مع عودة الاشتباكات على الحدود.. القبائل الباكستانية تنتفض ضد الإرهاب
في الوقت الذي تشهد فيه مناطق الشمال الغربي من باكستان أعمال عنف، تتضمن تفجيرات واغتيالات ومواجهات بين مجموعات في حركة «طالبان» الباكستانية، والجماعات المسلحة الأخرى كتنظيم «داعش –خراسان»، انتفضت القبائل، ودعت الحكومة والسلطات إلى العمل الجاد ضد كل من يعبث بأمن تلك المناطق.
وجاء ذلك الوقت الذي وقعت فيه اشتباكات بين الجيش الباكستاني وقوات حرس حركة «طالبان» الأفغانية، على الحدود الدولية؛ حيث وصفتها الحركة الأفغانية بأنها اشتباك بين قوتين أمنيتين، بينما وصفها الجيش الباكستاني بأنها هجوم إرهابي على قواتها.
وتشهد الحدود الأفغانية الباكستانية توترًا بين الحين والآخر، ما يؤثر على العلاقات بين كابول وإسلام أباد، إلا أن اللافت هو قيام حركة «طالبان» الأفغانية، بتبني مقتل ثلاثة جنود باكستانيين، في هجوم حدودي.
وقال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان، إن مسلحين أطلقوا النار على القوات من الأراضي الأفغانية ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
مزاعم طالبانية
ووقعت الاشتباكات في منطقة «داند باتان» في ولاية «باكتيا» الأفغانية شرق البلاد، حيث أفاد نائب المتحدث باسم «طالبان» «بلال كريمي» أن الجيش الباكستاني يحاول إقامة «قاعدة استيطانية» على طول الحدود الدولية، وهو أمر غير مسموح به بموجب الاتفاقية الثنائية القائمة بين البلدين.
وقال المتحدث إن الجيش الباكستاني سعى لبناء موقع استيطاني هناك. وذهب بعض أعضاء الإمارة للتحدث معهم، لكن الجنود الباكستانيين فتحوا النار مما أدى إلى وقوع إصابات.
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام باكستانية نقلًا عن مسؤولين عسكريين أن ثلاثة جنود على الأقل قتلوا عندما فتح «إرهابيون» من أفغانستان النار في حادث منفصل من المرجح أن يُعَقِّدَ العلاقة بين إسلام آباد وكابل.
وكانت حركة «طالبان باكستان» قد تبنت، في البداية، المسؤولية عن الهجوم، إلا أن نائب المتحدث باسم الحركة الأفغانية، «بلال كريمي» أعلن أن ما جرى على الحدود هو مواجهة بين القوات الحدودية الأفغانية وقوات الجيش الباكستاني، مشيرًا إلى أن القوات الباكستانية حاولت إقامة مواقع بالقرب من الخط الفاصل، وحسب التوافق بين الطرفين لا يحق لأي طرف أن يبني مواقع بالقرب من الخط؛ مضيفًا أن قوات طالبان أفغانستان، تعرضت للنار من مواقع الجيش الباكستاني عند محاولتها الاقتراب لبحث هذا الأمر مع العناصر، ما جعلها ترد على ذلك، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش الباكستاني"، مطالبًا الأخير "بتجنب إقامة مواقع قرب الخط الفاصل".
الإرهاب يتجدد
وعانى وادي سوات الواقع في شمال غرب محافظة خيبر بختونخوا، بباكستان، ومنطقة القبائل، كثيرًا من وجود الإرهاب ومظاهر التسلح، إذ بدأت تلوح مجددًا في المنطقة وبكل قوة، حيث بات الظهور المسلح في الأماكن العامة بشكل كبير، وارتفعت وتيرة الهجمات، التي أسفرت عن اغتيال العضو البارز في الهيئة الأمنية القبلية «محمد إدريس خان»، والذي تبنته حركة «طالبان باكستان».
ويؤكد الزعيم القبلي في منطقة كرم «رضوان الله خان» أن عناصر الحركة الباكستانية والجماعات المسلحة الأخرى، عادوا إلى المنطقة بكل قوة، فيما تلتزم السلطات الصمت ولا تتحرك ضد المسلحين، وهي تطلب من الناس مغادرة المنطقة، مؤكدًا أن القبائل قررت هذه المرة ألا تترك مناطقها كي تكون ميدانًا لمشاريع جديدة، بل ستحافظ على مناطقها وكرامتها بكل ما أوتيت من قوة.
وخلال تقرير صادر عن مركز الدراسات والأبحاث القبلية، أكد أن مناطق الشمال الغربي من باكستان شهدت منذ بداية يونيو الماضي وحتى منتصف سبتمبر الجاري، 97 عملية عنف، سقط ضحيتها 150 شخصًا، وذلك بعد أن أصبح وجود المسلحين علنيًّا، حيث كان من أهم أعمال العنف التي أثارت قلق القبائل مقتل الزعيم وعضو مجلس الأمن القبلي في وادي سوات «محمد إدريس خان»، أحد أشد معارضي «طالبان» والجماعات المسلحة في المنطقة، والذي تمكن من توحيد القبائل في وجه المسلحين.
للمزيد: معارك ضارية بين طالبان والمقاومة الوطنية في بنجشير





