معاناة بالغة للمرضى والعاملين به.. الحوثيون يستهدفون القطاع الصحي في اليمن
الجمعة 23/ديسمبر/2022 - 05:33 م
أحمد عادل
سيطرت الميليشيات الحوثية في اليمن على أداء المنظمات الأممية العاملة في المجال الصحي، والتي تتواجد مقراتها بالعاصمة صنعاء، ومنعها من من التدخل في الحالات الطارئة والإنسانية، بهدف حرمان المواطنين والنازحين من الحصول على الدواء والخدمات الصحية.
حلقة جديدة من مسلسل إجرام الحوثي
في حلقة جديدة لمسلسل إجرام جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، أعلنت وزارة حقوق الإنسان، مقتل وإصابة 139 عاملًا صحيًّا بنيران الميليشيات، المدعومة من إيران، في محافظة مأرب، شمالي شرق البلاد، منذ بدء الحرب.
وقال مكتب وزارة حقوق الإنسان بمأرب في تقرير صدر الجمعة 16 ديسمبر 2022: إنّه "تم رصد 2668 حالة انتهاك بحق القطاع الصحي في المحافظة منذ 2015، ارتكبتها ميليشيات الحوثي، تنوعت بين القصف والقتل والإصابة والاعتقال والاحتلال والنهب والمنع والحرمان والتهديد.
وأضاف التقرير أنّه تم توثيق مقتل 53 عاملًا صحيًّا بين طبيب وممرض ومساعد صحي عاملين في تلك المنشآت والمرافق المستهدفة، وإصابة 86 آخرين.
وأفاد بأنّه تم قصف 134 منشأة ومرفقًا صحيًّا بالقذائف والصواريخ الباليستية والطيران المسيّر، بعضها استهدفت أكثر من مرة، مّا تسبب في تدمير كلي لـ 16 منشأة ومرفقًا صحيًّا، وتعرضت 34 منشأة ومرفقًا صحيًّا لتدمير جزئي.
ووثق التقرير 18 حالة احتلال وسيطرة على منشآت ومرافق صحية، و12 حالة نهب لمنشآت ومرافق صحية، و17 حالة اعتقال، و102 حالة منع من السفر، و145 حالة تهديد، قامت بها ميليشيات الحوثي بحق العاملين في المجال الصحي بمحافظة مأرب.
وأضاف التقرير الحقوقي أنّ ميليشيات الحوثي منعت خمسة حملات دوائية لمنظمات أممية ودولية، منها حملتان تابعتان لمنظمة الصليب الأحمر، وتسببت في توقيف الإمداد الدوائي لـ 125 مرفقًا طبيًّا، وحرمان 1785 مريضًا من العلاجات الخاصة بالأمراض المزمنة.
حرمان 600 ألف مواطن من الخدمات الطبية
وأكد تقرير مكتب وزارة حقوق الإنسان بمأرب أنّ ممارسات ميليشيات الحوثي تجاه المنظمات الأممية العاملة في المجال الصحي، نتج عنها حرمان أكثر من 600 ألف مواطن من الخدمات الطبية، بعد تعطيل المرافق والمنشآت الصحية.
وطالب التقرير بسرعة إجراء تحقيقات عاجلة في الانتهاكات الخطيرة ضد المؤسسات والمنشآت الطبية والصحية وكوادرها، والتنسيق مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية لحماية المستشفيات والمراكز الصحية كونها محمية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، والضغط على ميليشيات الحوثي للتوقف عن استهداف المنشآت الطبية والصحية بالمقذوفات الصاروخية واستخدامها لأغراض عسكرية.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه معاناة وأرق آلاف السكان بمناطق سيطرة الانقلابيين، مع شكاوى من انعدام شبه كلي للخدمات الطبية، وتفشي العديد من الأمراض والأوبئة، واتساع رقعة انتشار الأدوية الفاسدة، حيث لقي ما لا يقل عن 19 طفلًا حتفهم، وأصيب عشرات بمرض خطير، بعدما تناولوا جرعات منتهية الصلاحية من علاج السرطان في صنعاء.
وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، كشفت في تقرير حديث لها عن تسجيلها أكثر من 5119 انتهاكًا حوثيًا، طال مرافق صحية ومستشفيات وعاملين صحيين في مناطق يمنية متفرقة، خلال الفترة الزمنية من يناير 2018 حتى مارس 2022.
وأوضحت أن الانتهاكات الحوثية توزعت بين القتل المباشر والإصابة والاعتقال والإخفاء القسري للكادر الطبي والمسعفين وغيرهم، إلى جانب إعدامات ميدانية واعتداءات جنسية، وتعرض منشآت طبية للاستهداف الحوثي بقذائف «الهاون» و«الكاتيوشا»، مع تفجير وتفخيخ ونهب وإغلاق ومصادرة منشآت أخرى، فضلاً على استيلاء الميليشيات على مساعدات طبية إغاثية، والمتاجرة بالأدوية في السوق السوداء وحرمان المرضى المدنيين منها.
ويأتي ذلك، بالتوازي مع تحذيرات دولية من استمرار حالة الانهيار المتسارع للقطاع الصحي اليمني، وخروج أكثر من نصف مرافقه عن الخدمة، اتهم عاملون في القطاع الصحي بصنعاء الحوثيين بارتكاب انتهاكات جديدة، طالت عديدًا من المنشآت الطبية في مناطق واقعة تحت سيطرة الجماعة.





