ad a b
ad ad ad

على ثلاث جبهات.. حرب صومالية شاملة ضد «الشباب»

الأحد 11/ديسمبر/2022 - 07:55 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تنخرط الحكومة الصومالية منذ ثلاثة أشهر، في حرب شاملة ضد حركة «شباب المجاهدين» الإرهابية، الموالية لتنظيم «القاعدة»، معتمدة بذلك على إستراتيجية جديدة طويلة لوقف تنامي ونشاط الحركة في الداخل.


إستراتيجية جديدة


وضع الرئيس الصومالي «حسن شيخ محمود»، إستراتيجية مفصلة على ثلاث جبهات «عسكرية، وأيديولوجية، واقتصادية»، إذ قال إن السياسات السابقة كانت عسكرية تمثلت في الهجوم والتدمير، ولكن مشكلة الشباب أكثر من كونها عسكرية، حيث تمثَّل أول إجراء اتخذه الرئيس، في تعيين «مختار روبو» وزيرًا للشؤون الدينية، إذ كان هذا الأخير قياديًّا في حركة الشباب وغادرها عام 2017، ومنذ ذلك الحين، يتعاون مع الحكومة للجم نفوذ الحركة.


ومن أجل وقف مصادر تمويل حركة الشباب، أعلنت الحكومة الصومالية أيضًا أنّ أيّ شركة تدفع الضرائب التي تطلبها «الشباب» سيُلغى ترخيصها.

كما أعلنت الولايات المتحدة تقديم نحو عشرة ملايين دولار في مقابل أيّ معلومات تسمح بتعطيل الآليات المالية لحركة الشباب، إذ تسعى الحكومة الصومالية إلى إرساء مناخ الثقة بين السكان حتى تقف في وجه الحركة الإرهابية.

ومنذ يوليو الماضي، تكافح عشيرتان في منطقتي جالمودوغ وهيرشابيل، وسط الصومال، للتحرر من ضغوط حركة الشباب المحلّية.

ومع بداية سبتمبر 2022، قررت الحكومة الصومالية، إرسال الجيش بما في ذلك القوات الخاصة «داناب» المدرّبة من قبل الجيش الأمريكي، لدعم هذه الميليشيات العشائرية التي تُسمّى «ماكاويسلي» - استنادًا إلى الاسم التقليدي (مكاوي) الذي يحمله بعض هؤلاء المقاتلين المدنيين.

وبإسناد من الضربات الجوية الأمريكية والدعم اللوجستي والمدفعي من قوة الاتحاد الإفريقي (أتميس)، استعادت هذه القوات العسكرية السيطرة على محافظة هيران ومناطق واسعة من شبيلي الوسطى.

وشهد الصومال في 29 أكتوبر الماضي، الهجوم الأكثر دموية منذ عام 2017، والذي أدى إلى مقتل 121 شخصًا وإصابة 333 آخرين في هجومين بسيارتَين مفخّختين في مقديشو، ومع أنّ هذه الهجمات الدموية تتكرّر في ظلّ كلّ تغيير تشهده البلاد، فإنّها تأتي أيضًا ردًّا على تهديد وجودي للحركة الإرهابية.


الحركة الإرهابية في مرمى الجيش الصومالي


ومع تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية الصومالية بمساندة متطوعين من أبناء محافظات جنوب البلاد، يزداد وضع حركة «الشباب» الإرهابية حرجًا، لاسيما مع الهزائم التي تتكبدها وسلسلة الانسحابات غير المسبوقة التي أجبرت عليها، إلا أن الحركة الإرهابية أثبتت أن في جعبتها مزيدًا من الرعب والعمليات الدامية التي يمكنها أن تثبت وجودها عبرها، وإن أدى ذلك إلى سقوط مئات الأبرياء قتلى وجرحى وتدمير ممتلكات العشرات، وإفقار أضعافهم ممن يفقدون معيليهم وموارد رزقهم.


الكلمات المفتاحية

"