ad a b
ad ad ad

بأكثر من 2000 قمر صناعي.. الإنترنت الفضائي يدعم احتجاجات إيران

الجمعة 10/فبراير/2023 - 10:13 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
وسط الاحتجاجات المشتعلة في إيران منذ مقتل مهسا أميني بعد تعذيبها على أيدي شرطة الأخلاق، يعاني المتظاهرون الإيرانيون من انقطاع خدمة الإنترنت في محاولة من نظام الملالي للتشويش على الاحتجاجات، ومنع تواصلهم وإيصال صوتهم إلى العالم، وفي هذا الإطار تبرز أهمية الإنترنت الفضائي الذي تكفل الملياردرير الأمريكي إيلون ماسك بتوفيره لهم مجانا.
بأكثر من 2000 قمر
سلاح المجتمع المدني
ومن أجل دعم احتجاجات إيران أعلن ماسك بصفته رئيس شركة "سبيس إكس" إرسال ما يقرب من مائة محطة لخدمات الإنترنت المؤمّنة عبر شبكة ستارلينك للأقمار الصناعية إلى إيران حيث بدأت العمل هناك.

ويحتاج المتظاهرون الإنترنت لأسباب عديدة منها التواصل فيما بينهم لتنظيم الفعاليات، وكذلك لتسريب صور القمع للخارج، وكذلك لمواصلة أعمالهم وتجارتهم ودراستهم عبر الإنترنت في ظل عجز النظام عن أداء مهامه، وتوفير الحياة الكريمة للشعب منذ سنوات، فالإنترنت هو أهم سلاح يستخدمه المجتمع المدني، قد وجد الشعب الإيراني منذ زمن سبلاً لتجاوز الحواجز التي تضعها الرقابة، فالتجارب التي مرت على هذا الشعب في السنوات الأخيرة قد جعلت من أفراده خبراء في مجال الإنترنت ، لذلك لجأ النظام إلى قطع الشبكة عنهم بشكل تام لمنع ظهور صوتهم.

وكان ماسك وعد في سبتمبر 2022 بإتاحة الإنترنت عبر شبكته للأقمار الصناعية في إيران؛ وكتب ماسك على موقع تويتر الذي يملكه أيضًا، قائلا إنه بدأ العمل في شوارع إيران، حيث توجد الآن حرية أكبر للنساء في اختيار ما إذا كنّ يردن تغطية شعرهنّ أم لا، في إشارة لموضوع الحجاب الإجباري ومقتل مهسا اميني على خلفية اتهامها بعدم ارتدائه بطريقة صحيحة.

ولدى شركة ستارلينك أكثر من ٢٠٠٠ قمر صناعي تدور حول الأرض في مدار منخفض، أي على ارتفاع بضع مئات من الكيلومترات، لإتاحة الوصول إلى الإنترنت لسكّان بعض المناطق، وللتمكّن من الاتّصال بهذه الأقمار الصناعية يتعيّن وجود محطات استقبال أرضية، توزّع كلّ منها الخدمة للمستخدمين بواسطة أجهزة الراوتر، لكنه لم يوضح كيفية وصول الأجهزة للمحتجين.

وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وانقطاع خدمة الإنترنت الأرضي في مناطق أوكرانية كثيرة، بسبب القصف الروسي، أرسلت شركة سبيس إكس إلى أوكرانيا محطّات الاستقبال الأرضية، ما أتاح للأوكرانيين الاستمرار في الحصول على الإنترنت الفضائي.
بأكثر من 2000 قمر
ويبدو أن إتاحة هذه الخدمة للمحتجين في إيران تسهم بشكل كبير في فضح الممارسات الإرهابية لميليشيات الباسيج والحرس الثوري ضد المدنيين وما تفعله من انتهاكات تخالف القيم والأعراف والمواثيق الدولية الموقعة عليها الدولة التي تضمن حقوق الإنسان، فقد أكّدت السلطات سابقًا مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم العشرات من عناصر قوات الأمن في المواجهات الدموية ضد المتظاهرين.

كما تمّ اعتقال الآلاف بسبب الاحتجاجات على خلاف في التقديرات التي يصل بعضها إلى أرقام بعشرات الآلاف، ولذلك يمثل إتاحة الإنترنت فرصة للعالم لمراقبة أساليب القمع في الداخل، وبالتالي التدخل لفرض عقوبات للضغط على طهران.
"