ad a b
ad ad ad

جيش تحرير البلوش.. خنجر الإرهاب في ظهر باكستان

الثلاثاء 20/ديسمبر/2022 - 04:13 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

مع موجات الأزمات الشديدة بعد الحروب، ونتيجة للتطرف العرقي أو الديني، تظهر وتنشط الحركات الانفصالية، حيث تتبنى هذه الحركات أساليب سلمية أو غير سلمية وسيلةً للتعبير وفرض موقفها.

 

جيش تحرير البلوش


إلى ذلك، تكوّن جيش تحرير البلوشستان، وهو حركة متمردة تحولت إلى تنظيم انفصالي مسلح يقوم بممارسات إرهابية باسم العِرق، ويتكون من 1000 مسلح ينشطون بشكل رئيس في المناطق العرقية البلوشية من باكستان، ويتطلع إلى تأسيس دولة بلوشية ذات سيادة.

 

ويستهدف جيش تحرير البلوش، أفراد الجيش الباكستاني بدعوى نهب موارد الإقليم، ويرفض الالتزام بالقانون والنظام العام للدولة الباكستانية. 

 

وينتشر العديد من التنظيمات الإرهابية، في إقليم بلوشستان الذي يعدّ المقاطعة الأكبر في باكستان من حيث المساحة، ويشترك في الحدود مع أفغانستان وإيران.

 

ووفق بيانات وزارة الداخلية الباكستانية، يضم الإقليم نحو 13 حزبًا انفصاليًّا محظورًا، أبرزها جيش تحرير بلوشستان المصنف كـ«تنظيم إرهابي للقتل باسم العرق والدين».

 

وعقب سلسلة من التفجيرات والعمليات الإرهابية، صنفت الحكومات الباكستانية والبريطانية عام 2006، التنظيم كأول تنظيم انفصالي إرهابي في إقليم بلوشستان، تلاها في العام 2019 إدراج التنظيم على قائمة التنظيمات الإرهابية الأمريكية. 

 

نشأة التنظيم 


ويعدّ جيش تحرير البلوش امتدادًا لحركات التمرد العرقية البلوشية، التي نشطت في المدة «1973- 1977»، وتشكل قبيلتي «المري» و«البوجتي» أغلب عناصر التنظيم، كما يعتبر «سردار أكبر خان بوجتي» الذي شغل منصب رئيس وزراء بلوشستان، أحد كبار قادة التنظيم، وقد لقى مصرعه في عملية أمنية بتاريخ 26 أغسطس عام 2006.

 

وظهر جيش تحرير بلوشستان للمرة الأولى عام 1973م، تحت مسمى حركة «بلوشستان المستقلة المتمردة» حسبما أعلنت حكومة رئيس الوزراء «ذو الفقار على بوتو» الأولى آنذاك.

 

ومع صعود «ضياء الحق» إلى منصب رئيس الحكومة، بدأت عملية التفاوض مع القيادة القومية البلوشية بهدف إنهاء التمرد المسلح، لكن سرعان ما توترت الأوضاع نتيجة اعتقال الزعيم القومي «نواب خير بخش موري» بتهمة قتل القاضي «نواز موري» في عهد الرئيس السابق «برويز مشرف».

 

وبدأ جيش تحرير بلوشتسان سلسلة من الهجمات على المنشآت الحكومية وقوات الأمن في أجزاء مختلفة من بلوشستان، وبذلك فقد تأسس التنظيم بشكل رسمي في صيف عام 2000م، بإعلان مسؤوليته عن سلسلة الهجمات التي وقعت خلال تلك الفترة، وخاصة بعد أن شارك في عدد من عمليات التطهير العرقي ضد غير المنتمين لعِرق "البلوتش" في الإقليم.

 

وامتدت عمليات التنظيم لتشمل خطوط أنابيب الغاز وأبراج الكهرباء والمنشآت الوطنية، إضافة إلى الهجمات على القوات العسكرية والأمنية والمواقع التابعة للجيش، بدعوى حرص التنظيم على «تقرير مصير الشعب البلوشي» وفصل إقليم «بلوشستان» عن «باكستان».

 

تصاعد العمليات الإرهابية

في المدة 2020- 2022 تصاعدت عمليات التنظيم الإرهابية بالقرب من الحدود الأفغانية، وطبقًا لتصريحات وزارة الداخلية بمقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان، فقد ارتفع مؤشر الحوادث الإرهابية بنسبة 90% خلال عام 2021م، مقارنة بالعام الذي سبقه؛ حيث تم الإبلاغ عن 137 حادثة إرهابية في عام 2021م أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصًا، وكان وراءها جميعًا المتطرفون والانفصاليون البلوش.

 

وازدادت حدة العمليات الإرهابية شراسة مع بداية عام 2022م، ففي 2 فبراير 2022 أعلن جيش تحرير البلوش مسؤوليته عن عملية جانجل، حيث الهجمات على مقر القوات الباكستانية في نوشكي وبنجور، قائلًا: إن «عملية جنجل» اكتملت في غضون 72 ساعة بعد مقتل أكثر من 195 من جنود الجيش الباكستاني؛ بينهم 3 ضباط، والتي نفذتها كتيبة لواء مجيد من جيش تحرير بلوشستان، إذ هاجمت وحدتان مختلفتان مقرات نوشكي وبانجور الحدودية في آنٍ واحد، وأسفرت عن الاستيلاء على معسكرين لقوات الأمن.

 

وأعقب عملية جانجل تفجير جامعة كراتشي في 26 أبريل 2022م، والتي أسفرت عن مقتل 3 مدرسين صينيين وسائقهم الباكستاني الجنسية، وكان المنفذ امرأة وهي تعد أول انتحارية في التنظيم، وفي 9 أكتوبر أصيب 4 أفراد نتيجة انفجار في كويتا بإقليم البلوشستان.

 

كما استهدف التنظيم قوات الكوماندوز التابعة للجيش الباكستاني في 20 أكتوبر 2022م، وفي 30 نوفمبر 2022م أسفر تفجير انتحاري بالقرب من شاحنة شرطة بلوشستان في منطقة بليلي في كويتا عاصمة بلوشستان عن مقتل 5 أشخاص بينهم شرطي وإصابة العديد من المسؤولين والمدنيين.

 

وردًّا على ذلك شنت القوات الأمنية عملية في منطقة كوهلو أسفرت عن مقتل 9 عناصر من جيش تحرير البلوش، واعتقال 3 مسلحين، في حين أعلن المتحدث باسم جبهة تحرير بلوشستان الرائد غورام بالوش، أن المقاومة مستمرة طالما هجمات الجيش الباكستاني ضد البلوش مستمرة.

 

الكلمات المفتاحية

"