الخطاب الديني في مساجد فرنسا وألمانيا

السبت 21/يناير/2023 - 01:00 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

مع حلول عام 2023، شهدت العاصمة الفرنسية باريس، ورش عمل فرنسية ألمانية مُشتركة، لمناقشة أفضل السبل الممكنة للتعاون في التصدّي لنفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي، وتيارات الإسلام السياسي في كلا البلدين، وذلك بمُشاركة مُستشارة وزير الداخلية الفرنسي المسؤولة عن الجنسية سونيا باكيس، ووزيرة الدولة في الداخلية الألمانية جوليان سيفرت، وعدد من أئمة المساجد والقساوسة والأكاديميين ومسؤولي الخدمة المدنية في كل من فرنسا وألمانيا.

وخلصت ورش العمل إلى تحديد عدّة وظائف للإمام لا تتعلق أيّ منها بالانخراط في العمل السياسي، ومنها ممارسة العبادة، والتعليم الديني بما في ذلك اللغة العربية، وتعزيز العلاقات مع العائلات المهاجرة، والتمثيل العام للمسلمين في مؤتمرات الحوار بين الأديان.

الحوار مع المؤثرين

واتفق مسؤولو الداخلية الألمانية والفرنسية، على توجه جديد للدولتين في الحوار مع جميع المؤثرين من أبناء الدين الإسلامي في البلاد، كون كل منهم يؤثر بطريقة ما على صورة الإسلام في البلدين والذي تغيّر كثيرًا في السنوات الأخيرة في ظلّ التعايش مع بيئات علمانية.

ولا تزال مسألة تدريب الأئمة، أمرًا مهمًّا يهدف التركيز على أسس الدستور من خلال وجود أئمة يتحدثون لغة البلد التي يعملون بها جيدًا ومندمجون بشكلٍ كافٍ في المجتمعات الغربية خاصة الفرنسي والألماني حتى يتمكنوا من التحاور الإيجابي مع الديانات الأخرى، ومع الدولة والهياكل الاجتماعية والثقافية المتنوعة في البلاد؛ ما يؤثر على معدلات نشر الكراهية وجرائم الإرهاب التي يستغل مرتكبيها التخريض على غير المسلمين.

وركّزت ورش العمل تلك على أهمية انفصال الأئمة عن البلدان التي قدموا منها، من الناحيتين الفكرية والمالية، حيث تمّ اعتبار ذلك أولوية لكلا البلدين.

خطاب توافقي

في هذا الصدد، قال عبد العلي مأمون، إمام وخطيب، يعمل في مساجد باريس وضواحيها منذ أكثر من 30 عامًا: إن فرنسا تحتاج إلى خطاب توافقي ينسجم مع القيم التي غرستها قديمًا في ما يسمى بـ"قرون الأنوار"، مشيرًا إلى أن تلك القيم تتضمن عدم الانحياز لطائفة دينية أوعقائدية أو فكرية معينة، والدفاع عن حق الإنسان لأنه إنسان وليس لديانته أو جنسيته.

وأضاف في تصريح لـ«المرجع»: ينقصنا الكثير في خطابنا الديني، نسمع الأئمة والخطباء لا يدعون إلا لبلاد المسلمين، ويطالبون بحقوق المسلمين من غيرهم، وكأن أصحاب الديانات الأخرى ليسوا بشرًا ولا حقوق لهم.

وأضاف أن هذا الفكر الضيق، يُظهر المسلم صاحب حق على من حوله، وأن أبناء الديانات الأخرى، أشرار وسينالون عقاب الله؛ وهذا ما قصد به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قبل «الانفصالية الدينية»، فالأئمة لا يراعون أننا نعيش كأقلية وسط مجتمع يتواجد فيه نسبة أكبر من غير المسلمين.

ضرورة التخلي عن الخطاب العنيف

ولفت عبد العلي مأمون، الإمام والخطيب، في مساجد باريس في تصريحه لـ"المرجع" إلى أن بعض الخطباء لا يذكرون عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سوى الفتوحات والغزوات وقطع رؤوس الكفار أعداء الدين؛ وهذا الخطاب العنيف لابد أن يُزال من المنابر، ويستبدل بإظهار صورة الإسلام الحقيقية، مثل الحث على عدم الغش، وإشعار الآخرين بالتعايش السلمي والآمن؛ فلم يقل النبي (من غش المسلمين!) ما يعني أن هذه الحقوق أيضًا للديانات الأخرى.

ويبين الإمام وهو أيضًا مؤلف كتاب "الإسلام ضد الراديكالية"، أن التطرف الديني والراديكالية تبدأ من المنابر التي يعتليها خطباء لا يكفون عن قول إن اليهود والنصارى أعداء الله ويجب محاربتهم، وأنه لا نجاة إلا بدين الإسلام، فلو شاء الله لخلقنا جميعًا على دين واحد، وهؤلاء الدعاة أيضًا يسيئون تفسير القرآن، خاصة في الأيات التي يستخدمونها للحث على كراهية المسيحيين واليهود.

وأردف "مأمون" الإمام في مساجد باريس قائلا: "نحتاج إلى فتاوى متعلقة بالواقع الذي نعيشه في فرنسا، فالحل في تعليم الإسلام وفق الواقع وكيفية ادماجه في المجتمع المعاصر".

"