ad a b
ad ad ad

مؤامرات «الإصلاح» المشبوهة للسيطرة على الجنوب اليمني

الجمعة 30/أغسطس/2019 - 03:36 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

ألقى حزب التجمع للإصلاح، امتداد جماعة الإخوان في اليمن، بثقله كاملًا في المعركة التي اندلعت في «شبوة» بدعم عسكري من محافظة «مأرب»، معتبرًا إياها مواجهة مصيرية ضد المجلس الانتقالي في الجنوب، واستعد «الإصلاح» منذ وقت مبكر لخوض المعركة بدلًا من مواجهة قوات «الحوثي» المدعومة من إيران.


وتواردت أنباء عن إرسال الإخوان تعزيزات عسكرية من مأرب إلى شبوة التي تعاني من حالة استقطاب حادة بين مكوناتها الاجتماعية، نظرًا لدخول المال القطري على الخط من خلال تمويل تحركات «أحمد مساعد حسين» المسؤول عن تأزيم الأوضاع في شبوة.


وقد أصدرت قبائل محافظة مأرب ومشايخها، بيانًا الخميس 29 أغسطس، هاجمت خلاله اندفاع حزب «الإصلاح» لإشعال حروب أخرى، والزج بأبناء مأرب والمحافظات المجاورة لها بمعارك ضد الجنوبيين في محافظتي شبوة وأبين.


وتابعت: «لقد حذرنا من البداية وبرسائل أرسلتها قبائل مأرب للسلطة المحلية بالمحافظة رفضت كل قبائل مأرب خوض معركة في شبوة وأبين ضد إخواننا الذين نحن وإياهم في جبهة واحدة لتحرير المحافظات اليمنية من بطش ميليشيات الحوثية وسيطرتها، ولكن لم يستمع إلينا أحد».


وأضافت القبائل أن «الإصلاح»، عمل على التغرير بأبنائهم وأبناء المحافظات الأخرى في المعسكرات، وظل يحرضهم يوميًّا ضد إخوانهم في الجنوب، بينما تقاعس عن مواجهة الميليشيات الانقلابية الحوثية، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها استخدام الجيش اليمني لتلبية رغبات حزبية وذاتيه تريد حرف مسار المعركة اليمنية ضد العدو الرئيسي.


وأضافت: «قبائل مأرب إذ تحمل حزب الإصلاح وحكومة الشرعية كامل المسؤولية عن حياة أبنائها بعد أن وصل الضحايا بالمئات خلال معارك الأربعة أيام الماضية، فهي أيضًا تدعو أبناءها للعودة إلى ديارهم، وحماية مأرب من أي تحرك للعدو الإيراني الحوثي».


وأكدت قبائل مأرب أن معركتها الحقيقية ضد الميليشيات الحوثية ولا فائدة من خلق أي معارك جديدة بالجنوب، داعية لاحترام إرادة أبناء الجنوب، وتفهم ما يطالبون به ضمن الحوار السياسي الذي دعت له المملكة العربية السعودية.


كما دعت التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف الحرب العبثية التي أشعلها حزب الإصلاح في شبوة وأبين لكونها معارك خارج سياق المعركة الرئيسية ضد الانقلابيين الحوثيين.

مؤامرات «الإصلاح»
دويلة إخوانية

لا تتوقف قطر عن دعم معسكرات الإخوان في «مأرب»، والتي تستقبل المئات من عناصرهم، وكذلك عناصر الإخوان غير اليمنيين؛ بهدف تشكيل ميليشيات متعددة تخدم المشروع «القطري - التركي» في اليمن والمنطقة، إذ يشكل «الرويك» بالمحافظة أبرز معسكرات «الإصلاح» في تجهيز وإعداد عناصر الإخوان، بتمويل قطري، وإشراف من خبراء عسكريين أتراك.


وتتشكل عناصر جيش الإخوان في «مأرب»، من أعضاء حزب الإصلاح الذين تغلغلوا في الجيش بصورة كبيرة، ومن أبناء «الأحمر» أبرز العائلات اليمنية الإخوانية، التي تمتد بعلاقات واسعة مع قطر وتركيا؛ حيث يتنقل رجل الأعمال الإخواني اليمني «حميد الأحمر» بين أنقرة والدوحة، ويشكل داعمًا كبيرًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وتأسيس إمارة للإخوان في إقليم سبأ.


ويوجد للإخوان معسكر في «وادي أبو جبارة» الذي يربط محافظات مأرب والجوف وصعدة، ويعتبر من أبرز الممرات الأمنية لعناصر الإخوان، ويقع تحت إشراف مباشر من عبد المجيد الزنداني أبرز زعماء الإخوان في اليمن.


وعملت قيادات الإخوان في مأرب على تهميش جميع القيادات العسكرية غير المنتمية للإصلاح، وعينوا عوضًا عنهم منتمين للإخوان، وحولوا عناصر الجيش الوطني في المحافظة إلى ميليشيات إخوانية، همها الأول خدمة مصالح وقضايا الحزب، متجاهلين العدو الأساسي المتمثل في عصابة الحوثي الإرهابية.


وتحولت «مأرب» إلى دويلة إخوانية منذ سيطرة الجماعة عليها في أبريل 2012، وجعلتها تعمل بأهداف سياسية واقتصادية وعسكرية تابعة للإخوان؛ نظرًا لأهميتها البالغة بالنسبة للجماعة كونها محافظة نفطية، بها عدد كبير من الآبار، ويتم تصديره عبر خط (صافر - رأس عيسى) علي ساحل البحر الأحمر، وتبتعد عن صنعاء بمسافة 200 كيلومتر، وتبلغ مساحتها نحو 17450 كيلومترًا مربعًا.

كامل الخوداني
كامل الخوداني
دعم قطري

بدوره، قال كامل الخوداني، القيادي في حزب المؤتمر اليمني: إن الإخوان يخططون لأن تكون «مأرب» عاصمة لإمارتهم في اليمن، وفقًا لمشروع «اليمن الاتحادي»، الذي يُقسم البلاد إلى 6 أقاليم، منها «إقليم سبأ»، ويضم 3 محافظات يمنية، وهي مأرب والجوف والبيضاء، وعاصمتها مدينة مأرب؛ لذلك تُشكل «مأرب» هدفًا استراتيجيًّا للإخوان؛ لبناء إمارة لهم في اليمن والمنطقة.


وأضاف «الخوداني» في تصريح لـ«المرجع» أن جماعة الإخوان، بدعم من قطر، وتواطؤ من ميليشيا الحوثيين، تسعى للسيطرة على مقاليد الأمور في اليمن، وتأكيد سلطتها عبر إظهار «مأرب» أنها واحة السلام والازدهار والاقتصاد في اليمن؛ إذ لم تحدث بها أي عمليات عسكرية للحوثيين، وهو ما يدعو للتساؤل حول مدى علاقة الإخوان بالحوثيين.


وكشف السياسي اليمني، أن الإخوان في إطار تحقيق هدفهم الاستراتيجي في أن تصبح «مأرب» مقرًّا لإمارتهم في اليمن، أقدموا على إقالات واسعة للموظفين في السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية المعارضين لهم، وجرى استبدالهم بشخصيات موالية لجماعة الإخوان؛ من أجل تأمين السلطة لهم، وإظهارها بمظهر المطلوب الشعبي لأهل مأرب.


وأضاف «الخوداني»، أن جماعة الإخوان بقيادة «سلطان العرادة»، قامت بتوظيف الموالين للإخوان، محذرًا من حصول حزب الإصلاح على ملايين الدولارات من عائدات النفط والغاز في تنفيذ مشروع الإخوان.


وقال إن وثائق نشرها التحالف العربي كشفت تورط رئيس أركان الجيش السابق محمد علي المقدشي، في توظيف أطفال دون الـ15 من العمر في الجيش والأمن من أبناء محافظات ذمار وعمران وصنعاء، في مساعٍ تؤكد الرغبة الإخوانية في بناء إمارة خاصة في اليمن، كما أن أغلب الإخوان رحلوا من المحافظات الفقيرة إلى «مأرب» الغنية؛ للحصول على أراضٍ ووظائف، في ظلِّ معاناة غالبية الشعب اليمني من ويلات الحرب وجرائم الحوثيين.


وطالب السياسي اليمني، الحكومة الشرعية والتحالف العربي بضرورة الانتباه والحذر من مخططات الإخوان، التي قد تصبح مستقبلًا شوكة في ظهر استقرار اليمن ودول الخليج، مع توافق أهداف الإخوان وقطر في استهداف اليمن ودول الخليج.

الكلمات المفتاحية

"