الزينبيات.. ذراع نسائية حوثية لقمع وانتهاك نساء اليمن
في الوقت الذي تواصل فيه قيادات الحوثي استهداف جميع فئات الشعب اليمني بالطرق والأساليب القمعية كافة؛ يظهر الجناح النسائي لهذه الجماعة الانقلابية المعروف باسم «الزينبيات» مجددًا، ومع ظهوره تنكشف الجرائم التي ترتكتبها عناصره النسائية بحق المرأة اليمنية، في انتهاك صارخ للأعراف والتقاليد والقيم اليمنية، ما يدل علي أن هذه الميليشيا بجميع أجنحتها لا تريد سوى قمع الشعب اليمني ونهب ثرواته ومقدراته حتي يتسنى لها في نهاية الأمر تسليم البلاد إلى إيران التي تعتبر اليمن «محافظة إيرانية» وفقًا لمخطط "تصدير الثورة".
جرائم الزينبيات
يأتي هذا في سياق، قيام عدد من الناشطين اليمنيين بنشر مقطع فيديو على
وسائل التواصل الاجتماعي في 5 نوفمبر 2022، يظهر قيام مشرف حوثي ومعه مجموعة من
المجندات الحوثيات بالاعتداء على إحدى المعلمات بالأيدي والضرب بالهراوات والعصي الكهربائية
في باحة مدرسة أهلية بالعاصمة صنعاء (الواقعة تحت سيطرة الحوثيين)، والسبب في ذلك
هو رفض هؤلاء المعلمات قبول نجل قيادي حوثي بالمدرسة لعدم دفع الرسوم
وتراكم متأخرت مالية عليه بلغت وفقًا للمصادر المحلية أكثر من 3 ملايين ريال.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الواقعة ليست
الأولي التي تقوم بها مجندات الحوثي بحق العملية التعليمية، فطالما قمن على
مدار السنوات الأخيرة بارتكاب انتهاكات عدة بحق المدارس والتربويين والطلاب والطالبات
في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، فعلي سبيل المثال، قامت مديرات مدارس ومعلمات ومشرفات
حوثيات أواخر عام 2020، بفرض حملة جبايات واسعة على عدد من الطالبات في
مدارس البنات في صنعاء، بحجة تمويل قافلة غذاء لجبهات القتال الحوثية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام جهاز الأمن النسائي الحوثي، في ديسمبر
2020، ضمن مخطط الجماعة لنشر الفكر الحوثي المتطرف، بتوزيع عدد من الملازم الحوثية
وإلقاء حصص طائفية على طالبات المدارس في مختلف المراحل الدراسية بالمدارس الواقعة
بالعاصمة صنعاء، هذا بجانب حشد الفتيات للانضمام إلى ضفوفهن، ففي فبراير 2019، كشفت
مصادر تربوية لوسائل إعلام يمنية، أن مجموعة من "الزينبيات" ألقين
محاضرات عن الفكر الحوثي بمدرسة "المختار" بمديرية السبعين في صنعاء،
وخلالها دعت الطالبات إلى الانضمام إلى كتائبهن، وتسجيل أسمائهن ضمن كشوفات
"الزينبيات".
يأتي هذا بجانب الدور الذي تقوم به الزينبيات في إجبار النساء (سواء
الأمهات أو ربات البيوت) على حضور المحاضرات والدورات الطائفية بكل مدينة ومديرية وحي
في المحافظات التي تسيطر عليها، ومن يتخلف منهن يعاقب إما بالضرب أو الاعتقال أو
إجبارهن على دفع إتاوات مالية أو عينية، فعلي سبيل المثال، قامت مجندات الحوثي في
أكتوبر 2022، بإجبار بعض النساء على بيع الحُليّ
والمصوغات التي يملكنها لتمويل المناسبات الدينية التي تقيمها الجماعة الانقلابية،
هذا بجانب إجبارهن على حضور تلك الفعاليات.
انتهاكات متواصلة
وتجدر الإشارة أن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أصدرت في 10 نوفمبر 2022،
تقريرًا كشفت فيه عن إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها "زينبيات الحوثي" بحق
نساء اليمن في الفترة من (ديسمبر 2017- أكتوبر 2022) والتي قدرت بنحو 1444 واقعة
انتهاك ما بين قتل ونهب وضرب وتعذيب واحتجاز تعسفي في مراكز الحوثية السرية.
وبناءً على ما تقدم، فإنه من المتوقع أن تتزايد خلال الفترة المقبلة
الأعمال القمعية للجناح العسكري النسائي لميليشيا الحوثي الانقلابية، ويرجع هذا
إلى جملة من الأسباب، منها الخسائر الفادحة التي تلقتها الجماعة في جبهات القتال، وخسارتها عددًا من مسلحيها، وهو ما يدفعها لزيادة دور الزينبيات
من أجل حشد المزيد من النساء، إضافة إلى انخفاض الدعم المالي المقدم من إيران التي
تعاني أزمة اقتصادية جراء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها فضلًا عن
الاحتجاجات التي تشهدها، سيدفع الحوثيين لتوجيه جناحهم النسائي لنهب ثروات
اليمنيات بالإجبار، لتوفير الموارد اللازمة لتغطية جبهات القتال.





