مركز الثورة ضد الملالي.. ما وراء احتجاجات في بلوشستان وكردستان
الجمعة 13/يناير/2023 - 10:19 م
إسلام محمد
تتركز الاحتجاجات الإيرانية في منطقتي بلوشستان وكردستان رغم أنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد لكن هذين الإقليمين تحديدًا يشهدان أعلى معدل من العنف، ويتفق أهالي تلك المناطق على الموقف من النظام بخلاف مناطق أخرى كثيرة ما زال يوجد بها بعض مؤيدي حكم المرشد.
وقد بدأت الاحتجاجات الشعبية من الأكراد السنة، الذين تنتمي لهم الفتاة مهسا أميني، التي قتلها النظام بعد اعتقالها وتعذيبها على يد شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي.
وتحولت جنازة الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا في مسقط راسها مدينة سقز في كردستان إيران إلى مظاهرة ضد الحكومة الإيرانية، وما لبثت أن اتسعت المظاهرات لتشمل مختلف المدن الكردية لتمتد إلى الكثير من المدن الإيرانية مطالبة بالحرية وإنهاء حكم المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وزمرته.
ورغم مقتل مئات المتظاهرين واعتقال الآلاف منهم وممارسة كل أشكال العنف والقمع ضد المتظاهرين والمعتقلين والانتهاكات الجنسية المروعة ضد المتظاهرين من الجنسين، لم تتوقف المظاهرات، وخاصة في المناطق الكردية التي قتل فيها العشرات من المتظاهرين، وبينهم العديد من الأطفال.
وقد لجأت الحكومة الإيرانية مؤخرًا إلى نشر عدد كبير من الحرس الثوري في المدن الكردية معززين بأسلحة ثقيلة في محاولة لإخماد التظاهرات والاحتجاجات المستمرة منذ مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
كما قام الرئيس الإيراني بزيارة مدينة سنندج الكردية غرب إيران في محاولة فاشلة لتهدئة الأوضاع وتعهد بحل المشكلات التي تواجه المنطقة، لكن ذلك لم يوقف الاحتجاجات.
وشنت إيران عددًا من الهجمات الصاروخية وبواسطة طائرات مسيرة ضد قواعد ومقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق المجاورة واتهمتهم بدعم الاحتجاجات.
أما مناطق بلوشستان، جنوب شرق إيران، فتشتعل من أجل فتاة سنية أخرى تم اتهام أحد كبار الضباط باغتصابها، فثار الأهالي غضبًا لها، وطالبوا بمحاسبة هذا الضابط الذي يشتهر بارتكاب أكثر من واقعة اغتصاب قبل هذه الواقعة.
ولما خرج الأهالي للاحتجاج يوم الجمعة في نهاية سبتمبر فتحت القوات الإيرانية عليهم النيران فقتلت العشرات منهم من لا علاقة له بالتظاهرات.
وأعلن مولوي عبدالحميد، الزعيم الروحي للبلوش وإمام جمعة مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان، تأييده للمظاهرات واعتبر بكل وضوح النظام الإيراني المسؤول الأول عن إطلاق النار على المتظاهرين في "الجمعة الدامية" في زاهدان، ورفض اختزال المشكلة في خطأ شخصي لأحد الضباط، ووصف إطلاق النار على المصلين السنّة في مسجد "مكي" وقتل المتظاهرين في الجمعة الدامية بزاهدان بأنه كان "مخططًا له سلفًا".
وتشتعل الاحتجاجات في بلوشستان وكردستان بشكل مستمر ويرفع الأهالي في كلتا المنطقتين شعارات تؤكد التضامن المشترك لكونهما يشتركان في المذهب والمحنة وطريقة الاحتجاج.





