تقارير

طالبان تواصل تعسفها ضد النساء.. منع العمل في منظمات المجتمع المدني

الثلاثاء 03/يناير/2023 - 05:26 م

نهلة عبدالمنعم

قررت خمس منظمات للمجتمع المدني التوقف عن العمل في أفغانستان، نتيجة مباشرة لإعلان حركة طالبان الحاكمة في البلاد، منتصف ديسمبر 2022 حظر عمل النساء في المنظمات غير الحكومية، في واحدة من الممارسات القاسية ضد الأفغانيات.

وعلقت حركة طالبان على قرار منع النساء عن العمل في هذه المنظمات بأن النساء لا يلتزمن بتعليمات الحركة.

ونقلت شبكة "بي بي سي" عن المتحدث باسم وزارة الاقتصاد فى حكومة حركة طالبان، عبد الرحمن حبيب قوله إن العاملات خرقن قرارات الحركة بضرورة ارتداء الحجاب.

وكانت الحركة ألزمت العاملات في الهيئات المدنية الدولية بارتداء الحجاب، كما هددت بإلغاء تراخيص المنظمات غير الملتزمة بالقرار.

صراع طالبان ومنظمات المجتمع المدني

عطلت خمس منظمات مدنية عملها في أفغانستان على وقع القيود المفروضة من حكومة طالبان ضد النساء، ومن هذه المنظمات المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة انقذوا الأطفال ولجنة الإنقاذ الدولية وغيرهم، فيما يمثل إنهاكًا جديدًا للوضع الإنساني في البلاد التي تعاني بالأساس من أزمة اقتصادية حادة.

وأصدرت مؤسسات قادة الرعاية وصندوق إنقاذ الأطفال والمجلس النرويجي للاجئين بيانا مشتركا في 26 ديسمبر 2022 جاء فيه أن المساهمات الخاصة بمؤسساتهم والتي استفاد منها ملايين الأفغان لم تكن لتصل إليهم بدون النساء العاملات، ومن ثم اضطروا لإيقاف أعمالهم احتجاجًا على قرارات الحركة ضد الموظفات إلى جانب أن عدم وجودهن في العمل يُعطل مسار المساعدات المدنية.

من جهتها أضافت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) أن عملها في تقديم الخدمات يعتمد بالدرجة الأولى على النساء اللائي يمثلن حوالي ثلاثة آلاف امرأة من إجمالي طاقمها في جميع أنحاء البلاد، فيما أشارت منظمة الإغاثة الإسلامية إلى أنها اضطرت لاتخاذ قرار صعب بتعطيل أنشطتها في البلاد، نتيجة تضييقات "طالبان" ضد النساء، معبرة عن أسفها لعدم استطاعتها دعم الأسر الفقيرة خلال المرحلة الحالية، مطالبة الحركة برفع الحظر المفروض على العاملات بمنظمات المجتمع المدني.

المجتمع الدولي ومواقف طالبان المتشددة تجاه النساء

ومن جانبها قالت الأمم المتحدة على لسان كبير منسقي الشؤون الإنسانية في الهيئة، رامز الأكبروف فى تصريح لشبكة "بي بي سي": إن الأمم المتحدة تسعى جاهدة لإلغاء الحظر المفروض على عمل النساء في الهيئات المدنية، مضيفًا أن قرار حركة طالبان قد يهدد تسليم المساعدات الإنسانية لأفغانستان.

وشهدت المرحلة الثانية من حكم طالبان تجدد مشاهد قمع الأفغانيات مثل فرض لباس موحد عليهن يغطي كامل الجسد والوجه، إلى جانب منعهن من التنزه في الحدائق العامة وذهاب الصالات الرياضية وغيره من مظاهر العنصرية.

وعلى الرغم من الخطابات الإعلامية المنفتحة لحركة طالبان تجاه المرأة في بداية سيطرة الحركة على البلاد، إلا أن عودتها للمارسات القمعية تنذر بمخاطر ضد الأمن في المنطقة، وذلك للاضطرابات الداخلية الناتجة عن الاحتجاجات المستمرة ضد هذه القرارات، إذ تظهر وسائل التواصل الاجتماعي قمع وحشي ضد الاحتجاجات الشعبية ما يفتح الباب أمام توظيفات الحروب الأهلية أو نجاح طالبان في فرض دولة شمولية ثيوقراطية تحقق فيها أهدافها الخاصة.