المعارضة الكردية شمال العراق.. سيناريوهات إثبات الوجود
السبت 29/أكتوبر/2022 - 08:32 م
إسلام محمد
تحت عنوان «ملفٌ واحد، وحِساباتٌ كثيرة: إيران ومُعضلة المعارضة الكردية-الإيرانية في إقليم كردستان العراق»، تناولت دراسة حديثة أزمة وجود المعارضة الكردية شمال العراق، وطريقة التعاطي الإيراني مع هذا الأمر، وكذلك موقف حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية من تلك القضية.
وتطرقت الدراسة التي نشرها مركز الإمارات للسياسات، وأعدها الأكاديمي العراقي، الدكتور فراس إلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الموصل، إلى التحديات الأمنية التي يواجهها العراق في هذا الإطار، وانعكاس ذلك على إقليم كردستان العراق.
وبينت الدراسة المدعمة بالخرائط التوضيحية، أماكن وجود خمسة أحزاب كردية معارضة لطهران، بعضها متمركز داخل الإقليم الكردي، والآخر قرب الشريط الحدودي مع إيران.
ويؤكد الباحث العراقي أنه على الرغم من الانتشار الواسع لتلك الجماعات في إقليم كردستان العراق، فإنّ هذا الوجود لم يشكل في أي مرحلة من المراحل تهديدًا حقيقيًّا للداخل الإيراني، بل إنّ تلك الجماعات، نتيجةً للنفوذ الإيراني في العراق، لم تنجح في توفير منافذ دعم لوجستي ومالي وعسكري كما هو الحال مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما جعلها تعتمد نهج المعارضة السياسية إلى جانب تنفيذ مناوشات عسكرية بسيطة عبر خلاياها الموجودة في داخل كردستان إيران، و تجنَّبت حتى الآن الدخول في مواجهات مسلحة كبيرة مع الجانب الإيراني.
وأشار إلى أن طهران حرصت على الربط بين أدوار المعارضة الكردية في الإقليم، وما تواجهه من ضغوط أمريكية وإسرائيلية، مُعتبرةً أن هذه الجماعات تتلقى دعمًا من الطرفين بهدف إرباك الوضع في الداخل الإيراني، وهي اتهامات أعاد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ترديدها مؤخرًا.
وعلى الرغم من المطالبات الإيرانية المستمرة لحكومة الإقليم، بإنهاء وجود جماعات المعارضة الكردية، فإن القيادة الكردية العراقية لم تستجب لهذه المطالبات، حيث إن الحزبين الرئيسين في الإقليم وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، يخشيان من عواقب الظهور بمظهر من يفرط بالحقوق الكردية، فضلًا عن الحرج أمام المجتمع الدولي، ويبدو أنّ أقصى ما يمكنهما اتخاذه هو حضّ المعارضين للنظام الإيراني على ضبط خطابهم ونشاطهم
وتقول دراسة مركز الإمارات للسياسات، إنه مع مواصلة الحرس الثوري الإيراني هجماته على مواقع المعارضة الكردية في إقليم كردستان، إلى جانب المطالبات الإيرانية المستمرة لحكومتي بغداد وأربيل لإنهاء وجودها، فإن وضع نشاط المعارضة الكردية في الإقليم أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة، هي ضبط وجود المعارضة مقابل إيقاف مشروط للهجمات أو شن عملية عسكرية إيرانية محدودة أو غلق مقرات المعارضة الكردية الإيرانية ونقلها إلى دول أخرى.





