ad a b
ad ad ad

مئتا يوم من الحرب.. الخيارات المتاحة أمام بوتين في أوكرانيا

الأحد 18/سبتمبر/2022 - 03:16 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
نحو 200 يوم مرّت منذ انطلاق النزاع الروسي الأوكراني، مخلفًا جثث عشرات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين، فضلًا عن أزمات اقتصادية في أنحاء العالم.

فقد خلف هذا الصراع الذي انطلق في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، يوم أطلقت موسكو ما وصفتها بالعملية العسكرية على أراضي الجارة الغربية آلاف القتلى وملايين النازحين ودمارًا هائلًا، إذ لقي 5587 مدنيًّا حتفهم وأصيب 7890، بحسب ما ذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في 22 أغسطس، لكن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.

كما أشارت إلى أن معظم القتلى أو المصابين من ضحايا الأسلحة المتفجرة مثل المدفعية والصواريخ والضربات الجوية.

فيما أعلن قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني قبل يومين أن «قرابة تسعة آلاف من الجنود الأوكرانيين قتلوا في الحرب»، في أول حصيلة وفيات يعلنها الجيش رسميًّا، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

أزمة نازحين

إلى جانب ذلك، دفع الصراع ثلث سكان أوكرانيا، أي ما يتجاوز 41 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم في أكبر أزمة نزوح بشري في العالم، وفقًا لمفوضية اللاجئين.

فيما يوجد في الوقت الراهن أكثر من 6.6 مليون لاجئ أوكراني في كل أنحاء أوروبا أكثرهم في بولندا وروسيا وألمانيا.

إضافة إلى الخسائر البشرية فقدت السلطات الأوكرانية سيطرتها على نحو 22 بالمائة من أراضيها منذ ضم روسيا للقرم في 2014، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

الخيارات المتاحة أمام بوتين

على مدار الشهور الماضية كانت تصريحات روسيا تؤكد استمرار عملياتها في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها، إلا أن المشهد الأخير في هذا الصراع وعقب تحقيق أوكرانيا مكاسب كبيرة في الشرق، أصبحت موسكو أمام واقع قد يبدل خياراتها في هذا النزاع.

بعد الانتقادات داخل روسيا من جراء تراجع قواتها في منطقة خاركييف شمال شرقي البلاد، سيقود أحد الاحتمالات التي قد يذهب إليها الكرملين هو إعادة نشر قواته لحماية شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في عام 2014.

فيما يرى مراقبون أن الانتكاسة التي تعرضت لها القوات الروسية أخيرًا، قد تدفع الرئيس بوتين إلى تصعيد القتال بالإضافة إلى تكثيف الضربات على بنى تحتية خلف خطوط القتال الأوكرانية.

وفي سبيل تحقيق ذلك زادت روسيا من قطعها البحرية في البحر الأسود استعدادًا لشن مزيدٍ من الهجمات. 

بينما بذل الرئيس الروسي فلاديميير بوتين كل ما في وسعه لتجنب التعبئة الإلزامية، مشددًا على أن الأمر ليس إلا عمليات عسكرية، فإن العديد من الخبراء العسكريين الروس يعتقدون أنه لا توجد طريقة أخرى لهزيمة أوكرانيا عسكريًّا إلا عبر زيادة عمليات التجنيد وحشد قوات إضافية، لكن إعداد تلك القوات سيتطلب وقتًا طويلًا.

ورغم أنه لا يمكن استبعاد نشر سلاح دمار شامل، يقلل مراقبون من احتمال قيام بوتين أو اتجاهه لذلك، خشية تدمير دعمه الدولي المحدود مع شركاء مهمين مثل الصين والهند.

في ظل سيناريوهات عسكرية روسية ربما لا تحقق تطلعات الكرملين، يرى البعض أن بوتين قد يذهب في اتجاه الضغط أكثر على أوروبا في مجال الطاقة، على الرغم من عدم نجاح هذا المسار حتى اللحظة في وقت الدعم الغربي لأوكرانيا.

رغم أن القتال على الأرض اتخذ مسارًا سلبيًّا بالنسبة لروسيا، وأصبحت مكاسب موسكو محدودة مقارنة بالإخفاق، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمر في التمسك بموقفه ويؤكد أن انطلاق تلك العمليات لم يكن خطأ.

الكلمات المفتاحية

"