دعوات الانفصال.. أكذوبة إخوانية لعرقلة جهود «الرئاسي» اليمني
منذ بدأ مجلس القيادة الرئاسي اليمني بقيادة «رشاد العليمي»، في تطهير مؤسسات الدولة وتحديدًا من عناصر الإخوان الموالين لحزب الإصلاح (ذراع الإخوان في اليمن)، دفع هذا بعض قيادات الجماعة لإيجاد البدائل للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، من خلال نهب ثروات اليمنيين، وإحكام السيطرة على المحافظات الجنوبية، وهو ما يفسر الدعوات الأخيرة التي أطلقها بعض عناصر الإخوان في محافظتي «المهرة» و«حضرموت»، للمطالبة بالانفصال وتكوين دولة جديدة.
دعوات الانفصال
الدعوات تلك، أطلقها كل من القيادي الإخواني «صلاح باتيس» رافعًا شعار «انفصال محافظة حضرموت»، ليتبعه الإخواني الموالي للحوثيين «علي سالم
الحريزي» مناديًا بـ«انفصال محافظة المهرة» أطلق عليها اسم «الدولة
المهرية».
ويرى مراقبون أن الدعوات الإخوانية للانفصال عن الدولة في هذا التوقيت تحديدًا والتركيز على محافظتي حضرموت والمهرة بشكل أخص، يأتي في إطار تعاون «حوثي ــ إخواني»، لعرقلة أي محاولة للحكومة الشرعية للنهوض بالدولة اليمنية، خاصة أن تلك الدعوات جاءت بعد أيام قليلة من استهداف ميليشيا الحوثي ميناء الضبة النفطي بمدينة المكلا محافظة حضرموت في 21 أكتوبر 2022.
ويحاول الإخوان استغلال الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد، وانشغال المجلس الرئاسي بكيفية مواجهة الحوثيين؛ خاصة بعد قرار تصنيفهم كـ«جماعة إرهابية»، إذ سبق وشن عناصر من حزب الإصلاح في 13 أكتوبر 2022، حملة إعلامية عن انفصال حضرموت عن اليمن والجنوب بهدف إعاقة الحكومة اليمنية عن تنفيذ اتفاق الرياض في المحافظات الجنوبية المحررة، والذي يقضي بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من محافظات الجنوب لجبهات القتال مع ميليشيا الحوثي، إلا أن تلك الدعوات قوبلت بتحذير شديد اللهجة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكد أن الدولة اليمنية ماضية في تحرير المحافظات من قبضة الجماعات المتمردة وإخماد أية محاولات إخوانية لإعاقة هذا المخطط.
ويوضح الباحث السياسي اليمني، الدكتور «مطهر الريدة» أننا أمام كذبه تاريخية وهي انفصال اليمن عن بعضه البعض سواء شمال وجنوب أو مناطق وسطى أو حضرموت أو الساحل أو غيره، فهذه كلها شائعات وأكاذيب يتم طباختها بين الحين والآخر في أزقة الإحزاب والفصائل اليمنية التي تبحث عن أغراض شخصية أو مناصب سياسية، أو تعمل على حرف بوصلة الدولة من الاستقرار والبناء والتخطيط الى هذه الأُكذوبات الفارغة .
ولفت «الريدة» في تصريح خاص لـ«المرجع» الى أن هذه الدعوات تروج لها الأبواق الإعلامية الإخوانية والمكونات الأيديولوجية، وتقف وراء جميع المصائب التي تشهدها البلاد لزعزعة الاستقرار والبحث عن المتاعب وتشتيت الدولة، وعليه فإن الدعوة الرئيسية للانفصال الهدف منها البحث عن أغراض دنيئة وتعطيل عمل المؤسسات في الدولة.
وأضاف الباحث السياسي اليمني أن هذه الدعوات لن تلق قبولًا، لأنه لو كانت هناك إرادة للإنفصال من الشعب اليمني شمالًا أو جنوبًا أو شرقًا أو غربًا لتحقق الأمر منذ عقود وسنين، وهذا ما تدركه تلك الفصائل سواء الحوثية أو الإخوانية للعبث بمقدرات الوطن وخدمة أعداء البلد، حتى باتت هذه الأكذوبة مملة للدولة والمواطن وحتى للحجارة التي في الوطن.





