الأزهر على خط المواجهة مع طالبان: حرمان المرأة من التعليم مخالف للشريعة الإسلامية
تزداد وتيرة قمع الأفغانيات على يد "طالبان" ، إذ تتسارع قيادات الحركة الحاكمة في إصدار القرارات المقيدة لحريتهن، وسط مناشدات دولية بتخفيف وطأة الضغوط المفروضة على المرأة الأفغانية، ولكن تبقى المؤسسات الدينية الدولية متغيرًا هامًّا داخل معادلة الخطاب العقائدي الذي تتبناه الحركة، وتعتمد عليه في الحشد لشعبيتها وبالأخص داخل آسيا.
أثارت قرارات طالبان المتعاقبة ضد المرأة الافغانية غضب الأزهر الشريف كمؤسسة دينية منوط بها كشف المغالطات المستخدمة لاستبداد الضعفاء، مثل قرار حركة طالبان الذي يقيد تعليم الفتيات، إذ علقت الحركة تعليمهن حتى إشعار آخر معللة ذلك باحتياجها بعض الوقت لمراجعة المناهج المقدمة إليهن وكذلك نظام تعليمهن.
وقال شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب إن حرمان المرأة من التعليم مخالف لأصول الشريعة الإسلامية، وبه جهل لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقلت زوجاته الكثير من أحاديثه وتراثه.
وبدورها تجاهلت الحركة التعليق على ما قاله شيخ الأزهر إزاء مخالفتهم صحيح الدين الاسلامي، ولكن مع الشعبية التي يحظى بها الأزهر في قارة آسيا، هل ستتأثر الشعبية الدينية لطالبان كمرجعية ينظر لها البعض داخل القارة كملهم سياسي وعقائدي؟، أم أن الحركة ستتمكن من تبرير قراراتها على المستوى الأوسع شعبيًّا؟، مع الأخذ في الاعتبار أهداف الحركة من التوسع إقليميا أو التقوقع كتجربة داخلية فقط.
طالبان تمرر قرارات قمعية ضد الأفغانيات
أعلنت حركة طالبان في منتصف ديسمبر 2022 إرجاء تعليم الفتيات حتى إشعار آخر، وكانت قبلها قد قررت حرمانهن من بعض التخصصات الجامعية كالإعلام والصحافة والهندسة المدنية وقصرت تعليمهن على تخصصات محددة كالأداب، كما فرضت عليهن لباسًا موحدًا ومنعتهن من السفر داخل البلاد دون محرم، كما منعتهن من الذهاب للحدائق العامة والصالات الرياضية.
ومع نهاية ديسمبر 2022 علقت "طالبان" عمل النساء في المنظمات المدنية غير الحكومية لعدم التزامهن بارتداء الحجاب، وعلى إثر ذلك توقفت الكثير من تلك المنظمات عن العمل في البلاد، معلنة رفضها القرار، ومشيرة إلى أن النساء لديهن دور كبير في إيصال المساعدات للمحتاجين ومساعدة المنظمات، ما يؤثر حظر عملهن على كفاءة وصول الخدمات للفقراء والمحتاجين.
شعبية طالبان وآراء المؤسسات الدينية الكبرى
تستمد حركة طالبان الأفغانية قوتها من أيديولوجيتها الدينية التي توظفها لاكتساب شعبية أوسع بين المريدين، ولكن مع دخول الأزهر كمؤسسة دينية لها ثقلها في المنطقة الآسيوية على خط المواجهة مع الحركة من أجل معارضة قراراتها المتعنتة ضد النساء، تبقى أسانيد الحركة محل جدال إلا في حالة الجمود الفكري تجاه حقوق المرأة.
فيما تأتي قرارات الحركة مغايرة للخطاب الإعلامي الذي تبنته عناصرها إبان سيطرتها على الحكم في أغسطس 2021، إذ حرص المتحدث الرسمي باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد" خلال أول مؤتمر صحفي لطالبان بعد العودة للحكم على الترويج لأيديولوجية منفتحة باتت الحركة تتبناها تجاه المرأة، وبالأخص حقوقها التعليمية والمهنية، مشيرًا إلى أن العهد الجديد لحكم طالبان سيشهد منح النساء الحرية في اختيار تخصصات تعليمهن وعملهن، وهو ما خالفته الحركة بعد ذلك.





