فشل بريطاني في إعادة توطين الأفغان
الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 05:17 م
مصطفى كامل
على الرغم من المساعدات التي قدمها أفغان إلى المملكة المتحدة قبيل تولي حركة «طالبان» مقاليد الحكم في كابول، فشلت بريطانيا في إعادة توطين الأفغان، إذ لم يتم قبول وإجلاء أي شخص بموجب خطة وزارة الداخلية لإعادة التوطين، والتي أطلقتها في يناير الماضي، ما أثار أقاويل بأن الحكومة تظهر مزيجًا سامًا من عدم الكفاءة واللامبالاة.
فشل التوطين
كان الهدف من مخطط إعادة التوطين، مساعدة الأفغان الذين عملوا لدى الحكومة البريطانية أو كانوا منتسبين إليها، بما في ذلك طاقم سفارتها ومعلمو المجلس البريطاني والذين يلاحقون من سلطات الحركة الأفغانية، حيث تعرضت جهود بريطانيا لإجلاء الأفغان في الأيام التي أعقبت سقوط كابول في أغسطس 2021 لانتقادات شديدة، خاصة بعد أن تخلف عن الركب أولئك الذين عملوا مع المملكة المتحدة أو إلى جانبها.
وخلال تحقيق مشترك أجرته صحيفة «أوبزرفر» البريطانية، أكد أن الأشخاص الذين كانت المملكة المتحدة تعهدت بمساعدتهم ضمن مخطط إعادة التوطين، تعرضوا لملاحقات وانتهاكات من قبل حركة طالبان، فيما تعرضت حالات أخرى، لاختطاف أفراد الأسرة أو للوفاة بسبب منعهم من الوصول إلى الرعاية الطبية.
وبعد أربعة أيام من سقوط كابول، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن خطة الاستجابة للطوارئ وإعادة توطين خمسة آلاف أفغاني في عامها الأول، حيث تعد وزارة الخارجية البريطانية هي المسؤول الأول عن المخطط، وتعمل جنبًا إلى جنب مع وزارة الداخلية، المسؤولة عن معالجة التأشيرات وإجراء الفحوصات الأمنية وترتيب الإقامة في المملكة المتحدة.
بر الأمان
فيما دعا وزير الهجرة فى حكومة الظل «ستيفن كينوك»، حكومة المملكة المتحدة إلى التصرف مع مسألة إلحاح لجلب الأفغان المستضعفين إلى بر الأمان، مضيفًا أن عددًا من الذين ينتظرون الاستجابات قد اتصلوا بمكتبه ورووا قصصًا مأساوية.
مديرة منظمة الإخلاء وإعادة التوطين الأفغانية آزادي الخيرية «سارة ماجيل»، وصفت جهود المملكة المتحدة لإخلاء الأشخاص المعرضين للخطر بأنه إخفاق، مؤكدةً أن الثمن الذي يدفعه هؤلاء الأشخاص هو أنهم يعيشون في فقر، محرومون من حقوقهم، حيث تم احتجاز الكثير والضرب من قبل طالبان.
هذه هي الطريقة التي نظهر بها امتناننا لخدمة المملكة المتحدة والحفاظ على سلامة دبلوماسيينا.
وأصرت وزارة الداخلية البريطانية على أن 6300 أفغان قد تم نقلهم إلى بر الأمان في ظل خطة إعادة التوطين، لكن التقارير تشير إلى أنه لم يتم قبول أي من هؤلاء الأفراد ونقلهم منذ يناير 2022، حيث قال متحدث باسم حكومة المملكة المتحدة، أنه تم نقل ما يقرب من 23000 شخص إلى الأمان، بمن فيهم الناشطون من أجل حقوق المرأة ومدافعو حقوق الإنسان والعلماء والصحفيون والقضاة. ما زلنا نعمل بجد ودعمنا حوالي 6000 شخص مؤهل لمغادرة أفغانستان منذ نهاية العملية.
وأكد مراقبون للشأن الأفغاني، أن المشاورات حول من سيتم إجلاؤهم بموجب قانون الاستشارة في أفغانستان قد بدأت في أغسطس الماضي وما زالت مستمرة، رغم تأكيد الوزارة أنها ستبدأ في نقل الأفغان المؤهلين إلى المملكة المتحدة في الخريف، منوهين إلى أنه لا يوجد شعور بأن أفغانستان تحظى بأي نوع من الأولوية، وكان هناك الكثير من الانتقادات لخطة إعادة التوطين.





