يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

واشنطن تضيق الخناق على بوركينا فاسو المأزومة من نار الإرهاب

الثلاثاء 24/يناير/2023 - 08:18 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على تطبيق سياسة تضييق الخناق، على مسؤولي الحكم الانتقالي في بوركينا فاسو، وذلك بعد إقصائها من قمة موسعة جمعت قادة أفريقيا في واشنطن ختام العام المنصرم، بجانب استبعاد واغادوغو من برنامج التفضيل التجاري، وسط اتهامات متزايدة للقادة العسكريين هناك بإفساح المجال لمزيد من التمدد الروسي.

واشنطن تضيق الخناق
وبحسب مكتب الممثل التجاري الأمريكي، فإن الولايات المتحدة، استبعدت بوركينا فاسو من برنامج التفضيل التجاري جراء عدم تلبية متطلبات القانون.

 

حلقة جديدة ضمن الصراع الغربي – الروسي

 

ينظر إلى القرار الأمريكي باعتباره حلقة جديدة ضمن الصراع الغربي – الروسي على الدول الأفريقية، خصوصًا بوركينا فاسو التي عززت من علاقتها مع موسكو أخيرًا، عسكريًّا واقتصاديًّا، على حساب الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا.

وتوجد فرنسا عسكريًّا في بوركينا فاسو ضمن قوة «سابر»، وهي وحدة من القوات الخاصة تتمركز في ضواحي عاصمة البلد الساحلي، ولكن هذا الوجود غير مرحب به من جانب كثيرين طالبوا بمغادرة فرنسا بوركينا فاسو، في تظاهرات شهدتها العاصمة نهاية أكتوبر الماضي، رفع خلالها أنصار زعيم المجلس العسكري الجديد علم روسيا، احتجاجًا على استمرار الوجود الفرنسي، وسعى المجلس العسكري الحاكم للتقارب مع روسيا، لكنه أيضًا لم يُظهر أي عداء لفرنسا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد استبعد بوركينا فاسو من قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا في ديسمبر 2022، إلى جانب السودان، وغينيا، ومالي.



واشنطن تضيق الخناق

تفاصيل البرنامج


يتيح البرنامج الذي يوفره «قانون النمو والفرص في أفريقيا» (أغوا)، لدول القارة السمراء، وصول سلعها إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، إذا استوفت شروطًا تأهيلية معينة، مثل إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمارات الأمريكية، وإحراز تقدم إزاء تحقيق التعددية السياسية.

وبحسب مكتب الممثل التجاري الأمريكي، سيتم إعطاء بوركينا فاسو معايير واضحة لسلك مسار نحو إعادتها مرة أخرى إلى البرنامج التجاري.

وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي، الأحد الأول من يناير 2023، إن الولايات المتحدة استبعدت بوركينا فاسو من برنامج التفضيل التجاري جراء عدم تلبية متطلبات القانون، مضيفًا في بيان، أن إدارة الرئيس جو بايدن أبدت قلقها البالغ من التغيير غير الدستوري في حكومة بوركينا فاسو.

وشهدت بوركينا فاسو، مطلع أكتوبر 2022، انقلابًا عسكريًّا هو الثاني خلال ثمانية أشهر فقط، حين أطاح النقيب إبراهيم تراوري، اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوجو دامبيا.

وانقلاب أكتوبر 2022 الثاني الذي تشهده بوركينا فاسو البلاد خلال ثمانية أشهر، حيث سبقه انقلاب قاده دامبيا نفسه في 24 يناير2022 وأطاح فيه بالرئيس الأسبق روش كابوري.

ومنذ استقلال بوركينا فاسو عام 1960، شهدت البلاد سبعة انقلابات عسكرية، غير أنها لا تزال تعاني من صراعات مسلحة وأزمات اقتصادية.


واشنطن تضيق الخناق

الإرهاب في بوركينا فاسو

وتسيطر التنظيمات الإرهابية وخاصة «داعش» و«القاعدة»، على مساحات كبيرة من البلاد، حيث تعاني الدولة الأفريقية من العمليات المسلحة التي تنفذها عناصر تلك التنظيمات، الأمر الذي تسبب في تشريد آلاف المدنيين وتسبب في واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية انتشارًا في القارة، حيث نزح ما يقرب من مليوني شخص وانتقلوا للإقامة مؤقتًا في مخيمات تابعة للأمم المتحدة في مناطق ريفية قاحلة.

يذكر أن إرهابيين يسيطرون على مساحات شاسعة من أراضي بوركينا فاسو ويشنون منذ عام 2015 غارات وحصارًا على عدة بلدات شمالي وشرقي البلاد؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 شخص ونزوح نحو مليونين.

"