تعاون المجتمع المدني والحكومة ضد اليمين المتطرف في أمريكا
تواجه الولايات المتحدة تحديات متصاعدة بخصوص انتشار اليمين المتطرف، إذ تحاول حكومة جو بايدن استحداث أنماط قانونية وأمنية لتقويض جماعات العنف اليميني، في ظل توجهات رسمية نحو إشراك المؤسسات الاجتماعية والثقافية لتقديم خطاب وطني موحد حول مخاطر تزايد هذا التيار.
لطالما تبنت الولايات المتحدة لسنوات خطابًا حول مخاطر استهداف التيار التكفيري لمجتمعها، ولكن مع التغيرات الطارئة على الساحة الدولية بات خطر اليمين المتطرف ينافس التكفيريين، بل ويتخطى خطورته.
أدت أحداث اقتحام الكونجرس الأمريكي في 6 يناير 2021 إلى تسليط الضوء على مستقبل اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، ما خلق ضغوطًا على صناع القرار حول ضرورة مواجهة الأزمة بطرق متعددة.
منظمات المجتمع المدني في مواجهة اليمين المتطرف
أصدرت رابطة مكافحة التشهير (ADL) في منتصف سبتمبر 2022 تقريرًا حول تنامي اليمين المتطرف في ولاية فلوريدا، مؤكدة وجود شبكة كبيرة لهم في المنطقة، وتضم هذه الشبكة عددًا كبيرًا من المتهمين في أحداث اقتحام الكونجرس.
تحذر الرابطة من قدرة تيار اليمين المتطرف في فلوريدا على بناء شبكات مستمرة من المتطرفين، إلى جانب توظيف الإنترنت لنشر أيديولوجيات التطرف، ومضاعفة أعداد المنتمين للتيار، إذ تلعب تكنولوجيا الاتصالات دورًا جوهريًّا في تنمية جماعات اليمين، وتجميع المتعاطفين معها، وإمدادهم بأساليب مبتكرة حول التواصل وصناعة العنف.
استعانت الرابطة بتقارير لجامعة جورج واشنطن حول تزايد أعداد اليمين المتطرف في فلوريدا، وتورطهم في أحداث الكونجرس التي راح ضحيتها 4 أشخاص، كما تشير الإحصائيات إلى أن 34,4% من المنتمين للتيار بالولاية يرتبطون حركيًا بجماعات (Proud Boys) و(three perceters) و(Oath Keepers).
واشتهرت جماعة Proud Boys بكونها الجماعة الأبرز في تيار اليمين المتطرف بالبلاد، واتهم زعيمها انريكي تاريو بالتورط في مشاغبات ضد المدافعين عن حملة حياة السود مهمة، وهي الحملة التي انتفضت بالبلاد عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد خلال عملية اعتقال أمني عنيفة في 25 مايو 2020 في مدينة مينابوليس .
إذ أعلنت الأجهزة الأمنية في 5 يناير 2020 القبض على إنريكي تاريو في العاصمة واشنطن لحرقه لافتة كُتب عليها شعار «حياة السود مهمة»، ويبلغ إنريكي تاريو 36 عامًا، وتشتهر جماعته بمظاهر خارجية موحدة ولافتة خلال الاحتجاجات الداخلية.
استضاف الرئيس جو بايدن بالبيت الأبيض قمة (نحن متحدون) أو (we stand united) في 15 سبتمبر 2022 بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، لتوجيه خطاب وطني موحد ضد العنف والكراهية.
حرصت القمة على تعزيز مفاهيم الوحدة لتخطي الأزمات الناتجة عن انتشار الكراهية والتطرف بين بعض المواطنين في البلاد، إلى جانب شرح الآثار السلبية للتطرف والإرهاب على ديمقراطية الدول وتماسكها السياسي والاجتماعي.
فيما شدد البيان الرسمي المنشور على موقع البيت الأبيض أن القمة تسعى لإبراز التوجهات الرسمية للحكومة ضد خطابات العنف والكراهية، والمتعلقة بإشراك المجتمع في المواجهة عبر تعزيز دور المدارس والجامعات، وكذلك الهيئات الثقافية كالمتاحف وغيرها، كما أشار إلى أن وحدة المجتمع الأمريكي ستؤثر على معالجة السلبيات الناتجة عن دعاوى الكراهية والانقسام التي تضر بدورها العملية الديمقراطية بالبلاد.





