ad a b
ad ad ad

مع التهديد الإرهابي.. «طالبان باكستان» تعرقل التعاون بين الحركة وإسلام آباد

الأحد 13/نوفمبر/2022 - 07:03 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تجبر الضغوطات الأقليمية والارتباط الوثيق الجيش الباكستاني، وحركة «طالبان» الأفغانية، على التعاون الوثيق في التعامل مع التهديد الصادر من قِبل الجماعات المتطرفة، والتي تأتي في مقدمتها حركة «طالبان باكستان» التي تمثل العقبة الكبرى أمام التعاون الأمني بين الجانبين، وتنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان»، باعتباره تهديدًا للأمن الإقليمي، فالجيش والحكومة الباكستانية وحركة «طالبان» الأفغانية، لديهم تقليد طويل وتاريخ ممتد من التعاون الأمني، وقد يدفع هذا العامل كذلك بالطرفين نحو تعاون أوثق في المستقبل، من أجل التعامل مع تهديد «داعش خراسان» في أفغانستان.

 

عقبة التعاون


خلال العامين الماضيين، تفاعل الروس والإيرانيون بانتظام مع قيادات عسكرية باكستانية، وفي أثناء ذلك تبادلوا المعلومات حول صعود وجود «داعش» في الأجزاء الشرقية والشمالية من أفغانستان. أما النخبة السياسية والعسكرية الباكستانية، فإنها تنفر بشدة، بفضل الدروس التي تعلمتها بسبب مشاركتها لمدة 30 عامًا في أفغانستان، من أي تدخل عسكري مباشر في الشؤون الداخلية لأفغانستان.


ومع ذلك، ومع مرور كل يوم، تزداد احتمالية تدخل باكستان سياسيًّا واستخباراتيًّا في الشؤون الداخلية الأفغانية، وهو أمر قد يجعلها تلعب دور المساعدة الأمنية لـ«طالبان» في التعامل مع تهديد «داعش خراسان»، فخلال هذه المدة، عقد رؤساء الأجهزة الاستخباراتية في 6 دول إقليمية؛ روسيا وإيران والصين، و3 دول في آسيا الوسطى، اجتماعات في إسلام آباد، حيث تقرر في هذه الاجتماعات، أن توفر هذه الدول الإقليمية معلومات استخبارية في الوقت المناسب لـ«طالبان» الأفغانية حتى يتمكنوا من التعامل مباشرة مع تهديد تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان».


ومن الملاحظ أن الوضع الأمني الإقليمي لدى باكستان و«طالبان» الأفغانية يدفع نحو تعاون أمني أوثق، خصوصًا للتعامل مع تهديد «داعش»؛ وفق خبراء الشؤون الأمنية الباكستانية. وتمثل المشكلات المرتبطة بإحياء تهديد حركة «طالبان باكستان» عقبة رئيسية في طريق هذا التعاون.


وتشكل الاستخبارات الباكستانية، القناة الرئيسية التي تتدفق من خلالها المعلومات والاستخبارات من دول المنطقة إلى حركة «طالبان»، الأفغانية، حيث قررت وكالات استخباراتية و6 دول إقليمية في يوليو الماضي، أن تقدم معلومات استخبارية إلى الحركة الأفغانية، في الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات ضد تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان».


وعلى مدار العامين الماضيين، أجرى قادة عسكريون باكستانيون مفاوضات مكثفة مع شركاء إقليميين حول إمكانية الاضطلاع بدور محوري في منع صعود التنظيم الإرهابي في أفغانستان، وهو تطور يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن باكستان كذلك.


في المقابل، صَعَّدت حركة «طالبان باكستان» هجماتها ضد الأمن الباكستاني منذ صعود الحركة الأفغانية، إذ يعيش قادة حركة «طالبان باكستان» مختبئين في أفغانستان، حيث ارتفعت بالفعل مستويات العنف المسلح في المناطق القبلية على طول الحدود مع أفغانستان منذ استيلاء «طالبان» على السلطة في أفغانستان، ومسألة إحياء حركة «طالبان باكستان» تمثل مصدر قلق باكستان الأساسي، إذ بدأت الحركة الباكستانية التي تتمتع بملاذٍ آمن في ظل حكم «طالبان»، حملة شرسة عبر الحدود.


وردًا على ذلك، لجأ الجيش الباكستاني إلى تنفيذ عمل عسكري ضد حركة «طالبان» الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، وبسبب شعورها بالإحباط من تقاعس «طالبان»، لجأت باكستان إلى القصف عبر الحدود وتنفيذ ضربات جوية بين حين وآخر.


وتعاونت حركة «طالبان باكستان»، في الماضي مع تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث توجد مخاوف كبيرة من حدوث تحالف بين الجانبين يظهر أي سيناريو أمني مستقبلي لباكستان، الأمر الذي يؤكد أن الحركة الباكستانية تمثل أكبر عقبة في طريق أي تعاون مستقبلي بين «طالبان» الأفغانية وقوات الأمن الباكستانية.


بينما اختارت الحركة الحاكمة لأفغانستان، الاضطلاع بدور الوساطة بين «طالبان باكستان» وإسلام آباد، بدلًا من الدخول في مواجهة عنيفة مع الجماعة المسلحة، ووافقت باكستان على هذا النهج، على الرغم من أن التواصل لم ينتج عنه وقف الأعمال العدائية بعد.


 وأكد مراقبون، أن هجمات «طالبان باكستان» استمرت حتى صيف عام 2022، وقد أثارت باكستان بالفعل غضب «طالبان» من خلال شن غارات جوية ضد أهداف «طالبان باكستان»؛ الأمر الذي خلق توترات كبيرة بين البلدين، وأشاروا إلى أن مستقبل التعاون العسكري بين أفغانستان وباكستان يعتمد على حل مشكلة «طالبان باكستان» بما يتوافق مع رغبة المؤسسة العسكرية والحكومة الباكستانية.


للمزيد: طالبان تلاحق عناصر «داعش» بحثًا عن ثقة المجتمع الدولي

 


"