«سوخوي» روسية لإيران و«درونز» الملالي تحوم فوق أوكرانيا.. ماذا بعد؟
في الوقت الذي تواجه فيه إيران انتقادات غربية جراء دعمها روسيا بالطائرات المسيرة «الدرونز» في حربها ضد أوكرانيا؛ يستعد نظام الملالي لشراء طائرات روسية من طراز «SU-35»، ما يكشف عن تنامي العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو، فضلًا عن تحدي الدولتين للتحذيرات الغربية بشأن الإمدادات ووسائل الدعم العسكرية المشتركة بينهم، وهو ما سينجم عنه توترات على الساحتين الدولية والإقليمية خلال الفترة المقبلة.
مقايضة عسكرية
وأكدت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية السبت السابع من يناير الجاري، ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية وخليجية وأمريكية خلال ديسمبر الماضي، بوجود صفقة بين روسيا وإيران، يتم بمقتضاها حصول الأخيرة على 24 طائرة سوخوي في غضون عام.
وهذا ما سبق وكشفه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي «جون كيربي» مطلع ديسمبر الماضي، عن تدريب طيارين إيرانيين في روسيا على كيفية استخدام طائرات سوخوي، فيما أرجعت وسائل إعلام خليجية تلك الصفقة إلى عام 2021، مبينة أنها وقعت إبان زيارة قائد أركان القوات المسلحة الإيراني اللواء محمد باقري إلى العاصمة الروسية موسكو منتصف أكتوبر 2021.
ويرى مراقبون أن صفقة طائرات سوخوي 35 الروسية إلى إيران تعد نوعًا من «المقايضة» أمام الدرونز أو الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهو ما سيؤثر في نهاية الأمر على حسابات الدول الغربية في كيفية التعامل مع الدولتين، فإما العمل على تحجيمهما بفرض مزيد من العقوبات، أو تركهما للسيطرة على المنطقة.
دلالات التوقيت
ويأتي شراء إيران طائرات سوخوي الروسية بالتزامن مع توقف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا ووصولها إلى طريق مسدود، جراء رفض طهران المطالب الأمريكية الخاصة بوقف دعم نظام الملالي لوكلائه في المنطقة، كما ترفض واشنطن رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب.
إضافة إلى أن تلك الصفقة تأتي في ظل تضييق الخناق الغربي على إيران جراء انتهاكاتها حقوق الإنسان في الداخل الذي يشهد احتجاجات منذ سبتمبر 2022.
دوافع إيرانية
وحول دوافع وتداعيات تلك الصفقة، يوضح «أسامة الهتيمي» الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني، أنه من حق أية دولة في العالم أن تعمل على تقوية جيشها بأحدث الأسلحة والأنظمة الدفاعية طالما أنها لا تمارس عدائية داخل أو خارج محيطها، وهو ما لا يتوافر مع حالة إيران التي لم يعد ثمة شك في عدم مشروعية تحركاتها وانتهاكاتها لسيادة الدول، ما دفعها لأن تسلك سلوكًا متحايلًا إلتفافيًّا وانتهازيًّا من أجل التحصل على ما تريد بطرق غير مشروعة لدعم دفاعها وأسطولها الجوي.
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، الى أن إيران رغم نجاحها في السنوات الأخيرة في أن تكون رقمًا صعبًا على خارطة الطائرات المسيرة، ، إذ أصبحت إحدى الدول المصدرة لها إلا أنها كانت وما زالت تستشعر حاجتها الشديدة لامتلاك طائرات مقاتلة حديثة وأنظمة دفاع جوية تضاهي تلك التي تمتلكها بعض الدول في المنطقة بهدف إحداث ميل في ميزان القوى لصالحها في إطار صراعها لترسيخ نفوذها فضلًا عن الحد من طموح أية قوة منافسة لها للنيل منها.
تداعيات محتملة
وأضاف «أسامة الهتيمي» في تصريحه لـ«المرجع»، أن طهران وجدت بغيتها مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فلم تتردد في أن تكون «يد عون» لموسكو في هذه الحرب بإمدادها بنحو ألفي طائرة مسيرة رخيصة التكلفة نسبيًّا مقارنة بالإنتاج الروسي، إضافة إلى محاولة إرضاء روسيا التي تسعى إلى أن تبعث برسالة للعالم بأنها ليست في عزلة دولية كما يحاول أن يصور الغرب.
ويكمل: أن تلك الأجواء حققت لإيران عدة أهداف منها الحصول على مقابل مادي سخي لهذه الطائرات، وهذا هو أفضل دعاية للمنتج الإيراني، فضلًا عن استعداد روسيا لتوثيق العلاقات العسكرية مع إيران ومنحها بعض الأسلحة الجديدة والأنظمة الدفاعية المتطورة، فيما سيكون لهذا التعاون بين البلدين، أثره على كسر حدة العقوبات الاقتصادية كون البلدين يعانيان نفس المشكلة.





