في ظل انخفاض المواجهة.. «القاعدة» يعيد ترتيب صفوفه باليمن
في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعيشها اليمن، استغل تنظيم «القاعدة» الوضع، وتمكن من الظهور بقوة، حيث تنامى نشاطه مؤخرًا في بعض مناطق الشرعية، وتشير الهجمات إلى تمتع التنظيم بقدرة بنيوية عالية، ما مكّنه من إعادة تشكيل أعضائه واختيار قيادات جديدة، بالرغم مما لحق بقياداته خلال السنوات الماضية من تصفيات.
نشاط متزايد
وجاءت الهجمات الإرهابية الأخيرة لتنظيم القاعدة في اليمن، في جزء منها، ردًا على العمليات العسكرية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم من تحالف دعم الشرعية، والهادفة إلى الحد من نفوذ وتهديدات «القاعدة»، إذ أطلق المجلس الانتقالي عملية «سهام الشرق» في محافظة أبين أغسطس الماضي، لتأمينها من العناصر الإرهابية، بجانب إطلاقه عملية «سهام الجنوب» بمحافظة شبوة سبتمبر الجاري، لتطهيرها من التنظيمات الإرهابية أيضًا.
ومنذ الاتفاق على الهدنة الأممية بين فريق الشرعية والحوثيين، منذ أبريل الماضي، تصاعدت هجمات «القاعدة» في مناطق الشرعية فقط، وتزامن ذلك أيضًا مع إطلاق الحوثيين سراح عناصر من التنظيم كانوا في سجونهم منذ سنوات، فيما يؤكد البعض أن ثمة صفقة بين الجانبين في إطار توجه عناصر التنظيم إلى مناطق الشرعية ومباشرة نشاطهم في مواجهتها، وتأمين مناطق تركزهم في محافظة البيضاء كنقطة انطلاق.
وتعكس هجمات التنظيم نجاحه في توظيف الصراعات المناطقية، حيث استغل الصراعات والاختلافات بين مكونات المجتمع اليمني، والخلافات والصراعات المناطقية من أجل السلطة والنفوذ، والتي تؤدي إلى صراعات داخلية في مؤسسات الدولة، وظفها التنظيم واخترق من خلالها بنية المجتمع.
انخفاض ضغط مكافحة الإرهاب
خلال تقرير دولي صادر عن معهد «المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة»، أكد أن انخفاض عمليات ضغط مكافحة الإرهاب على «القاعدة» في السنوات الأخيرة يهدد المكاسب التي تحققت في اليمن، فالتنظيم يحتفظ بقادة كبار مخضرمين، على الرغم من خسائره، وسيظلون يركزون على ما يسمى بـ«الجهاد العالمي» ويحافظون على نيتهم في استهداف وقتل الأمريكيين، مشيرًا إلى أن هجوم التنظيم في جنوب اليمن الذي أدى إلى مقتل 21 جنديًّا مطلع سبتمبر الجاري، هو الأكثر دموية منذ أغسطس 2019
واعتمدت الولايات المتحدة استراتيجية لمكافحة الإرهاب في اليمن، على شركاء محليين لمحاربة «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية على الأرض والغارات الجوية الأمريكية لاستهداف العناصر الرئيسية بشكلٍ أساسي، إذ تقدم الولايات المتحدة، دعمًا استخباراتيًّا ولوجستيًّا للقوات الشريكة لمحاربة التنظيم الإرهابي هناك، وقضت الضربات الجوية الأمريكية على عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تركز على الهجمات العابرة للحدود وكبار القادة الذين يلهمون المنظمة ويوجهونها، بحسب التقرير.





