ad a b
ad ad ad

قبائل صنعاء.. جحيم ينتظر الحوثي في الأراضي اليمنية

الثلاثاء 18/أكتوبر/2022 - 08:59 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

تتخوف ميليشيا الحوثي منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية من الدور والنفوذ  القوي لـ "رجال القبائل" في هذه المحافظات في حال انقلبت على الحوثيين، وهو ما يهدد تلك الجماعة المدعومة من إيران مما دفعها لمحاولة "تطويق" القبائل وتضيق الخناق وفرض قيود عليها كما تفعل مع باقي أطياف الشعب اليمني.

 ضد القبائل

يأتي هذا في إطار حملات عسكرية تشنها الجماعة الانقلابية ضد رجال القبائل وخاصة (قبائل همدان وبني الحارث وبني مطر وأرحب فيما يعرف بطوق صنعاء القبلي) منذ مطلع أغسطس 2022 ومستمرة حتى الـيوم 17 أكتوبر 2022، نجم عنها اختطاف وقتل بعض شيوخ القبائل والدخول في اشتباكات مسلحة عنيفة مع البعض الآخر، لرغبة تلك الميليشيا في الحصول على أراضي وإيرادات وإتاوات مالية عنوة من  هذه القبائل.

 

استهداف حوثي 

في هذا السياق، فإن آخر حملة شنتها الجماعة الحوثية بحق القبائل كانت في 16 أكتوبر 2022، إذ نقلت وسائل إعلام يمنية عن مصادر قبلية مطلعة، قولهم أن مسلحي الانقلابي شنوا حملة عسكرية بالأطقم والمدرعات ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع قبائل بيت صايل بمنطقة غولة عجيب في مديرية ريدة بمحافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، نجم عنها استهداف منازل المواطنين، والسبب في اندلاع تلك الحملة هو  قيادي حوثي رفضت قبائل بيت صايل محاولته  لنهب أرض تابعة لأولاد الشيخ القبلي «محسن صالح صايل»، وكانت هذه القبائل شهدت حملة مماثلة مطلع أغسطس الماضي نجم عنه اختطاف  الميليشيا لأكثر من 27 من مشائخ وعقال قرية العرة التابعة لمديرية همدان وأودعتهم في سجونها،

 

وجاءت تلك الحملة بالتزامن مع شن الميليشيا المتمردة  في 16 أكتوبر 2022، حملتيين عسكرتين، الأولي استهدفت قرية صرف، في مديرية بني حشيش، شرقي العاصمة صنعاء ونجم عنها اغتيال شيخ قبلي في شارع مارب،  والثانية استهدفت قلبيين في منطقة "صرف" التابعة لقبيلة بني حشيش شرقي صنعاء، وفي أواخر سبتمبر 2022، شهدت إحدى قرى مديرية الحدا بمحافظة ذمار  على  مدار ثلاثة أسابيع حملة عسكرية حوثية نجم عنها اختطاف الجماعة  للشيخ القبلي «محمد حسين الدعيس»  بعد يوم من اختطاف نجله حميد" (15 عاماً) واقتادتهم إلى أماكن مجهولة.

 

الترهب والقمع

تجدر الإشارة مما تقدم،  أن زعيم االجماعة الانقلابية «عبدالملك الحوثي» اعتمد خلال الثامني سنوات الماضية على أداة "الترهيب والقمع" في علاقته مع رجال القبائل اليمنية وخاصة الرافضين لفكره  وأفعاله وتوجهاته الهادفة لإشراكهم بقوة في المشروع الحوثي وإجبار أبنائهم على التجنيد في صفوف مقاتليه وفرض عليهم حضور "دورات طائفية" تنشر فكر الجماعة المتطرف، فضلا عن مساعيه للسيطرة على أراضي القبائل لإحداث "تغير ديمغرافي" في بنية الطوق القبلي لصنعاء لجعل جميع المواطنين خاضعين وموالين لفكر الحوثيين.

 

تفكيك النسيج 

وحول دلالات الاستهداف الحوثي المتواصل للقبائل اليمنية، قال المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» أن الميليشيا المدعومة من إيران تعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي، وإذلال القبائل اليمنية، بهدف إيجاد نوع من الصراع الطويل الداخلي، وإشغال الحروب القبلية، حتى يتمكن هو من استكمال السيطرة على اليمن، وتجريف الهوية اليمنية على أساس عرقي وطائفي ومذهبي.

 

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الحوثي يسعى من جراء ذلك، إلى تهيئة المناطق اليمنية وخصوصًا المحيطة بالعاصمة صنعاء، وتحويلها من مناطق متعددة إلى منطقة عرقية، ومن ثم تحويلها إلى منطقة أشبه بالضاحية الجنوبية بلبنان.

 

وأضاف أن الحوثي لا  يتوقع  وجود انتفاضة قبلية في القريب العاجل، لكنه يتوقع أن يكون هناك انتفاضية شعبية ضده، ولذلك يحاول ترهيب القبيلة وإذلالها لإخافة مختلف مكونات الشعب اليمنية سواء القبلية أو السياسية أو الاجتماعية.

"