الإسلاموفوبيا في أوروبا.. مركز «سيتا» التركي يدافع عن الإرهابيين ويهاجم من ينتقدهم
الأربعاء 08/أبريل/2020 - 06:53 م
سارة وحيد
لم يكتف مركز "سيتا" التركي للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالترويج للمخطط الإخواني التركي في مختلف الدول العربية فقط، بل شرع في تنفيذ أجندة إرهابية أخرى، مستخدماً تقرير«الإسلاموفوبيا في أوروبا» لتشويه منتقدي أعمال الجماعات الإرهابية المتطرفة في الدول الأوروبية، بأوامر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ففي عام 2015، شرع الاتحاد الأوروبي في تمويل تقرير يحمل اسم "الإسلاموفوبيا في أوروبا"، والذي يهدف إلى رصد حالة الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين في 25 دولة أوروبية، ويصدر تحت إشراف مؤسسة "سيتا" البحثية التابعة مباشرة لنظام أردوغان، وبمشاركة الباحث المعروف بولائه لأنقرة ودفاعه عن جماعة الإخوان الإرهابية، فريد حافظ، وخصص الاتحاد لإصدار التقرير؛ ميزانية قدرها 126 ألف يورو بشكل سنوي.
استهداف الإعلام المعادي للمتطرفين
استهدف
التقرير الأول «للإسلاموفوبيا في أوروبا» الصادر في 6 يوليو 2015، تشويه
عدد من الصحف الغربية، لمهاجمتها إرهاب الجماعات المتطرفة في بعض الدول
الأوروبية ضد الكاثوليك، ولم يهتم التقرير بالتمييز بين منتقدي الجماعات
الإرهابية المتطرفة، وكارهي الدين الإسلامي، بل اعتبر مهاجمة الجماعات
المتطرفة هو عنف وكراهية ضد الدين الإسلامي.
وهاجم
التقرير الأول صحيفة « Gazeta Express» الصحيفة الرقمية الأكثر قراءة في
جمهورية «كوسوفو» جنوب شرق أوروبا، بسبب نشرها تقرير حمل عنوان هاجم فيه
جماعات متطرفة قامت بإحراق ممتلكات الكاثوليك في ولاية « Llapushnik»
الصربية، واعتبر التقرير أن هذا العنوان معاد للإسلام، ويلمح إلى أن
المسلمين أحرقوا الممتلكات المعنية، ويشكل هذا العنوان معاداة للإسلام.
ليس
هذا فقط، بل تطرق التقرير الأول إلى مهاجمة الساسة الأوروبيون منهم فيكتور
أوربان، الذين رفضوا تدفق اللاجئين إلى أوروبا خوفا من استغلال «داعش»
الفرصة للدخول إلى أوروبا من بوابة اللاجئين.
تصفية حسابات أردوغان
واستخدمت
أيضا مؤسسة«سيتا» تقرير«الإسلاموفوبيا في أوروبا» لتصفية حسابات أردوغان
مع بعض الدول الأوروبية التي أغلقت مساجد تابعة لكيانات تركية متطرفة مثل
اتحاد إتيب الموالي لأردوغان، أو سحبها ترخيص أئمة متطرفين.
وجاء
في تقرير«الإسلاموفوبيا في أوروبا» الثالث الصادر في عام 2017، أن النمسا
سجلت أحداث اعتداءات نابعة عن كراهية الإسلام بنسبة 65%، حيث تعرض
المسلمون هناك لاعتداءات أثرت على حياتهم اليومية.
وذكر
التقرير أن العاصمة النمساوية فيينا، شهدت اعتداء مواطن نمساوي على مواطنة
نمساوية من أصل تركي أويغوري، وتدعى شهربن دورماز (51 عاما)، ما يشكل
كراهية للإسلام والمسلمين، ورفض التقرير أيضاً قرار محكمة العدل الأوروبية
حول منع ارتداء الحجاب في أماكن العمل، واعتبره التقرير خطوة تمهد لازدياد
نسبة الهجمات المعادية للإسلام.
رهاب الإرسلام
أما
النسخة الأخيرة من تقرير«الإسلاموفوبيا في أوروبا» والتي صدرت في ٢٠١٩،
فقد وصفت السياسيين والباحثين الأوروبيين المعارضين للجماعات الإرهابية في
أوروبا، بأنهم يعانون من "الإسلاموفوبيا" أو "رهاب الإسلام"، وكان على رأس
هؤلاء الساسة رئيسة مركز فرانكفورت للإسلام العالمي سوزان شروتر، والسفير
النمساوي السابق في تونس غيرارد فاينبرغر.
مطالبات بوقف تمويل تقرير الإسلاموفوبيا
وبناء
على تلك التقارير المشبوهه، بدأ عدد من الكتاب والسياسيين في ديسمبر 2019،
في مطالبة الاتحاد الأوروبي بوقف تمويل تقرير«الإسلاموفوبيا في أوروبا»،
ووجهوا اتهامات للرئيس التركي باستخدامه تلك التقارير لاستهداف أوروبا
وتشويه منتقدي الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وذكرت
صحيفة «كلاينه تسايتونغ» النمساوية، أن هؤلاء الساسة وبعض الباحثين،
أرسلوا خطابا لرئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون ديرلاين، ومن أبرز
الموقعين على الخطاب سيران أتيس مديرة المسجد الليبرالي في برلين، والكاتبة النمساوية الشهيرة سوزانا فيزنغر، وكينان غونغور الباحث في العلوم
الاجتماعية.
وأشار
الساسة في طلبهم المقدم للاتحاد الأوروبي، إلى أن التقرير استخدم فزاعة
«الإسلاموفوبيا» لترهيب منتقدي الجماعات المتطرفة وانتهاكات حقوق الإنسان،
ووصف الخطاب فريد حافظ، ومنظمة «سيتا»، بأنهما ذراع أردوغان في أوروبا.





