ad a b
ad ad ad

التواجد الأمريكي في سوريا.. نفاد للرصيد الاستراتيجي وتحذيرات من الانسحاب العشوائي

الجمعة 14/أكتوبر/2022 - 06:45 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بعد ما يقرب من سبع سنوات من وصول أول جندي أمريكي إلى سوريا، بات الانسحاب الأمريكي السورية بمثابة أزمة لواشنطن، إذ لم يعد للوجود العسكري الأمريكي في سوريا رصيد استراتيجي؛ بل نقطة ضعف، خاصة مع تضاؤل الخطر الداعشي، فيما حذر مراقبون من أن الانسحاب بشكل عشوائي سيمثل كارثة كبرى للولايات المتحدة، وسيزيد من زعزعة الثقة الإقليمية في التزامها تجاه الشرق الأوسط.

التواجد الأمريكي

بين البقاء والانسحاب

وحذّرت مجلة «فورين أفريز» الأمريكية، من الانسحاب الأمريكي من سوريا بشكل عشوائي على غرار الانسحاب "الكارثي" من أفغانستان في أغسطس 2021، منوهةً إلى أنه حان الوقت لأن تغادر القوات الأمريكية سوريا، خاصة بعد تضاؤل خطر تنظيم «داعش» الإرهابي، وتزايد المخاطر الأمنية على تلك القوات بسبب الحرب الأوكرانية وهجمات الميليشيات الموالية لإيران.


وخلال تقرير للمجلة الأمريكية، شددت على ضرورة التوصل إلى ترتيبات يتيح للولايات المتحدة استخدام طائرات بدون طيار لمهاجمة داعش وتنظيمات إرهابية أخرى إذا اقتضت الضرورة.


وعن التهديد الداعشي، أوضحت «فورين أفريز»، أنه يمكن احتواء تهديد التنظيم الإرهابي الذي لا يزال قائما حتى اليوم دون تعريض القوات للأذى وذلك من خلال عمليات بطائرات بدون طيار، إضافة إلى الغارات الجوية لمواصلة الضغط لمكافحة الإرهاب على ما تبقى من التنظيم، فإذا غادرت القوات الأمريكية بطريقة غير منسقة فإن النتيجة الأكثر ترجيحًا ستكون هجومًا عسكريًّا تركيًا لتحقيق أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعلنة، وهذا تدخل من المرجح جدًا أن يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من السوريين، وإلحاق الضرر بعلاقات الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية بشكل لا يمكن إصلاحه.


وعن حفظ حق دفاع الولايات المتحدة عن النفس حال التعرض لأي تهديد، أكدت الصحيفة الأمريكية، أن الانسحاب المنسق من شأنه أن يحسن بشكل كبير من احتمالية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن الوصول للمجال الجوي السوري، وستحتفظ الولايات المتحدة بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس إذا تعرضت للتهديد.

التواجد الأمريكي

سياسة منفصلة عن الواقع

ومنذ تولي الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مهامه، كانت سياسية الولايات المتحدة تجاه سوريا تحديدًا منفصلة عن الواقع، حيث قررت إدارة «بايدن» إعادة ضبط أهداف واشنطن، والقضاء على كل من الفكرة غير المستقرة قانونًا لتأمين منشآت النفط السورية والرغبة غير العملية في طرد جميع القوات الإيرانية من دولة تربطها علاقات طويلة الأمد مع إيران، فقرر فريق بايدن أن الوقت قد حان لإعادة تركيز جهود الولايات المتحدة على المهمة الأصلية.


ويبدو أن إدارة بايدن تتمسك بالأمل في أن الظروف ستتغير أو تتحسن، وأن تسوية تفاوضية أفضل أو الخروج من المنحدر سيصبح واضحًا. 


ومع ذلك، فإن كل يوم يمر يزيد من المخاطر التي تتعرض لها القوات الأمريكية ويضعف ولا يقوي، الموقف التفاوضي للولايات المتحدة فيما يتعلق بما يمكن الحصول عليه من الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا مقابل رحيل الولايات المتحدة.


وأكد مراقبون، أنه مع استمرار تعثر المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران فمن المرجح أن تستخدم طهران ميليشياتها في سوريا لممارسة ضغط إضافي على الولايات المتحدة في محاولة تحقيق مطالبها على طاولة المفاوضات، منوهين إلى أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وحليف الولايات المتحدة، بدأت بزيادة الضغط على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد مرارًا بشن عملية عسكرية جديدة لتحقيق هدفه الطويل الأمد المتمثل في إنشاء منطقة عازلة في سوريا.


ونوه المراقبون، إلى أن قرار سحب القوات الأمريكية في سوريا بعد وقت قصير من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون مكلفًا سياسيًّا ويزيد من زعزعة الثقة الإقليمية في التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، إذ لا يزال الوضع الراهن مصحوبًا بمخاطره الخاصة، فساحة المعركة في سوريا معقدة، وتعمل القوات الروسية والسورية والأمريكية على مسافة قريبة بشكل متزايد.


للمزيد: داعش يعود.. التنظيم يستغل تراجع الحرب ضده ويستعيد قوته

الكلمات المفتاحية

"